ضيق روبين حاجبيه، و كأنه سمع أغرب شيئ في الوجود.. انهم عبيد، لكنهم يحبون ذلك؟
ماذا فعل بهم العمالقة في الماضي حتى يجعلوا كل الأجناس الأخرى خاضعة لهذه الدرجة.. حتى جعلوا الأجيال الجديدة تولد بالفطرة كعبيد لهم؟
“إذاً.. انتي تطوعتي للمجيء، و مساعدة أولائك السبعة؟” سأل روبين مجدداً.
” لا، لا، لقد جاؤوا لقريتنا، و قاموا بإختيار الفتيات الجميلات في القرية، أننا من تراهم الأن.. لكني لا اعتقد إني جميلة على الرغم من ذلك، كان عليك ان ترى الفتيات الاتي تم أخذهن قبل عامين! كانوا رائعين فعلاً!!” تكلم لوري، و هى تطعم روبين في فمه.
مضغ طعامه ببطئ، و هو ينظر لها بشكل غريب، ثم سأل بعدما انتهى. ” كان لديكِ قرية؟ احكي لي عنها؟ أكان لديك عائلة؟”
“هيهي يسرني ذلك، لكن افتح فمك مجددا!” وضعت له لوري قطع لحم اخرى في فمه بعدما اكملت. ” انا وُلدت في إحدى قرى البشر في هذه المقاطعة، القرية كلها بشر، و قد أصدر العمالقة أوامر ان لا يدخلها، او يخرج منها احد، هذا لحمايتها بالطبع! ..العائلة.. اجل.. عندما رحت كان ما يزال لدي أختان، و والدي.. لكن هذا من الماضي الأن..”
اخيراً لاحظ روبين بعض الألم اخيراً عندما تذكرت عائلتها، ” ماذا تقصدين كان لديك؟ .. و لماذا لم تذكري امك؟”
” هذا من الماضي لأني خرجت من القرية، الأن علي خدمة أسيادي حتى الموت، لم يعد لدي عائلة، او شيئ كهذا، بالنسبة لأمي.. لقد ماتت كبطلة!” قالت لوري ببعض الفخر.
“بطلة؟ كيف؟” سأل روبين، و هو يأخذ قضمة أخرى من اللحم المشوي.
“..جاء ذات يوم للقرية 4 عمالقة لإختيار بضع فتيات، لكن اعداد الفتيات في القرية كان قليل جداً بسبب ترحيل عدد كبير مؤخراً، و هذا يهدد نسلنا، و هذا امر عليه عقوبات بالفعل من السادة العمالقة ذوي المناصب عالية.. لكن العمالقة الأربعة أبو الرحيل.. في النهاية إتفق معهم رئيس القبيلة خاصتنا على إعطائهم إمرأة واحدة تجاوزت عمر الإنجاب.. و قد اختاروا امي.” تكلمت لوري ببطئ، و حاولت إشغال نفسها في تقطيع الطعام، و النظر للأسفل، ربما لمنع دموعها من النزول.
هى لم تكن بحاجة لإكمال بقية القصة.. أربعة عمالقة يتناوبون على امرأة كبيرة في السن.. هو يمكنه سماع صرخاتها، و رؤية المنظر الدموي بالفعل بمجرد التفكير في الأمر.
*قرية* البشر هذه يمنع خروجهم، او دخولهم منها، يمكن للعمالقة المرور فحسب، و اختيار من يريدون منهم، يوجد قوانين تمنع لحماية نسل القرية، و الحفاظ على اجيال مستقبلية…
هذا وصف مزرعة!
” ألم يحاول والدك الدفاع عن والدتك تلك الليلة؟ او رئيس القبيلة ذاك لم يحاول منعهم من قتلها..؟” سأل روبين مجدداً، محاولاً فهم هذا العالم اكثر.
“هيهيهي” قهقه احد السجناء، و كأنه سمع اغرب نكتة.
” اخرس، و إلا خفضت حصتك الغذائية!” نظرت لوري لذلك السجين، و قال بحدة، ثم رجعت لروبين مبتسمة. ” لا افهم ما تقول، لماذا قد يتدخل والدي، او رئيس القبيلة؟ امي أسددت خدمة كبيرة لفتيات القبيلة، كما انه لم يكن هنالك شيئ مريب في الموضوع حتى يتم الإبلاغ عنه للسُلطة حتى.. فكل شيئ قد تم داخل غرفة نومها بشكل طبيعي.”
فتح روبين عيناه على اخرهم.. اغتصبوها حتى الموت فوق سريرها ؟ هذا الجبروت…
لكن الأغرب ان زوجها لم يقل أي شيئ؟ هل قُتلت كل مشاعرهم لهذه الدرجة.. أم انهم ضعاف جداً لدرجة انه ليس لديهم حول، او قوة مثل الخراف، و الماعز؟!
لكن روبين متأكد انه عندما تعود له حركته سيكون قوي بما يكفي لقتل بضع عمالقة بلا مشاكل، اما أولائك البشر المحليين فلديهم قوة جسدية اكبر بكثير، و نظرياً هم اقوى منه.. هذا لم يبدو منطقياً ابداً!
عندها طرأ سؤال على خاطر روبين، و تكلم مباشرةً. ” برأيك، كم تبعد قوة رئيس قبيلتكم ما إن قورنت بك؟”
” هممم لا اعلم، اعتقد انني أقوى بقليل منه لأنه اصبح عجوز الان، لكنه لديه خبرة أكبر مني، اعتقد اننا سنعرف عندما نخوض قتالاً! هيهي هيا افتح فمك، و قل آآه~”
*كما توقعت* فكر روبين… بشر هذا العالم لا يعرفون شيئاً عن فنون القتال.
بعدها ضيق عينه، و نظر للأفق مجدداً، و اخذ يمضغ طعامه بهدوء، لم يحاول ان يسألها شيئ اخر.. الصورة عن هذا العالم إتضحت بشكل كبير الأن.
إن أراد صد العدوان الذي سيطال هذا الكوكب خلال خمسون عاماً سيكون عليه توحيد عمالقة نيهاري.. لكن ذلك الجنس المتغطرس قطعاً لن يستمع لكائن وضيع مثله!
الأمر أصعب مما تخيل، عليه ان يبدأ في–
*قطرة*
صوت جعل جسد روبين يقشعر، و أوقف تفكيره..
لم يُفعل مسار الحقيقة لرؤية القوانين، و لم يكن مشغولاً بالكلام مع لوري، اُجبر روبين على ملاحظة شيئ كان يحاول تجاهله منذ دخل القفص.. الكائن القرمزي الذي يسيل لعابه أثناء نظره إتجاهه.
بجانب الوقت القصير الذي قضاه على المسرح، ذلك الشيئ لم يزحزح رأسه من إتجاه روبين لحظة، حتى عندما تم جلب لحم نيئ من اجله كان يأكل، و هو ينظر نحو روبين!
كذئب ينظر نحو فريسته، كمُتغصب ينظر نحو فتاة عارية.. شعر روبين بالإهانة، و الخطر، و الغضب في كل مرة لاحظ فيها ذلك الكائن، هذه المرة لم يستطع تمالك أعصابه، و صاح. ” الى ماذا تنظر يابن العاهرة!!!”