“عظام السمك؟! ما الذي تفعله هنا؟ ..أهذه ساق السيدة العجوز في يدك؟!” الكثير من الأسئلة غمرت رؤوس العمالقة الثلاث، و هم ينظرون نحو روبين، كان هو آخر شخص توقعوا رؤيته!
“عظام السمك.. عظام السمك!! هل أعجبكم الإسم؟ أهو مضحك جداً؟ تعالوا.. سنضحك مع بعضنا اليوم، و لأن إخوانكم ماتوا ميتات سهلة ستأخذون أنتم نصيبهم من الضحك!!” تكلم روبين بإنزعاج، و بدأ يتقدم نحوهم ببطئ
“تشةِ~ لم أكن أعلم أن لديك فم كبير يا عظام السمك، لكنك جئت في الوقت المناسب.” تكلم اقوى واحد في الثلاث، ثم نكز العملاق على يساره. ” احضره، و ضعه في الزنزانة مع البقية، سنستطيع تعويض كل خسائرنا طالما هو معنا.”
“انا؟” تفاجئ العملاق، و اخذ خطوة للجانب، و سأل، يذهب لإحضاره لوحده..؟
ألا يرى الدماء على جسده؟ ألم يسمع طريقة كلامه؟!
“هيا اذهب! لا تخبرني انك خائف من عظام السمك هاهاها.”
في النهاية بصق العملاق على الارض عالماً انه لن يستطيع التملص من مهمته، فأخرج خنجره، و تقدم نحو روبين
” نَم على بطنك، و دع يدك فوق رأسك، ولن تتأذى، و إلا سوف– برررغغ غغرررر..”
في لمح البصر رأى روبين يلوح بيده، بعدها لم تخرج كلمة اخرى من فمه مهما حاول.
في ثانية تقريباً بدأ يشعر بشيئ دافئ ينزل على صدره، فوضع يده يتحسسه، و عندها وجد مادة لزجة حمراء تغطي رقبته، و صدره، و ما زلت تهطل..
لقد قُطع حلقه.
“اغغغ اغاااا!!!” تراجع العملاق للخلف، و نزل على كلتا ركبتيه، و أطبق بكلتا يديه على حلقه، الجرح لم يكن غائر جداً لدرجة قتله مباشرةً، لكن خسارة الدم ستقوم بالمهمة إن إستمر بالهطول بهذا الشكل!
“انت!!” تراجع العملاقات الآخران. ” أي سحر تستعمل؟!”
لم يهتم روبين لما يحدث حوله، بل أكمل تقدمه ببطئ.. حتى وصل للعملاق الذي يمسك بحلقه في وضع الركوع، ثم قام بعمل تلويحة أخرى بيده فخرج نصل ريح نحو بطنه، قام أيضاً بعمل جرح بالعرض قطع الجلد، و اللحم، و بدأت الدماء تهطل منه. “ااغااااااغغ!!!!”
سقط العملاق على جانبه، و أنزل إحدى يديه ليسد بها مكان القطع على بطنه.
أما روبين فمر بجانبه فحسب…
عند هذه النقطة كان واضحاً ان روبين قام بعمل القطعين بهذه الطريقة بالذات حتى يطيل في زمن موته.
*بلع*
اخذ العملاقين الاثنين بضع خطوات أخرى للخلف، و أعينهم على يد روبين، يحاولون رصد من اين سيأتي الهجوم!
“انت.. لو كنت مكانك لهربت الان! انت لا يمكنك حتى تخيل ما يجري حولنا الأن، هذه نصيحة لك لأنك كنت فرد من طاقمنا يوماً!” تكلم احد العملاقان بإهتزاز، ما يزال يتلفت حوله بين كل حين، و اخر.
[
إبتسامة قاسية ظهرت على وجه روبين عندما سمع هذا. ” أتعتقد أن كل هذه الجروح، و الدماء جائتني بسبب القتال ضد المرأة العجوز ايها الغبي؟”
“انت.. تقصد..؟” سأل العملاق، و الرعب بدأ يملأ قلبه.
” أربعة أشخاص يرتدون عباءات سوداء، ثلاثة منهم بقمة نطاق الفارس، و الرابع قديس في المستويات الإبتدائية، صحيح؟” تكلم روبين بثقة.
لم يفهم العملاق ما يعني بالفرسان، و القديس، لكن حديث عن الاربعة ذوي العباءات السوداء كان كفيلاً بجعل العملاق ينسى أن يتنفس!
“همم الاربعة كانوا منتشرون في دائرة 300 متر حولكم، إيجادهم، و تصفيتهم بصمت لم يكن سهلاً ابداً، أنهم اساتذة في التخفي، و لا يسقطون بسهولة.
