بعد سماع كلمات الفتاة قام فوراً بتفعيل حسه الروحي، و تحسس جسدها، و فوراً توقف عن مضغ طعامه في ذهول..

عظامها اكثر كثافة من خاصته على الاقل مرتين، او ثلاث، و تأخذ مساحة اكبر ايضاً من جسدها، هيكلها العظمي يشكل على الاقل 60% من جسدها بالكامل من حيث الحجم، و يمثل حوالي 90% من حيث الكُتلة، و الوزن!
ليس هذا فحسب، بل عدد العظام في جسدها أكبر ايضاً خاصةً في مناطق المفصلات، عمودها بالفقري بالذات قوي جداً، بهذه التركيبة، و الصلابة يمكن مقارنته بعامود من الحديد الصُلب… هذه الفتاة القصيرة النحيلة، في الواقع اثقل منه بكثير.

حتى عضلاتها ليست كعضلات البشر الذين يعرفهم، تركيبه اللحم في جسدها يميل لكونه إسنفجي يبدو كأنه مصمم خصيصاً لتحمل الضغط بدون ان يتمزق، لكنه في نفس الوقت اكثر قساوة من لحم البشر العاديين.

فقط إعتماداً على قوة عظامها، و لحمها، هذه الفتاة التي تبدو صغيرة السن تملك على الاقل قوة توازي شخص في المستوى العاشر.. لو كانت تحمل إسم بورتون لكانت تحمل رتبة ضابط في الجيش، او تم معاملتها كعبقرية يجب تنشئتها بحذر!

هذه الفتاة القصيرة ذات الثدي الكبير كانت أبعد ما يكون عن كونها إنسانة عادية!

“ماذا؟ هل يعجبك صدري انت ايضاً؟ هيهيهي.” شعرت الفتاة بنظرات روبين الغريبة فسخرت، و هزت صدرها.

شعر روبين بالإحراج الذي طغى على شعوره بالذهول، فخفض عيناه للأسفل، و رجع ليمضغ طعامه بسرعة.

“همم؟” استغرب الفتاة من ردة فعله التي بدت، و كأنه فهم ما تقول، و كادت أن تقول شيئاً، لكن قاطعها صوت.

” لوري، تعالي هنا!” احد العمالقة صاح فجأة.

“حاضر!” تركت الفتاة الطعام جانباً فوراً، ثم نظرت لروبين بإبتسامة، و قالت. ” سأعود بعد قليل.”

تابعها روبين بعينيه حتى قفزت من العربة، ثم رجع للنظر نحو اللحم المشوي أمامه، حاول رفع يده اليمنى لجذبه نحوه.. لكنه لم يستطع رفعها أكثر من شبر واحد من الارضية قبل ان تعود، و ترتطم بها مجدداً، فتنهد، و إستسلم…
الأكل أمامه لكن لا يستطيع حتى مساعدة نفسه!

“اااااه!! إمم.. إممم..” فجأة صرخة مُتئلمة جائت من خلفه، تبعتها عدة صرخات، و بدت، و كأنه مكتومة.

إلتفت روبين خلفه بسرعة ليرى ما إن كان لصوص هجموا على القافلة، و قتلوا احدهم!

لكنه لم يتوقعؤ و لو للحظة واحدة ما رآه..

احد العمالقة ممسك بالفتاة *لوري* و يمارس معها الجنس بعنف من الخلف…

فارق الحجم الفظيع بين الإثنين كان بادٍ على لوري في كل مرة يرتطم بها من الوراء ، “إممم! إممم!!” حيث وضعت كلتا يدها على فمها حتى لا تخرج صرخات عالية، و سيل من الدموع نزل من كلتا عيناها، كما نزل سيل من الدماء من منطقتها التناسلية…

لم يقوى روبين على مشاهدة هذا المنظر المتوحش اكثر فأصر على أسنانه، ثم اعاد توجيه وجهه للأمام، و اغمض عينيه.

هذا لم يكن يعنيه، و حتى إن عناه.. هو لم يكن في يده شئ ليفعله.

“إمم! إممم!”

“هاهاهاها أعلى اعلى.”

“إممم! إمممم!”

لم تمر بضع دقائق إلا، و زادت الأصوات أكثر، هذه المرة كانت من اكثر من مصدر، لقد كُن فتيات أخريات مع عمالقة اخرين.. نفس الوضع تماماً…

حتى ان واحد من العمالقة جاء هذه المرة، و فعلها مع فتاة في الجهة المقابلة، امام اعين روبين!

الأن فقط بدأ يستوعب روبين مدى حجم تلك القافلة، الامر لم يكن يقتصر على عملاقين، و فتاة بشرية واحدة…

حتى الان الأصوات التي قام بحصرها تحت جناح الليل كان تعود لـ 7 عمالقة،ل و اكثر من 15 فتاة مختلفة!

من الاشياء الغريبة في ما يحدث ان المساجين لم يتأثروا تماماً بما يحدث.. لم يثار أحد ولم يغضب احد، حتى الاثنان الثرثاران لم يتوقفا عن الكلام، و كأن شيئاً لم يحدث حولهم!

لكن روبين لم يستطع التحمل اكثر، مُستخدماً قانون الصوت ، قام روبين بإغلاق سمعه بالكامل، و اغلق عينه، محاولاً عدم التفكير في ما يجري حوله

* هز هز *

بعد نصف ساعة تقريباً شعر روبين بشيئ يهز جسده ففتح عيناه بسرعة، لقد كانت لوري. ” أكنت نائم؟ هيا نكمل وجبتك!”

نظر لها روبين، و كأنها اغرب شيئ في الوجود، أثار الدموع كانت ما تزال على خد الفتاة، و الدماء ما تزال تُقطر من منطقتها الحساسة على ارضية العربة، لكنها جائت بإبتسامة مصطنعة لتُطعمه…

شاح بنظره ايضاً خارج العربة فوجد ان حفل الجنس الجماعي قد انتهى، و وجد بعض الفتيات مُلقيات على الارض يبدو، و كأن بينهن، و بين الموت خطوة، و بعضهن عاد بصعوبة لعمله، و كأن شيئاً لم يكن..

*ماذا يحدث هنا؟!* سؤال انفجر في رأس روبين.

الفتيات لا يبدو عليهن أنهن عبيد، فلا سلاسل تقيدهن ولا يبدو انهن يعملن بالسُخرة، او تكرهن العمالقة، او أعمالهم.

حتى ان هذه الفتاة لوري عندما عثرت على روبين كانت تتجول بمفردها، هذا يعني ان لديهن جزء كبير من الحرية!

كل الدلائل تشير إلى انهن أحراراً.. لكنهن بلا شك يُعاملن بشكل اسوأ من العبيد!!

* أهذا هو الطبيعي في هذا العالم؟ ان يُعامل الذكور إناثهم بهذا الشكل؟! كيف يعقل ان يكون الفارق بين ذكور، و إناث نفس الجنس بهذا الشساعة في الحجم، و المكانة؟!* فكر روبين، و هو ينظر للفتاة أمامه بحاجبين معقودين.

“قُل اااه” جلبت لوري قطعة لحم، و قربتها من فمه مبتسمة، غير عابئة بالعبوس على وجه روبين..

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=