العرض بالكامل اخذ حوالي ساعتين، و كل من كانوا مع روبين في العربة خرجوا، و قاموا بتدئية دورٍ ما.

لكن الساعتين مروا على روبين و كأنه دقيقتين، الخوف من إجباره على الخروج، و لعب دور البهلوان كهؤلاء الحمقى كان يأكله من الداخل!

كان يتمنى ان يأتي الحراس، و يقومون بإلغاء السيرك في اخر لحظة، او شيئ كهذا.. لكن الوقت يمر، و لم يحدث شيئ.

بعد كل عرض كان يلقى المشاهدين أوراق سوداء نحو العمالقة السبعة المسؤولين عن السيرك، و هم كانوا يقوموا بجمع الأوراق من على الارض بفرح شديد.. خمن روبين أن هذه الاشياء هى نوع ما من النقود.

حتى الكائن القرمزي قبيل النهاية خرج ايضاً مُكبل بالأصفاد في يديه، و قدميه، و رقبته، لم يسكن يستطيع تحرك خطوة واحدة بدون توجيه عملاقين اثنين له.. و مع ذلك العامة خافوا عندما رأوه.

” عفريت!! ”

“ااه! حتى أن معهم عفريتاً!!”

المشاهدين رحبوا بكل العروض بالضحك، و التصفيق، لكن هذا الكائن القرمزي بالذات اُستقبل ب الصيحات، والخوف، حتى ان بعضهم اخذ بضع خطوات إلى الوراء بشكل لا ارادي.

عقد روبين حاجبيه، يمكنه بسهولة تحديد ان بعض الاشخاص الذين ظهر عليهم الخوف كانوا في الحقيقة اقوى من *العفريت*. لكن هذا لم يمنعهم من الخوف منه على أي حال.

ضحك المسؤول عن العرض عندما رأى هذا، و طمأن جمهوره، ثم جلب قطع لحم، و بدأ يُلوح بها أمام الكائن القرمزي الذي بدأ يوجه رأسه أينما تذهب قطعة اللحم كأنه تنويم مغناطيسي.

ثم أفلت أحد العملاقين السلسلة التي تربط رقبته قليلاً فإندفع الكائن القرمزي نحو قطعة اللحم كالسهم فأخذ قضمة كبيرة، و كاد يقضم أصابع العملاق الذي يمسك اللحم!

“واااو”

” انهم فعلاً كما سمعت..”

” عفاريت دنيئة!”

صفق الجمهور قليلاً، و بدأ بعضهم بإلقاء تلك الأوراق السوداء مجدداً

لكن هذه المرة، و اثناء عمل العمالقة على جمع العملات من على الارض تكلم احدهم. ” أنت تضيعون وقتنا، ألا جديد لديكم؟”

معظم المشاهدين اومؤوا، كان واضح انهم رأوا بعض تلك الكائنات سابقاً، و سمعوا عن البقية، ما جذبهم للسيرك كان الاستعراضات فقط..

“هاها لقد تركنا الافضل للنهاية!” اعلن رئيس السيرك، ثم قام بالتلويح لزملائه.

فرافقوا الكائن القرمزي، و ارجعوه لمكانه، و ربطوه جيداً، ثم قام أحدهم بحمل روبين على كتفه!

*اللعنة! انا الافضل الذي تركوه للنهاية؟! اعلم اني رائع، لكن ليس بهذا الشكل!!* صرخ روبين داخلياً، لكنه لم يجرؤ على قول كلمة.

العملاق تقدم بثقة، و إبتسامة كبيرة تحت الجمهور مُعقد الحاجبين حتى وصل لنصف المنصة، و أنزل روبين من على كتفه، و جعله إستدار ليواجه الجمهور، ثم قام بإمساك يدا روبين، و شد ذراعية بقوة من الناحيتين بينما قدماه ما تزال بعيدتان عن الارض… في هذا المشهد بالذات بدى روبين، و كأنه مصلوب.

“همم؟ ماذا نشاهد؟ ذكر بشري؟” سأل احد المتفرجين بإستغراب.

“هاها رجاءً تحسسوا جسده بحسكم الروحي.” قال رئيس العرض بثقة.

اغمض روبين عينيه، و أصر على أسنانه حتى كادت تتحطم.. هذه بلا شك كانت أكثر لحظة مذلة واجهها طوال حياته.

“اه!!” اول صيحة صدرت من أنثى عملاقة، ثم وضعت يدها على فمها، و من بعدها تتابعت ردود الأفعال المندهشة.

” ياللهول..”

ما هذه العظام؟ ما هذا اللحم الطري..؟”

“انظروا لعظامه المكسوره!!”

“كيف هو على قيد الحياة؟”

” أهذا جنس جديد..؟”

“انت وجدت كنزاً لنفسك!”

” هذا بالتأكيد جنس نادر، و ليس ذكر بشري!”

” لقد فتحت عيني اليوم!”

لا ارادياً بدأ يخرج الجمهور الأوراق السوداء، و يلقونها نحو المسرح برضا مع ان أعينهم كانت ماتزال مُركزة على روبين، اشخاص آخرين من المارين في الشارع وقفوا ليشاهدوا هذا الكائن الجديد ايضاً حتى بسرعة تضاعف عدد المشاهدين.

“هاهاها شكراً، شكراً.” ضحك العملاق بصوت عالٍ، النقود التي حصل عليها فور عرض روبين فقط فاقت كل العروض السابقة مجتمعة!

بعد بضعة دقائق اخرى، و بعدما تأكد ان أحد اخر لن يدفع شيئ، أمر رئيس العرض بإرجاع روبين للقفص *برفق*

*بااا*

“ارررغغ”

رأسه مشغول بالعودة بسرعة لتقسيم الارباح مع شركاءه، ألقى العملاق روبين كأنه كيس بطاطا غير آبه بشيئ مسبباً له كسرين آخرين في ساقه اليمنى.

دخلت لورا مسرعة للقفص بعد مغادرة العملاق، و ساعدت روبين ليجلس بشكل مُعتدل، ثم وضعت يدها على مكان الكسرين الجديدين، و نظرة شفقة بدت على وجهها. ” هل تؤلمك كثيراً؟ كيف كنت تعالج نفسك عندما تصاب بهذا الشكل؟ اخبرني لأساعدك.”

” لا.. داعي.. ارجوكِ.. اتركيني..” تكلم روبين بألم شديد، و ما تزال عيناه مغلتقين، حسبت الفتاة انه يتألم من آلام قدمه فحزنت عليه اكثر، و تركته ليستريح..

لكنها لم تكن تعلم ان آلام كرامته كانت اصعب بكثير، لا يدور شيئ في رأسه إلا اكثر طريقة وحشية لقتل أولائك الملاعين السبعة!!

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=