لكن واضح من كلامك أنكم كنتم تعلمون بوجودهم..؟ أهذه خطة للإيقاع بالمُهاجم؟ فعلوا مثلها مع الفتيات.. أصحاب العباءات السود اقوياء جداً، و اذكياء جداً، من هم بالضبط؟ لماذا يقومون بمساعدة حثالة لديهم سيرك متحرك مثلكم؟” سأل روبين برفع حاجبه، ما يزال يتقدم.
“انت لا تعرف ما أوقعت نفسك به أيها الأحمق! هاهاها اصحاب العباءات السود سيطاردونك إلى أقاصي الأرض حتى يأخذوا رقبتك، إلا لو غادرت الأن.. اجل.. غادر الان نحو الشمال، و سنخبرهم أن من فعلها اتجه نحو الجنوب!” تكلم العملاق بسرعة، و كأنه وجد قشة ليتعلق بها.. بات جلياً ان روبين هو من خطط لحادثة مقتل الزعيم!
” عندي عرض اخر، ما رأيك ان اقتلكم هنا؟ هذا سيخفي هويتي بشكل افضل، صحيح؟” عندما قال روبين الكلمة الاخيرة إختفى من أمام أعين العملاقين.
“ااااااااااااااااااه.. بففـت!!” عندما ظهر مجدداً كان يقف خلف أحد العملاقين، و عظمه الساق المسننة تخرج من صدره..
عندما رأى زميله هذه تملك الرعب قلبه، بدلاً من ان يحاول الضرب نحو روبين إلتف، و وضع كل قوته في قدميه مستعداً للقفز بكل قوته ليهرب، هذا ليس قتالاً يمكنه الاشتراك فيه!
*سووووش*
“اااااااااااااااااااااه”! صرخ العملاق بكل قوته بعدما شعر بألم فظيع من نصفه السفلي، عندما نظر للأسفل وجد ان كلتا ساقيه مقطوعتان من عند الركبة بفعل نصل ريح. ” اااه.. اااه….”
“عظام السمك ها.. انا عظام السمك، هاه؟!” تكلم روبين، و هو نظر جانباً للذي كان على وشك الهرب، بدى على وجهه نظرة جنونية.
قبل ان يدرك العملاق الثالث ما يحدث، شعر بروبين يسحبه من شعره. ” اارغغ.. اتركني.. ماذا تريد اكثر…”
بمشهد مخيف تابع المساجين روبين برعب، و هو يسحب العملاقين، و يلقيهما فوق الثالث الذي ما تزال الدماء تنزل منه كالأنهار.
ثم نظر لثلاثتهم واحد في طريقه للموت من فقده للدماء، الاخر مطعون في رئته، و ما يزال يحاول التنفس، و لا يستطيع، و الثالث كان يفقد الوعي من الألم وفقدان الدم من قدميه.. و مع ذلك لم يشعر بأي تحسن.
فزأر بعلو صوته. ” اااااااااااااااااااااااه!! انا، روبين بورتون، يتم عرضي في سيرك؟ انا؟ انا من اركعت ممالك، و بأمر مني تُسال بحور من الدماء أتعرض للإهانة على أيدي حثالة أمثالكم؟! انا؟!؟”
ثم قام بتلويح يده فخرجت شعلة بيضاء على ثلاثتهم…
“غياااااااااااااه!!”
“ااااااااااااه! لاااا!! ارجوك اقتلني.. اقتلني..!”
“لا تقف هكذا! ااااااااااااه!!! اقتلنا!!”
جسد العمالقة القاسي أبدى منفعة كبيرة الأن، حيث معدل الحرق كان بطئ جداً…
بعد بضع دقائق، و قبل ان تُزهق أرواح الثلاثة روبين اخيراً إستجاب لنداء العمالقة الثلاث ولم يبق ساكناً، فرفع يده نحو ثلاثتهم، و طاقة خضراء بدأت تنزل عليهم، لقد كانت طاقة الحياة…
جروحهم بدأت تشفى بسرعة، ثم تُحرق مجدداً.
“اااااااااااااااااااااااااااااااااااااه!!”
“اااااااااااااااااااه!!”
بعد ساعة—-
اخيراً لفظ أقواهم أنفاسه الأخيرة، ليس بسبب الضرر الجسدي.. لكن مات عقله من شدة الألم.
صرخات الألم لم تتوقف للحظة واحد خلال الساعة.. لم يحد روبين فيهم عينه للحظة عن ثلاثتهم.
لو أي نسخة يافعة من روبين رأت نظرته الجنونية الباردة الأن لإرتعبت حتى الموت..
هل يستحق الثلاثة هذه الميتة البشعة؟ ربما .. ربما لا .. لكن لا يهم.
في نظره، جريمتهم لا يمكن التعويض عنها، و لو بألف ميتة كهذه.