دماء، و قطع لحم، و مقل عين.. لم يبقى جزء واحد سليم في جسد العملاقين..
الانفجار الاول دمر عمودهما الفقري، و تمكن من قتلهما بالفعل، و الإنفجار الثاني جاء فمسح أي اثر لهما..
حتى أقرب سجينين للبوابة قُتلا ايضاً من الانفجار الاول!
“اااااااااااااااااااه!! من فعل هذا؟ من فعل هذا؟!” صرخ رئيس القافلة، و بدأ يتلفت حوله، ليس هو وحده الذي فزع بعد الإنفجارين المدويين…
الحضور الذين قذفتهم الموجات الارتدادية بعيدا بدأوا يقوموا ببطء، و على وجووهم نظرات الاندهاش، و الخوف، من ثم. ” كيااااااااااااه”
صرخاتهم بدأت تعلوا واحد وراء الاخر، خاصة أصوات الإناث منهم، و بدأوا بالركض في جميع الإتجاهات.
رئيس القافلة تجاهلهم بالكامل، و صرخ هو يلتف حوله كالمجنون. ” مشطوا المنطقة! يجب أن نجد من فعل هذا بإخوتي!!”
حتى الاقوياء من بين المشاهدين بدأوا بالقفز فوق المباني المجاورة يحاولون رصد مسبب الإنفجارين.
” العفريت خرج! العفريت خرج!!”
بينما الجميع مشغولون بالركض، أو البحث عن المُفجر، جاءت هذه الصرخة المفزعة.
اخيراً أعين الجميع عادت نحن الزنازنة مجدداً، و بالفعل لم يروا العفريت فيها، ولا حتى بجانبها، لقد تحرك بسرعة خاطفة، لكن ليس من أجل الهرب..
فهو كان متجه كالسهم نحو رئيس القافلة!
“أتريد الموت؟!” صاح رئيس القافلة، و بدأت الأوشام على جسده تصدر ذبذبات طاقة، ثم بدأت تتحول ببطئ حتى أصبحت شحنات طاقة كهربائية على طول ذراعه، ثم رفع قبضته، و أنزلها على العفريت القادم.
*بوووم*
العفريت تمكن من التصدي للهجوم بصعوبة بكلتا يديه، لكن سُمع صوت تكسر عظام واضح من يده اليسرى، لكن هذا لم يثنيه، فقفز مجدداً، ونجح بإلامساك برقبة رئيس القافلة بيده اليمنى.
“هياااااا!!!” لكن رئيس القافلة مجدداً هاجم ذراع العفريت قبل ان يحطم رقبته، و هذه المرة إنفجرت بضع عروق في ذراع العفريت بدأت الدماء تهطل على الارض، لكنه نجح بإصابة رقبة رئيس القافلة، و جعله ينزف ايضاً،
لكنه عاد ليهاجم بساقه!
“يا إلهي.. لم أرى عفريتاً يهاجم بهذا البأس من قبل..” تمتم أحدهم.
” ما الذي يفعله هذا العفريت؟ لماذا لا يحاول الهرب؟!”
أعين الجميع ذهبت للقتال الدائر بين إثنان تكافئ قوتهم مستوى قديس متوسط، و لم يجرؤ أحد على التدخل، حتى أتباع رئيس القافلة وقفوا أماكنهم لا يعرفون ماذا يفعلون!
حتى العملاق المسؤول عن حمل روبين، و عرضه وقف كالتمثال يتفرج فاتحاً فمه، لا يدري ماذا يفعل… حتى سمع:
“لماذا ما زلت تحملني؟ أتحسبني ابن اختك..؟! انت حقاً لا تُقدر حياتك..”
“أخـ–” نظر العملاق للأسفل ليأمر عظام السمك بالسكوت، لكن ما قابل عيناه لم يكن وجه روبين، بل أطراف أصابع متجهة نحو حلقه، “اااغ بففففـ…”
فتح العملاق عيناه على آخرها لمرة اخيرة، و هو ينظر لـ *عظام السمك* الذي كان يبتسم إبتسامة راضية نحوه، ثم سمعه يقول. ” اااه~ كنت اتمنى لو انك أفلتني حتى أعود لاحقاً، و أقتلك بالقسوة التي تستحقها، لكن لا بأس، انت افلتت بميتة سهلة، سأحاول تعويض حصتك في أصحابك.”
الشعر على جسد العملاق وقف على آخره، و هو يستمع لهذه اللعنة، أراد الصراخ، أراد ان يحذر البقية!!
لكنه سقط ارضاً، و الدماء تسيل من رقبته كالشلال، الحياة بالفعل إختفت من عينيه كما إختفى روبين من تحت إبطه.
*شووووووش*
اما روبين فإستخدم تحرك الظل ليقفز بين ظلال المتفرجين، و المباني المحيطة حتى وصل لزقاق على بُعد مئة متر من مكان قتال رئيس القافلة، و العفريت، ثم وقف و نظر للخلف.. يشاهد المعركة.
*باا باااا با باا*
هى لم تكن معركة بالمعنى الحرفي، لقد كانت أقرب إلى جلسة تدريبية قاسية، حيث يمطر رئيس القافلة اللكمات على العفريت، لكنه ما يزال يعود للقفز، و محاولة إيذاءه بأي شيئ.
لكن العزيمة لا تنفع وحدها، فالإصابات تكتلت على جسد العفريت بالفعل، و الدماء غطت جسده.
عندما رأى روبين هذا عبس وجهه، ثم نزل طلسم من كُمه، و بدأ يتحرك ببطئ في الظلال نحو مكان المعركة.
ثم أرسل للعفريت عبر تقنية نقل الافكار. ” خذ 4 خطوات للخلف بسرعة، و قف في وضع الإستعداد.”
العفريت نفذ الاوامر فوراً، و قفز للخلف صانعاً فارق 4 خطوات، و وقف مكانه.
” هاا.. هاا.. هاا.. أاخيراً تعبت يابن العا– ااااااااااااااااااااااااااااااه!!!”
*بوووووم*
لم يكد رئيس القافلة أن يكمل كلامه حتى ظهرت كرة لهب من العدم، و ضربته في ظهره، جعلته يطير نحو العفريت
الذي بدوره فتح فمه، و احدث حركة قضم عادية…
*تررررررششـ*
متأثراً بالإصابة البالغة في ظهره لم يستطع رئيس القافلة الدفاع عن نفسه في الوقت المناسب، عضة العفريت أخذت قطعة كبيرة من رقبته…
لم يكن لديه حتى الوقت ليصرخ مجدداً، سقط مدرجاً بدماءه، لم يبق شيئ يوصل جسده برأسه سوى بعض الجلد، و الأوتار في الجانب الايمن من رقبته.
لقد مات فوراً.. لا يمكن ان يكون اكثر موتاً مما هو عليه!
*بلع*
صوت بلع العفريت لقطعة رقبته رئيس القافلة أثارت الرعب في قلوب كل الموجودين، و أخذوا بضع خطوات للخلف، مستعدين للهرب، او الدفاع عن أنفسهم..
لكن فوجئوا أن العفريت إلتف، و قفز فوق سطح المبنى المجاور، و بسرعة اختفى عن الانظار..