“من تكون؟ انت لست من هذا العالم. ” سأل العملاق بشكل مباشر.

“ايه؟” تفاجئ روبين من السؤال. ” انت.. لماذا تقول شيئ كهذا..؟!”

حرك العملاق مطرقته، و أشار بها نحو روبين. ” من لا يعرف قوات حفظ السلام ولباسنا الفريد؟ من لا يعرف خنفساء أنف الزمرد، و طريقة عملها؟ تلك الإنفجارات، و شفرات الريح الغريبة التي هاجمتنا بها قبل ظهورك تفوق قوتك التي أظهرتها للتو بشكل كبير، أهى سلاح خارجي؟ أهى تلك الورقة في يدك..؟ لم اسمع في حياتي عن شيئ مشابه..

ثانياً عظامك، و لحمك غير مناسبان لجاذبية عالمنا، لكن أشعر بهالة خافتة حولك مُفعلة على الدوام تعكس تأثير الجاذبية إلى حدٍ ما، أهكذا يمكنك المشي في عالمنا؟ و تلك الطاقة التي تدخل جسدك من خلال قدمك، لا يوجد أحد في هذا العالم يحتفظ بالطاقة داخل جسده! .. انت قطعاً لست من هذا العالم.”

بؤبؤ عين روبين ضاق فجأة، و كأنه ضُرب بالمطرقة على رأسه.

ثم اكمل العملاق، و هو يرجع المطرقة ليسندها على كتفه. ” حتى ان لديك عفريت يقوم بحمايتك..؟ إن كان العفريت يقوم بهذا من تلقاء نفسه فهذا يعني انه رأى فيك ما لم يراه احد، و إن كنت نسقت معه هذه الهجمات فهذا يعني انك تملك طريقة للتواصل معه، و هذا اكثر اخافة حتى.”

*حتى هذه لم تفلت منك؟!* روبين اخذ خطوة للوراء بدون ان يشعر، لأول مرة منذ بدأ القتال صاحت له كل حواسه أن يهرب!!

ثقته البسيطة التي أعطتها له خطته بدأت تتبدد… هذا الشخص ليس مجرد عدو قوي…

” ماذا تعرف.. عن العوالم الأخرى؟” سأل روبين بتردد بينما عيناه بدأتا تجري في كل مكان حوله يحاول إيجاد افضل طريقة للفرار من هنا بعد إصابته، لكنه بسرعة ندم على سؤاله.

إبتسم العملاق عندما رأى ان روبين لم ينفي إتهامه. ” لم أكن أعلم ان هنالك عالم آخر غير عالمنا، لكنك دليل حي على وجوده.. اين هو ذلك العالم؟ اهو فوق السماء؟ تحت الأرض..؟”

صمت روبين، و تراجع خطوتين اخريين، و عينه ثبتت نحو الشرق، و كأنه أختار مسار هروبه.

” انتظر!” اخذ العملاق خطوة للأمام، و مد يده اليسرى بإشارة للتوقف عندما رأى هذا. ” فقط تكلم معي قليلاً، ما المشكلة في ذلك؟ أتعتقد اني أحاول تضييع الوقت، او اني أستجوبك؟ هذه الورقة، و ذلك العفريت لن يحميانك مني لو قررت الهجوم الأن.. هلا هدأت قليلاً؟”

عاد روبين، و نظر نحو العملاق. ” كيف يمكنني الوثوق بك؟”

الكثير كان على المحك…

قوات النخبة تطارده بكل قوتها فقط لأنه قتل شخص متقاعد، إذاً كيف سيطاردوه لو علموا انه فضائي؟

المهمة التي جاء من أجلها ستكون مستحيلة من قبل ان تبدأ حتى.

“انت.. هيه~” هز العملاق رأسه عندما رأى هذا، ثم

*بوووم*

أنزل العملاق مطرقة الحرب خاصته على الارض، كانت ثقيلة لدرجة انها صنعت حفرة تحتها بمجرد التلامس، ثم خلع العباءة التي تغطي رأسه، و فتح ذراعيه على اخرهم، ” هلا تكلمنا رجلاً لرجل الأن؟”

عقد روبين حاجبيه عندما رأى ملامحه…

رأسه صلعاء من الجانبين، لكنه في منتصفها شعر طويل مُمشط للوراء، ملامحه تبدو و كأنها منحوته بحرفية كاملة، تعطيه وسامة، و شراسة في نفس الوقت.

هذا بلا شكل أوسم عملاق رآه روبين حتى الأن، و… أصغرهم؟

روبين بسهولة حدد عمره أنه ليس فوق الـ 40 عاماً!!

” انت صغير جداً…” ذُهل روبين من رؤيته، هذا الذكاء الحاد، و مستوى القوة المفرطة ببساطة مدهشين، هذا الشخص بالتأكيد عبقري مُطلق في هذه الأرجاء.. إن لم يكن كذلك فهذا الكوكب مرعب!!

” انت تبدو أصغر بعشرة اعوام مني بدورك.” قهقه العملاق

” المظاهر تكون خداعة احياناً.” إبتسم روبين، و اخذ خطوة اخرى.

تقدم العملاق خطوتين. ” إستمع هنا، انا احاول التواصل معك بلباقة، و حسن نية، لو اخذت خطوة اخرى للوراء قبل ان ينتهي حديثنا، و إلا.. سيتحتم علي القبض عليك اولاً بعدها نتكلم!”

عاد روبين، و ركز نظرته نحو العملاق. ” لقد قضيت طيلة حياتي أعمل بجد حتى لا اسمع مصطلح * و إلا.* و هذا لن يكون إستثناءً اليوم.” ثم إلتف، و قفز نحو الشرق بكل قوته!

” انتظر! اللعنة..!!” عندما أدرك العملاق ان الصراخ لم يعد يفيد وضع قوته في قدمه، و اندفع وراء روبين كالصاروخ.

لكن بعدما أخذ بضع خطوات كبيرة، لمح روبين، و هو ينظر للخلف، و هنالك إبتسامة غريبة في عينيه..

*بووووووووووووم!!*

إنفجرت الارض تحت قدم العملاق فجأة، و أرسلته طائرة عدة أمتار للأعلى، لكن جسده ما يزال قطعة واحدة.

“ارررغغ!!” ألم فظيع في قدم العملاق اليمنى التي تركز عليها الإنفجار جعلتها يتلوى من الألم، لكن لم يكن لديه وقت للتفكير في الأمر.

ظل قرمزي اللون ظهر بجانبه في منتصف الهواء، و كالسهم أدخل قرنيه في جانبه الأيمن، و اندفع كلاهما نحو شجرة عملاقة قريبة.

“اااااااااااه!! أبتعد عني..!!” بعدما سقط كلاهما على الأرض مجدداً أمسك العملاق برأس العفريت، و أخرج قرنيه من بطنه، ثم بـ * طاااخ* أعطاه لكمة قوية في وجهه أرسله طائراً محطماً عدة أشجار في طريقه.

ثم وقف العملاق مجدداً ينظر حوله كالمخبول يحاول البحث عن اثر لروبين، متجاهلاً قدمه المحترقة، و بطنه المطعونة!

“سحقااااااااااااااااااااً!!!!.” عندما لم يجد العملاق أثراً لروبين نظر نحو السماء، و صرخ.

*باا*

“ايه؟”

صراخ العملاق قوطع بصفعة نزلت على قفاه.

آخر شيئ يذكره بعدها كان سماع صوت *بووووووووووم*، بعدها اغلق عيناه، و سقط…

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=