*بزززت*
كلمة *لذيذ* دخلت أذن روبين كالصاعقة، كان سيئ بما يكفي قبول ان أحدهم سيشتريه كعبد، لكن ذلك الشيئ يريد أكله؟!
“اووه؟ انت من أكلي لحوم الكائنات الذكية؟” نظر رئيس القافلة للولد بطريقة مقرفة، و تكلم.
هذه كانت ظاهرة منتشرة بين شريحة ليست بقليلة من العمالقة خاصة الشباب الاثرياء منهم، لكنها ما تزال شيئ مقزز بالنسبة لعموم الجنس، لكنه ليس محرم.
فالكائنات الذكية – خاصة البشر- يعيشون في خدمتهم كما أنهم بوسعهم التكلم، و يشبهونهم كثيراً، غالباً من يأكلهم لحومهم يُرى كأنه على بعد خطوة من اكل لحم بني جنسه ايضاً.. و هو شيئ مرفوض تماماً.
” تسك~ انها متعة خاصة لن يفهمها إلا من جربها.” اظهر الشاب ملامح الإنزعاج.
“صحيح لا افهم، ولا اهتم.. لكن عملة ورقية ارجوانية واحدة لن تكفي!” تكلم رئيس القافلة، لم يرفض فكرة البيع بالكامل.
“سحقاً..!!” الخوف دخل قلب روبين عندما رأى الولد بدأ يخرج أوراق أرجواني اخرى، انها مسألة وقت قبل ان يتمكن من اقناعه!
الشاب العملاق نفسه لا يبدو قوي جداً، ربما هو يوازي شخص بمتوسط نطاق فارس، لكن الاشخاص حوله اقوياء.. احدهم بالكاد اضعف من رئيس القافلة نفسه، و على صدره وشمان… لو وقع في يد هذه المجموعة لن يكون أمامه مهرب سوى الانتحار.
*يجب ان أخرج من هنا فوراً!!* قام روبين بالالتفاف جانباً بسرعة، محاولاً إمساك أي طرف يمكنه إنقاذه من هذه الورطة.
عيناه وقفتا في النهاية على إثنان من عمالقة القافلة يقفان ليس بعيداً جداً من عربة الزنزانة، أحدهم هو كان المسؤول عن إخراج المساجين لأداء عروضهم.. مفاتيح الزنزانة، و القيود التي تلف المساجين بالتأكيد ما تزال معه!
فكرة خطرت في رأس روبين بسرعة، فإلتفت نحو لوري التي كانت تبدو وكأنها على وشك البكاء، و أرسل لها عبر تقنية نقل الخواطر. ” هذا انا روبين، لابد انك ترين الوضع الأن.. هنالك طريقة واحدة يمكنها إخراجي من هنا، لكنها ستطلب مخاطرة منك، و في اسوأ الحالات قد تودي بحياتك، أيمكنني الإعتماد عليك؟”
رؤية ردة فعلها عندما رأت قوته، و ردة فعلها الان وهى تراه يمكن ان يموت، جعل روبين يراهن على أنها قد تخاطر من اجله، كل شيئ متمحور حولها!
نظرت الفتاة اتجاة روبين بخوف، و أستغراب، لكنها لم تومئ، او تهز رأسها.. بدت و كأنها تريد قول شيئ، لكن لا تعرف كيف.
فأرسل لها روبين مجدداً. ” لدي حاسة سمع حادة، قولي ما تريدينه بصوت منخفض، لكن اسرعي!!”
جزت لوري على شفتاها، ثم تكلمت بصوت منخفض جداً. ” لو فعلت ما تقول… هلا ذهبت لمستعمرة البشر رقم 53، و تخبر الزعيم بما جرى هنا؟ تخبره بكل شيئ انا اعرفه عنك على الاقل بدون اخفاء شيئ!”
“لا مشكلة.” رد روبين.
“اقسم للسماء بهذا!” قالت لوري مجدداً، هذه المرة رفعت صوتها قليلاً فجعلت الفتيات بجوارها ينظرون نحوها مستغربين.
” السماء؟ سأعطيك شيئ أغلى.. اقسم على شرفي اني سأفعل ما تقولين!” أعلن روبين.
“… ماذا تريد؟” اطلقت لوري تنهيدة، و قالت.
—————-
بعد نصف دقيقة–
“هاي! ان كان هذا الغر مسموح له أن يشتري الكائن الجديد الخاص بك فأنا ايضاً أريد شراءه، هيكله العظمي سيكون إضافة جيدة لجداري!”
عرض السيرك بسرعة تحول لمزاد، و حتى الان وصل السعر لـ 7 عملات ورقية ارجوانية!
“كاااااااااااااااا! كاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا!!!”
* بااام باااام*
في هذه اللحظة جائت صرخات قوية، و غريبة فجأة فنظر الجميع نحو المصدر، لقد كان العفريت الذي كان يقف على المسرح بهدوء منذ قليل!
وقف فجأة، و أخذ يصرخ، و يضرب القضبان المعدنية بظهره بهيجان، و يصدم الارض بقدمه، بدى و كأنه جُن رسمياً!
“هاها أول مرة استمع لصيحة العفاريت، انها غريبة فعلاً هاهاها!”
” بل هذه اول مرة اعرف ان العفاريت تصيح، أليسوا كائنات صامته؟”
“هاهاها عفريت غريب الاطوار!”
صرف انتباه الحضور عن *المزاد.* و ذهاب أنظارهم نحو العفريت المجنون لم يعجب رئيس القافلة كثيراً، الذي نظر لمساعديه. ” اسكتوا ذلك الشيئ، او اقتلوه ان فشلتم! يمكننا دائماً القبض على واحد جديد.”
“هاها اخيراً، لطالما أردت قتل ذلك الشيئ الغبي!!” تكلم العملاق الذي يحمل المفتاح، و ذهب ليضعه في البوابة.
أما رئيس القافلة فنظر مجدداً أمامه. ” السيد هناك قال 7 عملات ورقية ارجوانية، هذا السعر ليس سيئ جداً، أهناك من يريد ان—”
*بوووووووووووم بووووووووووووم*
انفجاران مدويان صدرا فجأة من اتجاه زنزانة المساجين، قبل ان يتمكن أحد من رؤية ما حدث قذفتهم موجات الانفجاررات بعيداً، فطارت اجساد معظم الحضور، و إرتطمت بالأبنية المجاورة كطائرات ورقية قُطع حبلها
*باا باا باا*
*بززززت* حتى رئيس القافلة قذف لمسافة بضع اقدام، و فقد السمع للحظات جراء الانفجار..
عندما نظر نحو مصدر الإنفجار.. نحو الزنزانة.. وجدها مفتوحة، و هناك ذراع متدلية منها تمسك بالمفتاح..
هذا كل ما تبقى من العملاقين المسؤولان عن تأمين البوابة.