اراد روبين أن يسألها ألف سؤال، لكنه في النهاية فتح فمه، و اخذ قضمة من قطعة اللحم المشوي..
لو ما حدث للتو كان هو الطبيعي بالنسبة لهذا العالم فسيبدو مريباً لو سأل عنه، او بالاحرى.. هو لم يكن يريد سماع ان ما حدث للتو لم يكن طبيعي حتى يغضب اكثر بلا فائدة.
الأهم الأن ان يُعالج نفسه بسرعة، و ينهي إستكشاف قانون الجاذبية الرئيسي، و يحاول الهرب من هذا القفص قبل ان يقرر العمالقة اغتصابه ايضاً!!
صباح اليوم التالي —
” افتحوا البوابة، نحن — شيرا تيت كوناسا –”
فتح روبين عينه بعد سماع صيحة من احد العمالقة، و شعر بتوقف العربة، إلتفت ببطئ ليساره فوجد اسوار خشبية عالية جداً، و بضع عمالقة بزي موحد يحاصرون العربة.
واضح أنهم كانوا يحاولون دخول مدينة من نوعٍ ما..
بعد خمس دقائق تقريباً من تبادل الكلمات، أمسك أحد العمالقة من القافلة بفتاة، و دفعها نحو رئيس الحرس. ” لديها مؤخرة كبيرة، و — تاشي كوم دا– ستكون — تراسو– بالنسبة لك! هيهي.”
“هممم..” وضع رئيس الحرس يده على رأس الفتاة، و قام بلفها ليرى مؤخرتها، ثم إبتسم، و هز رأسه. ” تم إستعمالها كم مرة؟”
” 5 مرات فقط! ” رد العملاق بسرعة.
“هممم.. يمكنكم الدخول.” قال رئيس الحرس مبتسماً إبتسامة شهوانية، فجذب رأس الفتاة ليبعدها عن الطريق، و اشار للحرس وراءه ان يخلوا الطريقة للقافلة.
طوال الوقت روبين لم يبعد نظره عنها.. من البداية للنهاية لم تقل الفتاة كلمة واحدة، لكن من حركة اصابعها اللاارادية، و صوت قلبها العالي، كان واضح انها خائفة، لكن كان واضح ايضاً انها لم تشعر بأي حنين للعودة لتلك القافلة!
هى فقط كانت خائفة، و مترقبة من مصيرها الجديد..
*ما هذا الوضع بالضبط!؟* عقد روبين حاجبه عندما نظر لبقية الفتيات في القافلة، و لم يجد رد فعل إتجاه اختهن التي اخذها شخص غريب، حتى انه رأى فتاة منها تلوح لها بإبتسامة؟
*جنس النساء في هذا العالم غريب جداً..* فكر روبين، لكنه بعد لحظة واحدة بدى، و كأنه اُصيب بسكتة دماغية..
بعد دخولهم مباشرةً من البوابة رأى روبين في الشوارع عمالقة شعرهم طويل، و صدرهم بارز، و يبدون بشكل ملحوظ انهم.. إناث؟
* ربما هم ذكور غريبوا المظهر* فكر روبين في نفسه، لكنه تلقائياً بدأ يبحث عن العمالقة طوال الطريقة، و يحاول التفريق بنفسهم، أولائك العمالقة ذوي المظهر الانثوي كثيرون جداً.. تقريباً نصف المشاة في الشوارع..
لم يبدين حتى بربع جمال الفتيات في القافلة، لكن تركيبة الجسد، و الملابس التي تغطي الصدر، و حتى المشية المختلفة بعض الشيئ تؤكد ان أولائك هم إناث العمالقة!
*عاد روبين بسرعة للنظر نحو فتيات القافلة، و سؤال إنفجر في رأسه. * إذاُ أولائك هم..؟!*
لكنه لم يحظ بالوقت الكافي للتفكير، فقد توقفت العربة مجدداً، لكن هذه المرة بدأ العمالقة أصحاب القافلة بالتحرك سريعاً، و إخراج الواح خشبية، و أدوات بناء من عربة اخرى في القافلة.
بعد ربع ساعة تقريباً إتضح ما كانوا يحاولون بناء.. منصة.
شعر روبين بالذعر عندما رأى المنصة، لو جمع هذا بمكانه في القفص، و بما حدث للفتاة عند مدخل المدينة… أهذه قافلة لبيع العبيد؟
هل سيتم بيعي الأن؟!
هل سيكون دُمية؟ سيُؤكل؟ يُعامل كالحيوانات كما يحدث له الأن..؟
ما هى احتفالية ان يشتريه شخص ذكي يعامله ب آدمية؟ صفر!
“إرررغغغ!!” حاول روبين وضع كل قوته في ساقيه ليحاول الوقوف، لكن ببساطة معظم الكسور كانت هناك، و لم يحظ بوقت كافٍ لعلاجهم بعد، محاولة الهرب الأن مستحيلة!
ملامحه إنقلبت لشكلٍ بشع، و بالسر قام بضخ كل ما لديه من طاقة في كل الطلاسم التي زرعها حول جسده.. بمجرد التفكير سيحدث إنفجاراً يأكل ربع هذه المدينة، و بالطبع جسده معهم.
في تلك اللحظة سمع صوت. ” إهدأ.. لن يحدث لك مكروه..”
لقد كانت لوري، عندما لاحظت تحركاته، و ملامحه جائت لتُهدئه
“.. هل.. يتم .. بيعي؟ ” سأل روبين متلعثماً بلغتهم.
“اوه! انت تعرف لغتنا إذاً؟ كنت اعتقد -ساست كولفاي سستر- هذا جيد!” ملامح السعادة بدت على وجه لوري.
” رجاءً.. كلمات.. سهلة..” تكلم روبين مجدداً.
“اوه؟ سأحاول.. انت لا تخاف .. لن يتم بيعك.. هل فهمت؟” لوري بدت لطيفة، و هى تحاول إختيار كلماتها، لكن الكلمات كانت كفيلة لتهدئة روبين بعض الشيئ.. ما يزال مستعداً لتفجير نفسه فيهم في أي وقت.. لكنه ارتاح قليلاً.
” سنتكلم بعد .. أمم.. الانتهاء، حسناً؟” قالت لوري مجدداً فرحة، عندما رأت روبين يومئ قهقهت، ثم نزلت من العربة، و ذهبت للمساعدة في بناء المنصة مع البقية..
بعد ساعة اخرى. —-
” تعالوا تعالوا، نحن افضل — كوناسا — في الأرجاء! تعالوا تعالوا” وقف احد العمالقة على المنصة، و بدأ يصيح.
بدأ الناس في الشارع بالتجمع بالفعل، خاصةً فتيات العمالقة الذين جاؤوا فرحين.
في تلك اللحظة فتح أحد العمالقة القفص، و امسك بالكائن الذي نصف انسان، و نصف ضفدع، و قاده نحو المنصة حيث بدأ بعمل حركات بهلوانية، و بدأ العمالقة المجتمعين بالتصفيق.
بعدها جاء واحد من العمالقة، و ادخل الرجل الضفدع مكانه مجدداً، و اخذ السيدة العجوز ذات اغصان الشجر، فوقفت على المنصة ايضاً، و بدأت تقوم بعروض.
“هاهاها انظري من اين يخرج الفرع هاها.”
اخيراً فهم روبين ما يحدث.. هذا كان سيرك متنقل!
أسيكون علي انا ايضاً عمل إستعراضات مثلهم؟!