بعد 10 دقائق — على بُعد شارعين.

راقب روبين الحراس، و هم يتفاوضون مع بعض أشخاص يرتدون مئازر مطبخ، و ملطخين بالدماء، المفاوضات استمرت لحوالي 5 دقائق أخرى حتى أمر اكبر الطهاة سناً أحد صبيانه بجلب أوراق سوداء من الداخل..

مد روبين يده، و أخرج طلسمين كرة نار، أقوى واحد من أولائك الجمع كان رئيس الطهاة، و قوته تقريباً قديس منخفض المستوى، واحدة من الطلاسم ستتكفل به، و الاخرى سترعب الحراس.

لكن بعد ان أخذ خطوة للأمام، توقف روبين فجأة.. شعر بضيق في صدره مهما حاول لم يستطع أخذ خطوة أخرى، و كأن قدماه ترفض تنفيذ أوامره.

“هذا الشعور..” و كأنه استوعب شيئاً، قام روبين بمد حسه إلى أقصى مدى ممكن له… و كانت المفاجأة.

رئيس الحراس، و معه بضع أشخاص يرتدون عبايات تغطي رؤوسهم ووجوههم كانوا مختبئين فوق أسطح المباني، و في الأزقة المجاورة، المكان كله محاصر!!

“سحقاً..!!” قبض روبين على الطلسمين بقوة.

أعداد الأشخاص المختبئين كبيرة، و بعضهم في مستوى قديس متوسط، او عالي، حتى بدون القديسين سيواجه مشاكل كبيرة في محاولة الهرب من أولائك الفرسان لو أظهر نفسه منفرداً.

فماذا لو قرر انقاذ احدى الفتيات؟ لو أظهر نفسه الان سيكون ميت.

“لا لا ارجوك، دعنا نعمل كخدم عندك، يمكننا فعل أي شيئ من اجلك!” بينما روبين يحاول ايجاد خطة، سمع صوت قطع قلبه، سقطت احدى الفتيات على الأرض، و بدأت تبكي بحرقة.

انحنى صاحب المطعم، و قبض تلك الفتاة من رقبتها، و رفعها للأعلى حتى فارقت قدماها الارض، ثم بدأ يتكلم معها، و هى تختنق، “خدم؟ انا لا احتاج هذا.. أتعلمين متى تمكن من شراء فتيات بشريات في مثل عمركن؟ أعداد الاغبياء صارت في إزدياد، يعتقدون انكم حيواناتهم الاليفة، و لا يصح أكلكم..”

“كخخ غغغغـ” أعين الفتاة ذهبت للأعلى، كادت تفارق الحياة اختناقاً.

لكن هذا لم يمنع رئيس المطعم من الاكمال. ” متى سيستوعب الناس أنكم جنس اخر لا تفرقون شيئاً عن الماشية؟ خدماً؟ لا لا يا عزيزي، بل أشهى الأطباق! سأصنع اطباقاً من أياديكم اولاً، ثم ارجلكم، و صدوركم، و انتم ما تزالون على قيد الحياة، ثم في النهاية سأذبحكم من اجل استخراج احشائكم، ثم–”

“زعيم، لو ماتت مختنقة سيُحبس الدم في جسدها، و لن يكون طعمها شهي..” أحد الطهاة نكز رئيس المطعم في كتفه، و جعله يفقد حبل أفكاره.

“تشة.. معك حق.” قال رئيس المطعم بغيظ، ثم القى الفتاة داخل المطعم.

ملامح روبين إسودت عند سماع خطاب صاحب المطعم الثمين، لا يمكنه ان يترك لوري، و البقية هنا، و إلا سيواجهون مصيراً أسوأ من الموت.

و الغريب في الامر أن، ولا واحدة من الفتيات تكلمت كلمة واحدة ان روبين هو من وراء كل هذا!!

تلك الفتيات الصغيرات.. أي عزيمة يمتلكونها؟!

عقد عزمه اخيراً، و نظر نحو لوري التي ما تزال تبكي بصوت عالٍ، و ارسل لها عبر تقنية نقل الخواطر. ” انا اسف، اقسم اني لن أسمح لتضحيتكم ان تضيع سداً، قطعاً سأنفذ وعدي.”

توقف بكاء لوري عند سماع الرسالة، و نظرت للسماء. ” أسلافي، سأراكم قريباً، ارجو انكم فخورين بي.”

في هذه اللحظة شعرت بقطعة من جلد وحش استقرت فوق قلبها و..

*بوووووووووووووووووووووم*

“ااااااااااااااااااااه!!!”

“ما كان هذا؟! من اين اتى الانفجار؟ انتشروا بسرعة، و امسكوا به!!”

إنفجار هائل وقع فجأة بين الفتيات البشريات، فحولهن جميعاً لأشلاء، ثم بدأت النار تلتهم ما تبقى بصمت…

و لأن الطهاة و الجنود كانوا جميعاً متصلاقين من اجل المفاوضات طالهم الانفجار أيضاً فقُتل معظمهم، ما عدا رئيس المطعم الذي تفحم النصف الامامي من وجهه، و شُقت بطنه، لكنه ظل حياً يتمتم. ” لا.. مُكوناتي.. مكوناتي باظت.. ااه..”

روبين تجاهلهم، و تجاهل الاشخاص المختبئين الذين بدأوا بالتحرك، و إغلاق المنطقة بالكامل، و أبقى نظره على رأس لوري المنفصل الذي تلتهمه النار ببطئ.

ملامحه مفرودة، و كأنه ينظر لشيئٍ لا يعنيه.. لكن فقط هو، و السماء يعرفان أن لهب الغضب الذي يأكل قلبه كان اقوى مما يراه..

بعد حوالي 20 ثانية اخذ خطوة للوراء، و إندمج مع الظلام في الزقاق بصمت…

بعد بضع ساعات — على بعد عشرات الأميال من المدينة.

“تباً.. كان علينا البقاء داخل المدينة حتى يقبضوا على ذلك الشخص!!” تكلم احد العمالقة الثلاثة، و هو يقود الزنزانة بمن تبقى من السجناء..

“ششششـ!! نفذ الأوامر فحسب، أتريد ان يقتلنا مبعوثوا القوات الخاصة بدلاً من ذلك؟! لا تقلق، نحن في أمان تحت حمايتـ– هوااا!!” كلمات العملاق وقفت في حلقِه فجأة، و صرخ.

على بُعد قدمين فقط نزلت أمامه جثة مشنوقة لإمرأة عجوز مغطاة بأوراق، و فروع الشجر، مقطوعة الساق، يبدو على وجهها، و جسدها أثار تعذيب شديد قبل الموت..

انها السجينة التي تم اطلاق سراحها بعد الإبلاغ عن لوري!!

” مـ من هنا؟! من هنالك؟! ارحل! ارحل عنا، و إلا ستموت!!”

صرخ أحد العمالقة الثلاثة، و جاء الإثنان الاخران، و وقفوا بجانبه يحاولون حماية بعضهم، لكن مفاصلهم كانت ترتعد بشكلٍ واضح.

*كراك*

صوت غصن كُسر على يسارهم جذب إنتباه الثلاثة، فوجدوا شخص مغطى بالدماء، و الإصابات يخرج من وراء إحدى الأشجار ببطئ، حاملاً في يده عظم ساق مُسننة مدرجة الدماء..

أخيراً نظر روبين نحوهم، و رموشه تقطر بالدماء، ثم قال بصوت خشن. ” إلى اين انتم ذاهبون..؟ لم نصفي حساباتنا بعد…”

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=