رعب.. بكاء.. تحضر للموت.. و.. *ماذا حدث للتو بحق الجحيم؟!*
روبين اخذ ينظر بكل الاتجاهات حوله بإندهاشة، في اكثر أحلامه جموحاً ما كان ليحلم بحدوث شيئ كالذي حدث للتو!!
أيعقل ان محنته إنتهت بهذه البساطة؟
بسرعة وجد لوري بطرف عيناه، وتكلم، ” هاي.. تعالي افتحي الباب لنتمكن من الهرب!!”
” انا.. لا .. املك.. المفاتيح..” قالت لوري، و هى ما تزال تعانق الأرض، و تضع يدها فوق رأسها، بصوت كله ارتجاف، و خوف، لدرجة أن روبين قلق عليها أن تموت من الخوف بسببه!
“حسناً، حسناً، إهدئي، قد يكون إنذار كاذب… على الاقل احضري شيئ لفك أصفاد بقية السجناء!!” حاول روبين مواساتها، لكنها إستمرت بالإرتجاف على الارض، فكيف يعقل ان يكون العفريت صرخ بدون سبب؟ تلك الكائنات لا يمكنها إستخدام خطط متقدمة كهذه!
“سحقاً..” رؤية أن لوري، و بقية الفتيات في الخارج بلا فائدة بدأ يفكر في طرق أخرى لمحاولة الخروج، فوقف، و أمسك بالقضبان.
“هذا المعدن..” القضبان مصنوعة من معدن يمكنه على الاقل صنع أسلحة مصنفة متوسطة المستوى في كوكبه!
حتى لو كان يملك فرن متخصص هنا سيحتاج لحوالي نصف ساعة لصهر احد تلك القضبان، أما بيداه فقط فسيحتاج لثلاث ساعات على الاقل لإذابة أحدهم.
“لا حل اخر..” قال روبين، و بدأت حرارة شديدة تخرج من يده، ثم أمسك بأحد القضبان بقبضته اليسرى من الأعلى، و بالقبضة الأخرى من الاسفل، لو ركز كل قوته على صهر هاتان النقطتان فقط فقد يقتلع القضيب خلال ساعة واحدة.
*شووووووووش*
عندما شعر السجناء بالحرارة الشديدة التي ظهرت بجانبهم فجأة ملئ الرعب قلوبهم اكثر، لكن عندما تأكدوا من مصدره بدأوا ينظرون لروبين لبعضهم، ثم إلى روبين بتعجب..
“اجل! افعلها.. أخرجنا من هنا!!”
” انت افضل مما تبدو عليه يا عظام السمك!!”
عندما سمعت لوري الهتافات الغريبة رفعت وجهها ببطئ من الارض، و رأت اكثر منظر غريب يمكنها ان تراه..
روبين يخرج لهب ابيض شديد السخونة من كلتا يديه، و القضيب الحديدي أمامه بدأ يتحول لللون الأحمر من شدة السخونة، واضح انه يحاول تدمير القفص!
“انت.. لديك وشم؟!” لوري نست خوفها من الوحش القادم بالكامل، و صاحت.
بقية الفتيات ايضاً رفعوا وجووهم من الارض، و نظروا نحو روبين بإندهاشة، و كأنهم ينظرون لشيطان مخيف…
“وشم..؟ لا يهم، إبتعدي للخلف قليلاً، و إلا أصابتك شظية من اللهب، او قطعة معدن مصهور فتؤذيك.” لم يعر روبين اهتماماً كبيراً لكلامها، لكن كان مُركز بالكامل فيما يقوم به!
” لـ.. لا! توقف!! انهم ما يزالوا في الارجاء، يجب ان لا تفعل ذلك!!” تكلمت لوري بفزع، ثم قامت من مكانها، و امسك بسروال روبين!
“ماذا تقصدين؟ لقد هربوا جميعاً!!” تفاجئ روبين من كلامها، و بدأ ينظر حوله.
“هذه ليست اول مرة يقوموا بشيئ مشابه، عندما يظهر أشخاص، أو وحوش أقوى منهم يتخلون عن كل شيئ، و يركضوا في إتجاهات متفرقة ، لكنهم قطعاً بالقرب منا، و سيعودوا قريباً!!”
“ماذا؟!” قام روبين بإطلاق حسه الروحي بالكامل في كل الإتجاهات.
30 متر.. 50 متر.. 70.. ما يزال لم يجد شيئاً
120 متر.. “وجدته!”
أحد العمالقة مستلقي واضعاً أذنه على الأرض ليحاول سماع أي خطوات قادمة نحوه..
140 متر.. “سحقاً..”
وجد روبين بقية العمالقة السبعة في وضع مشابه في اتجاهات مختلفة، ابعدهم على بعد 160 متراً فقط، لو قرر احدهم الرجوع فسيعود خلال بضع ثوانً!
” متى يعودون كل مرة عندما يقوموا بهذا التكنيك؟” نظر روبين نحو لوري، و صاح.
” بعد نصف ساعة يأتي أضعفهم ليراقب من بعيد، لو وجد الوضع آمن يدعوا البقية للمجيء ايضاً..” ردت لوري بسرعة.
” نصف ساعة فقط؟!” إستقبل روبين كلمات الفتاة كرصاصة في صدره..
حتى لو كان رعبهم وصل لمستوى عالٍ، و سيتأخروا في العودة هذه المرة فربما سيعود أولهم بعد ساعة.. ساعتين؟
سيحتاج روبين لصهر 3 قضبان على الاقل ليستطيع اخراج جسده من القفص!!
“تباً..” أبطل روبين اللهب، و أفلت القضيب المعدني، ثم جلس مكانه بقوة.
*باا*
” هيه~ يبدو ان وجودنا هنا سيطول لفترة اطول..” كل المساجين هنا كانوا زوي خبرة، لقد فهموا ان تقنية روبين لن تخرجهم في الوقت المناسب، و انه قد إستسلم..
لكن روبين لم يستسلم فعلاً، ربما في حياته لم يعمل عقله بالسرعة التي يعمل بها الان..
نظرت لوري لبقية الفتيات حولها، الذين أومؤوا لها، و أشاروا لها ان تتقدم، في الاخير إستجمعت شجاعتها، و نكزت روبين في قدمه. “عفواً.. أأنت لديك وشم؟”
“ماذا؟ لا أعرف عن ماذا تتحدثين، اتركيني افكر الان!” مشغولاً بشيئ اخر، لم يفكر روبين في إجابته، رد رداً مباشراً ليسكت الإزعاج، و عاد ليحاول التفكير في شيئ.
لكن رده كان أكثر من كافٍ لقلب عالم الفتيات رأساً على عقب..
بعد بضع ثوانٍ قبضت لوري يداها الصغيرتين بقوة، و جزت على أسنانها، ثم سألت مجدداً. ” اخبرني.. هل انت انسان حقاً؟”
“هاه؟ اخبرتك ان تتركني افـ-”
“هل انت انسان؟!” صاحت لوري مجدداً مطالبةً برد.
” اجل انا انسان لعين!!” صاح روبين عليها، لعلها تدعه يفكر في سلام.
عادت لوري للنظر نحو بقية الفتيات، و أومئت نحوهم، ثم عادت لتواجه روبين بحزم واضح في عينيها. ” يمكننا اخراجك من هنا.”