“أ-.. اخي!!!” صاح الفارس حامل الرمح، و هو ينظر لجثة صاحبه جانبه، ركُبه بدأت ترتعش قليلاً عندما أدرك مدى قرب الموت منه هذه المرة.. فلو كان الرمح نحو اليسار بحوالي قدم واحدة لشق جانب رأسه هو!
أخيراً هبط روبين على بُعد مئات الأمتار، و بدأ يلهث بقوة محاولاً إستغلال فرصة إنشغال فارس الرمح، و الإستراحة قليلاً، لكن..
“هياااااااااا” صاحب السيف الثقيل الأخر إندفع نحوه بكل قوة، و سيفه ممدد أمامه أفقياً في وضعية الطعن.
*الطرد العكسي!!* صاح روبين في رأسه، و ضرب يده في الهواء كالمطرقة من الأعلى لأسفل، فبدأت موجات جاذبية تتشكل، و تنزل فوق النقطة التي يريدها، فوق سن السيف.
الشيئ التالي الذي شعر به فارس السيف الثقيل أن وزن سيفه تضاعف بضع مرات!
خلال أجزاء من الثانية بدأت مقدمة السيف تسقط للأسفل شيئاً ف شيئاً، حتى *بووووف*، لامست الأرض، و غرزت فيها كلياً.
*يجب أن أترك السيف!* فكر الفارس عندما شعر بمدى ثقله، و ترك المقبض بالفعل، لكنه تأخر كثيراً “ككخخخغغ!!”
عندما بدأ السيف ينغرز في الأرض كان روبين قد بدأ الإندفاع نحوه بالفعل، و نجح في امساك رقبته بإحكام بقبضته اليمنى.
“اغااااا!!!” تجاهل الفارس الألم الناتج عن عصر حنجرته، و لوح بقبضته اليمنى بكل قوته نحو بطن روبين قاصداً قسمهُ نصفين.
*باااا*
*كرااك*
لكن اللكمة نزلت على ذراع روبين اليسرى فكسرتها، و بدأ يتحرك نحو اليمين كالطلقة.
لم يكن العملاق راضياً بهذا فبدأ يحرك قبضته اليسرى لييضرب روبين قبل ان يهرب منه، لو نزلت عليه اللكمة هذه المرة سيتم قسمه لنصفين فعلاً، لكن. ” اااااااااااااااااااااااااااااه!!!”
لهب أبيض إشتعل في رقبته، و بسرعة إمتد لرأسه، في غمضة عين تحول لما يشبه مشعل عملاق!
أما روبين فسقط بعيداً بسبب قوة لكمة العملاق، ممسكاً ذراعه الأيسر بذراعه الأيمن، و تبدو على وجهه ملامح ألم حاد.
“هاا.. هاا.. ها..” اخذ روبين يلهث للهواء بصوت مرتفع، بينما دارت عيناه الفارس الاخير صاحب الرمح، العملاق الغاضب في منتصف نطاق قديس، و اخيراً العملاق الهادئ في قمة نطاق قديس الذي ما يزال لا يمكنه قراءة أفكاره..
قتل العمالقة الفرسان الثلاث تطَلب منه مجهوداً، و تضحيات أكثر مما توقع، كان يريد الانتهاء منهم بسرعة، و بنظافة حتى يتفرغ للتعامل مع القديسين الثلاث، لكن أتضح أنها كانت أحلام.
حتى بمستواه الحالي كفارس مستوى 18 بالكاد إستطاع مجارة سرعتهم، و قوتهم الجسدية الهائلة بإستخدام طاقته بلا حسيب، لو انه حاول ادخار شيئ لكان قد مات بضع مرات بالفعل.
بجانب أن ذراعه اليسرى التي كسرت، و أصبحت بلا فائدة الأن حتى بعد أن ضخ معظم طاقته المتبقية هناك لحمايتها!
