“ارغغ.. تسك، تسك~” أصوات ألم هربت من فم العملاق، و بينما عيناه بدأتها بالتفتح، و بدأ يرفع يده بلا وعي لوضعها على مكان الألم الشديد، مؤخرة رقبته..
” لو كنت مكانك لما فعلت هذا..” صوت صدر بجوار العملاق فجأة، فأوقف يده في منتصف الطريق، و نظر نحوه، لقد كان روبين..
ثم تابع التكلم، و هو يشوي ما يشبه غزال عملاق، ” انا ألصقت طلسم نصل رياح على قفاك، بمجرد التفكير يمكنني تفعيله… اعرف ان جسدك قوي، لكن النصل سيقطع إنش، او اثنين على الاقل قبل ان يتوقف، أي خدش للحبل الشوكي يعني الموت بالنسبة لأي كائن حي مهما كان قوياً، لذا رجاءً، لمصلحتك الخاصة.. اخفض يدك.”
أنزل العملاق يده، و بدأ يضحك. ” هيهي كح كـــح كح.. هذا لم يكن له داعٍ…”
“مجرد إجراءات احترازية، قوة جسدك فاقت توقعاتي..”
صمت العملاق لوهلة، ثم تكلم. “منذ متى، و انا فاقد للوعي؟”
نظر له روبين بجانب عينه، ” انت غائب عن الوعي منذ 7 ساعات تقريباً.. تلقيت طلسم انفجار نار مستوى 25 بشكل مباشر على مؤخرة رقبتك، لكن كل ما فعله كان إعطائك ليلة من النوم الهادئ..”
” إذاً تلك الجلود الغريبة تسمى طلاسم،… هاهاها على أي حال، اسف لتخييب توقعاتك، لقد تلقيت وشم تقوية الجسد الإلهي من الدرجة الثالثة مؤخراً، ستحتاج ما هو أكثر من هذا لو أردت قتلي! كح كـــــــح!!” ضحك العملاق عندما سمع هذا، لكنه بدأ يبصق دماً مجدداً، ثم مسح الدماء بيده، و اكمل. ” إذا..؟ لماذا انا ما زلت حياً؟ كان بإمكانك قتلي بسهولة، و انا غائب عن الوعي.”
اكمل روبين تقليب الغزال بهدوء فوق النار لبضع ثوان آخرى قبل ان يتكلم. ” أخبرني أولاً لماذا لم تهاجمني بغرض القتل؟ لولا تصرفك بعدم حزم من البداية لفشلت خطتي… حتى العفريت بعدما طعنك أعطيته لكمة لتبعده عندك، و لم تقتله مع أن هذا كان سهلاً بالنسبة لك..”
تبع العملاق نظر روبين فسقط الكائن القرمزي ذا القرون اللولبية، رأسه منبعج للداخل قليلاً، لكنه كان يقف مستند على شجرة بدون مشكلة موجهاً رأسه نحو العملاق، يبدو مستعداً للهجوم في أي لحظة..
” اخبرتك من البداية إني اريد التكلم فحسب، لو قتلت تابعاً لك لن تكون بادرة جيدة… لكن يبدو انك غير مستعد لتثق بأحد، انا اتفهم هذا.” رجع العملاق فسند رأسه على الشجرة خلفه، و نظر نحو السماء.
بتلويحة من يده أطفئ روبين النار، ثم أخذ الفخذ الخلفي للغزال ألقاه نحو العملاق، و تكلم. ” يمكننا ان نتكلم الأن. ”
إلتقط العملاق الفخذ المشوي، و نظر نحو روبين بإستغراب. “حقاً؟ بهذه البساطة؟ إذاً ما الداعي لكل هذا بحق الجحيم!!”
“اخبرتك اني لا احب مصطلح *و إلا* لقد تعبت كثيراً في حياتي حتى لا اسمعه.” اخذ روبين قضمة من قطعة لحم، ثم اكمل، و فمه مملوء بالطعام. “الأن، و انت لا تستطيع التحرك، و يمكنني قتلك في أي لحظة.. يمكننا ان نفهم بعضنا بشكل افضل.”
قهقه العملاق للحظة، و هز رأسه، ثم نظر نحو روبين بجدية. ” إذاً..؟ من تكون..؟”
” اخبرني أولاً عن إنطباعك… قلت إني من عالم اخر، لماذا تعتقد هذا؟ هنالك الكثير من الاجناس في هذا العالم، رآنى عدد كبير من العمالقة بمن فيهم رئيس القافلة الذي هو عضو قديم في قوات حفظ السلام مثلك، لكنه لم يظن شيئ كهذا للحظة..” تكلم روبين بحواجب مُضيقة.
نظر العملاق للأسفل قليلاً، ثم تكلم. ” لا اعلم، ربما مخيلتي ذهبت بعيداً جداً.. ربما لو رأيت هيئتك فقط لظننت أنك جنس جديد ايضاً كما ظن الجميع، لكن.. في قتالك قبل قليل انت إستخدمت الجاذبية، و النار، و الريح، و الظلام، عندك طريقة غريبة لتخزين الطاقة داخل جسدك، كما أنك تملك تلك *الطلاسم* الغريبة…
إن لم تكن شخص جاء من عالم آخر فانت بالتأكيد مختار السماء الثالث الذي يراه هذا العالم! ما هى احتفالية ان يكون اول شخص من جنسه هو ايضاً مختار سماء؟ الاحتمالية ضعيفة جدا جدا.. التفسير المنطقي الوحيد انك مختار سماء من عالم آخر، و جئت لنا لسببٍ ما!”
عقد روبين حاجبه، و توقف عن الاكل لوهلة
” ما هو مختار السماء بالضبط؟ و كان هنالك اثنان منهم؟ لقد سمعت هذا المصطلح من قبل..”
“هاهاها حقيقة انك لا تعرف ماذا يكون مختار السماء تؤكد أنك جئت من عالم اخر يا صاحبي، من لا يعرف مختارا السماء؟ انهما تجسيد العظمة نفسها، هما من صنعوا نمط الحياة في الكوكب!”
” اجل، اجل، ما هى مواصفاتهم؟ لماذا تعتقد اني ثالثهم؟!” قاطعه روبين.
” مواصفات؟ انهم… مثلك!!” رفع العملاق كتفيه.
عقد روبين حاجبه اكثر، ماذا يكون مختار السماء؟ شخص يستخدم اكثر من مسار؟ لكن هذا طبيعي، أي عبقري يمكنه فعل هذا.