من الصدمة تسمر روبين من مكانه.
لم يجرؤ على رمش عينيه حتى عندما بدأت تنزلق قطعة من دماغ السجين من جبهته، و دخلت عينه…
لوري ايضاً أخذت ما تبقى من طعام، و نزلت بسرعة من العربة، حتى، و عندما أصبح روبين في حالة عدم تركيز كان بإمكانه سماع دقات قلبها بكل وضوح، كانت عالية لدرجة أن روبين شعر أن قلبها سينفجر..
“تفو~.” عندما رأى ان الهدوء عاد مجدداً لداخل القضبان، بصق رئيس القافلة على الارض، ثم غادر…
*دق دق دق*
روبين أخطأ الحسابات مجدداً..
لقد كان معتقداً أن لن يؤذيه أحد طالما يجلب لهم المال، ان أقصى شيئ يمكنهم فعله قد فعلوه بالفعل بإلقاءه في هذه الزنزانة المتحركة، و عرضه على المسارح.. لكنه الان فقط فهم إلى أي مدى كان مخطئ.
رئيس القافلة لم يتردد لحظة واحدة في قتل شخص يدر عليه المال، لقد سحق رأسه بدون إنذار!
و كل هذا لأنه شتم مختار السماء الاول ذاك؟! من هو محتار السماء الاول؟!
السؤال انفجر في رأسه روبين، و لم يبقى شيئ يفكر فيه سواه، لكن قطع الدماغ، و الدم المتناثرة عليه اقنعته بالسكوت… واضح ان هذا ليس وجود يمكنه التكلم فيه.
*شهيق.. زفير.. شهيق.. زفير..*
حتى مع قوة روحه إستغرق روبين أكثر من عشر دقائق لتنظيم تنفسه، و ضربات قلبه… ثم عاد لتفعيل تقنيتي الحقيقية، و الحياة في آنٍ واحد.
يجب ان يخرج من هنا في اسرع وقت!!
——————-
بعد يومين آخرين—
الضوء الاخضر في عينا روبين اختفى حتى انه نظر لذراعه اليسرى، و قدماه بإبتسامة، و اللمعان حول جسده اخذ يبهت ايضاً حتى إختفى.. لقد إكتمل شفاؤه!
كل عظامه المكسورة، كل عضلاته المُقطعة.. كل شيئ عاد لحالته الطبيعية، لم يعد هنالك خدش على جسده.
و الافضل… رفع روبين يده اليسرى بكل سهولة، و اخذ يقلبها يميناً، و يساراً بفرحة بادية على وجهه.
لقد أتم مراجعة اكثر من 90% من نمط قانون الجاذبية الرئيسية!
مع انه ما يزال لا يمكنه إستخدام قانون الجاذبية الرئيسي بكامل قوته بعد، إلا انه يمكنك بسهولة إستخراج، و إستعمال بضع قوانين ثانوية للجاذبية من الانماط التي تعرف عليها، و إستخدامها لعكس مفعول الجاذبية عليه بما يكفي للتحرك!
نظر روبين بطرف عينه نحو العمالقة السبعة الذين يتقدمون القافلة…
في ذلك القتال مع قطاع الطرق، 6 عمالقة منهم أظهروا ان لديهم قوة تكافئ خبير في قمة نطاق الفروسية… قتالهم، او محاولة الهرب منهم الأن لن تكون مشكلة ابداً.
قوة روبين كـ فارس مستوى 16 مجتمعة مع كل القوانين التي درسها، قتالهم لن يشكل عائق، هو حتى لن يحتاج لإستخدام الطلاسم!
لكن…
عيناه سقطت على رئيس القافلة، ذلك الشخص لديه قوة تكافئ قديس متوسط… الطلاسم قد تؤثر فيه لكن لن قتلته.
افضل خطة للتعامل معه ستكون إلهاءه بالطلاسم، و التسبب في بعض الضرر له، ثم الهرب بأقصى سرعة.
“سحقاً..” قال روبين بصوت منخفض.
الهرب من قديس متوسط المستوى قطعاً ليس بنفس السهولة التي يفكر بها، أولاً سيكون عليه إتمام دراسة قانون الجاذبية الرئيسي بالكامل لأن القوانين الثانوية لن تنفعه في الهرب من ذلك الشخص.
الثاني سيكون عليه زيادة سعة طاقته بضع مرات حتى يتحمل قتال العمالقة الستة، و تحمل إستخدام الطلاسم بشكل متكرر، ثم تحمل الركض لمسافات طويلة…
نظرياً هو يحتاج ان يكون قديساً حتى يفعل كل هذا!
لكن ربما المستوى 20 سيكون كافٍ..
جز روبين على أسنانه… البقاء هنا حتى اصل للمستوى عشرون، و انتهي من قانون الجاذبية بالكامل؟!
* دراب دراب*
بينما هو منشغل في تفكيره يحاول التخطيط للفترة القادمة سمع أكثر صوت يكرهه، فقطع حبل افكاره، و جعله ينتفض.
عرف روبين مصدره مباشرةً.. وجه نظره للإمام مجدداً فرأى المخلوق القرمزي ينظر إتجاهه بتحفز زائد.. يبدو ان تحركات روبين حفزت رائحته فأثارت ذلك الكائن أكثر.
*طفح الكيل!* إنفجرت الكلمتان في رأس روبين، لم يعد يقوى على النظر في وجه ذلك المخلوق مجدداً.
أطلق قوته الروحية بشكل كاملة، و على شكل سيف قام بالطعن نحو روح الكائن القرمزي بكل عدائية، ثم إستخدم تقنية نقل الخواطر عليه. ” اسمع هنا يا قطعة الخرا، اقسم انك لو إستمررت في توجيه وجهك المقرف إتجاهي أنني ساقلع حراشفك واحدة واحدة بواسطة ملعقة، ثم أشويك فوق نار هادئة، لنرى ساعتها ما إن كنت ستجد رائحتك مغرية ايضاً!!”
“كااااااااااااااااااااااااا!!!!!”
اطلق الكائن القرمزي صرخة مدوية، ثم وقف بسرعة، وتراجع للخلف فإرتطم جسده بالقضبان المعدنية من اول رأسه، و حتى كعب قدمه، بدى و كأنه يتمنى لو كان جسده سائل حتى يمر من خلالهم!!
“ماذا يحدث في الخلف؟”
“من قام بإستفزاز العفريت؟ أهو يريد أكل عظام السمك مجدداً؟”
“هذه اول مرة أعرف ان العفاريت يمكنها الصراخ هكذا!”
رجع العمالقة السبعة بسرعة، و إلتفوا حول العربة عندما سمعوا الصرخة، وجوههم لم يكن عليها سوى معالم الدهشة، و التساؤل.
“هذا سئ.. هذه لم تكن صيحة قتال بل العفريت يبدو انه خائف، يبدو انه إلتقط رائحة كائن قوية.. يجب ان نرحل من هنا!!” قال رئيس القافلة، ثم قفز للخلف بكل قوته، و اختفى بين الاشجار، و بعده قفز بقية العمالقة كل واحد في إتجاه مختلف!
المساجين فزعوا ايضاً، و كل واحد تراجع لمكانه، و إلتصق بالقضبان خلفه، هيجان العفريت لن يكون شيئاً يمكنهم تجاهله، إن كان هنالك ما يخيف هذا الشيئ، فماذا يكون؟!
الفتيات البشريات إنبطحن على الأرض، و وضعن أيديهن فوق رؤوسهن، و أجسادهن تنتفض من الخوف، لقد تخلى عنهم السادة في مواجهة الوحش القادم.. لقد حسم مصيرهم!!