مخزونه من الطاقة عموماً كاد ينفد تماماً…
بإستخدام تقنيات امتصاص الطاقة يمكنه إعادة ملئ مخزونه من الطاقة في دقائق لو دخل في وضعية التأمل، لكن من سيمنحه هذه الدقائق في موقف كهذا؟
“انت.. تستحق ان تُقطع لمليون قطعة!!” خرج اخيراً الفارس صاحب الرمح من ذهوله برؤية رأس صديقه الذائبة، و بدأ يتحرك نحو روبين ببطئ مدوراً الرمح فوق رأسه كالمروحة ، الرياح الناتجة منها بدأت تهز أغصان الأشجار حولهم.
*فروووم*
“هاا.. هاا..” إستمر روبين بالنظر للفارس القادم نحوه بعين نصف مغلقة، و عرق غزير، واضح انه كان يستعد لتنفيذ نوعاً ما من الهجمات النهائية.
ثم وقف ببطئ، أفلت يده اليسرى، و رفع يمناه التي بدأ اللهب الأبيض يشتعل فيها بهدوء، ثم صرخ. ” تعال!! ”
“هياااااااااااااااا!!” أخيراً أوقف الفارس دوران الرمح، و امسكه في وضعية الطعن، ثم إندفع للأمام نحو روبين!
*تباً!* فكر روبين، إندفاع الفارس كان سريع جداً، حتى لو إستخدم قانون الطرد العكسي الثانوي لن يفلح في إيقافه في الوقت المناسب
فإستخدم كل ما تبقى من طاقته، و قام بتفعيل القانون على جانبه الأيمن، و إستخدم قانون الريح ايضاً، فتمكن من تفادي رأس الرمح بإنش واحد.
“حان الوقت لإنهاء هذا!” سمع روبين هذه الصيحة قبل ان يهبط مجدداً على الارض، عندما حرك رأسه ليرى مصدرها شعر ان شعر جسده كله يقف.
فلقد رأى القديس متوسط المستوى في وضعية الهجوم على بُعد بضعة أمتار منه.
*انا ميت..* فكر روبين، وصورة القديس المتوسط معكوسة في سواد عينيه، و يقترب بسرعة، تبقى أقل من متر بينهم..
لم تعد لديه أي طاقة للتفادي، حتى لو كان يملك أي طاقة غالباً ما كان ليستعد لتفادي هذا الهجوم وهو ما يزال معلق في منتصف الهواء.
لكن في هذه اللحظة، السواد في عين روبين إلتقط شيئ اخر، كائن قرمزي اللون يندفع من الجانب كالسهم نحو القديس متوسط المستوى.
*تااخ*
“ااااااااااااااااااااااااه!!!”
سقط روبين على الارض أخيراً بأمان، و وقف بسرعة ينظر على يمينه نحو مصدر الصرخة، فوجد ظهر العفريت…
كان واقفاً بشكل طبيعي، لكن هنالك إضافة كبيرة فوق رأسه… القديس متوسط المستوى.
قرنا العفريت الحلزونيان إخترقا قلب، و معدة القديس متوسط المستوى، و عبرا من خلال ظهره.
*قبض* عندما رأى القديس عالي المستوى هذا شد قبضته على مطرقة الحرب، و فُتحت عيناه على آخرهما، لكن لم يتحرك..
*باااا*
*خطوة.. خطوة..*
أزاح العفريت جثه العملاق متوسط المستوى من فوق رأسه كأنه قطعة قمامه، و بدأ يتمشى نحو الفارس حامل الرمح…
“عفـ عفريت.. عفريت يساعد بشري؟ ماذا يحدث هنا؟ زعيم، ساعدني ارجـ– اااااااه!!” لم يكمل فارس الرمح كلامه، حيث إندفع العفريت فجأة، و أمسك برقبته بدون مقاومة تذكر.
* كراااااش *
بعضة واحدة قضم العفريت قطعة كبيرة من رقبته، ثم ألقاه جانباً.