ضيق روبين عينيه عند سماع لوري. ” إذاً هيا اخرجيني، أتريدين المساومة معي أم ماذا؟!”
” لا، لا، لكن..” عضت لوري شفتاها. ” لنفرج عنك نحن بحاجة للمفتاح، و المفتاح مع رئيس القافلة.. انتظر حتى يعطيه لي لأدخل لك الطعام في مرة عندها يمكنك تمثيل انك دفعتني جانباً، و الهرب منهم!”
“همف، لو كان الامر بهذه البساطة لهربت منذ ايام، لا يمكنني الهرب من رئيس القافلة ذاك.. انه شخص مخيف..” هز روبين رأسه.
” إذاً.. إذاً سننتظر حتى يكون رئيس القافلة بعيداً، بالتأكيد سيترك المفتاح مع احد مساعديه، عندها ستكون فرصتك!” تكلمت لوري بسرعة. ” لا يمكنك الهرب الان، لو جاؤوا، و رأوا ضرر على القضبان الحديدية سيقتلوك، او على الاقل سيرفعوا مستوى حراستك اضعافاً، ارجوك إستمع لكلامي!!”
كاد روبين ان يرفض، و يأمرها بالسكوت مجدداً، لكنه كبح نفسه…
لا شيئ يعرفه يمكنه التأثير على هذه القضبان غير قانون النار الرئيسي، و لإحداث فجوة كبيرة بما يكفي للخروج يحتاج لثلاث ساعات على الاقل.. خلال هذا الوقت سيعود العمالقة -حسب كلام الفتيات- و ينتهي امره.
هنالك خيار آخر احمق، و هو إستخدام الطلاسم التي معه على القضبان حتى يحدث انبعاج بها، لكن الإنفجارات ستطاله، و على اقل تقدير سيحظى بحروق، و جروح خارجية تمنعه من الحركة، و يجذب الصوت العمالقة بشكل اسرع!
الخيار الاخير هو الإستماع لكلام الفتيات، و البقاء.. يستمع لعبيد العمالقة، و يربط مصيره بألسنتهم.. هنالك أساساً فرصة كبيرة انهم يكذبن بموضوع رجوع العمالقة بسرعة حتى يمنعوا روبين من الهرب!
ملامح روبين تحولت من التركيز، و التفكير للإعتصار.. هذا الرهان ببساطة كبير جداً!
” هاي.. إستمع للفتيات.. هن لن يضروك حتى لو يكرهوك حتى النخاع.” تكلم احد السجناء، و اومئ البقية.
نظر روبين جانباً لذلك الشخص، لم يبدو عليه انه يكذب ايضاً، حتى البقية بدى عليهم الجدية في إيماءاتهم.
لكن ذلك الشخص لفت إنتباهه لشيئ اخر، لو تكلم احد هؤلاء للعمالقة، و اخبرهم عن قوته، او اتفاقه مع الفتيات سيقضى عليه ايضاً!
“… اللعنة، لا يهم، سأبقى!” صاح روبين، ثم عاد للجلوس، و ظهره مستند على القضبان المعدنية كما الاول تماماً، و كأن شيئاً لم يكن.. لكنه كان غاضب من نفسه بسبب قلة حيلته… لقد سلم مصيره لحفنة عبيد، و مساجين.
اما الفتيات فأخرجن تنهيدة كبيرة، ثم تجمعن بسرعة، و بدأوا يتكلمون بصوت منخفض.. نسوا بالكامل موضوع الوحش الذي اخاف العفريت!
——————
بعد ساعة—
*باا*
صوت إصطدام بالأرض جاء بجانب روبين، و عندما نظر بجانبه اطلق تنهيدة راحة، انه بالفعل أحد العمالقة… الان فقط يمكنه الإستراحة أن الفتيات لم يكن يكذبن عليه
بعدها بدأ يسأل العملاق الفتيات عن ما حدث، لكنهم أجابوه انه لم يأتي شيئ، و أن الوحش غالباً أخذ مسار اخر، فإستراح العملاق، و اطلق صيحة مميزة.. و بعد بضع دقائق عاد بقية العمالقة ايضاً للقافلة، و إستكملوا الرحلة
السجناء بغرابة لم يتكلموا ايضاً… خال روبين انه سيتم التبليغ عنه، و تقوم الفتيات بالدفاع عنه، و تكذب المساجين، لكن كل هذا كان خيال في رأسه..
لم ينطق احدهم بكلمة.. لم يعرف روبين ما إن كان هذا خوفاً منه.. او كرهاً في العمالقة.. او لأن هنالك احتمالية ستتاح لهروبهم ايضاً..
لم يكن يعلم.. و لم يعد يهم طالما يغلقون أفواههم~.
أما هو نفسه، فعاد له صفاء ذهنه، و قرر طريقه القادم، بعدما إكتمل شفاؤه حان وقت إستثمار هذه الطاقة الامحدودة في شيئ اخر.
الإختراق لمستوى اعلى!
الإختراق عامةً يحتاج الطاقة اللازمة + فهم اعلى للقانون الذي بُنيت به الأعمدة… بالنسبة للطاقة فلا داعي للكلام عنها، أما الفهم الاعلى للقانون فبعد الوصول لـ 90% من تفقد قانون الجاذبية الرئيسي، و متابعته لقانون الفضاء لفترة طويلة أثناء رحلته.. شعر روبين أنه لم يعد لديه مشكلة لو حاول الاختراق بضع مستويات الان.
طالما الخطة هى الانتظار حتى يغرب رئيس القافلة قبل محاولة هربه فهو لم يعد يحتاج لقانون الجاذبية الرئيسية بشكل قاطع الان، بل يحتاج مخزون طاقة مناسب لقتال أولائك العمالقة الستة، ثم الهرب، المستوى 16 لن يكفيه،
و بهذه العقلية الحاسمة، خلال اليومان التاليان تمكن روبين بالفعل من الوصول للمستوى 17 من نطاق الفروسية!
” تشة.. عظام السمك أصبح مزعج مؤخراً..” قال رئيس القافلة عندما شعر بإضطراب في الطاقة يخرج من روبين.
الجملة أصابت روبين كالسهم، و جعلته ينتبه لما حوله حيث حاول كبح أثار إختراقه بسرعة، ثم تابع بطرف عينه العمالقة السبعة ليرى ما إن كان أحدهم يريد التقصي اكثر في الأمر.
لكن في النهاية كلهم تجاهلوا الامر بقول انه جنس جديد، و تصرفاته غير مفهومة…
“هييه~.” اطلق روبين تنهيدة كبيرة عندما تيقن أنهم اكملوا الطريق، و وجه نظره للأمام مجدداً.. يحاول اخذ إستراحة قصيرة قبل ان يكمل نحو المستوى 18، لكن مزاجه تعكر فوراً.
الكائن القرمزي ينظر بإتجاه مجدداً…
” ألم تتعلم درسك ايها الـ.. همم؟” تمتم روبين لنفسه بغضب، لكنه توقف في منتصف الجملة، هنالك شيئ غريب هذه المرة حول العفريت..
فمه لل يعد يسيل باللعاب، بل مغلق..
جلسته لم تعد تشير إلى الإستعداد للهجوم، بل للتطلع؟
ذلك الشيئ لم يعد ينظر نحو روبين، و كأنه يريد يأكله، بل يبدو و كأنه.. ينتظر شيئاً!