*بااا*
*كراااك*
“ارغغغ!!” شعر روبين بألم فظيع بعدما ألقاه العملاق ارضاً…
كل الطاقة، و الوقت الذين أفناهم في علاج جسده ذهبوا أدراج الرياح، بعدما سمع صوت تكسر جديد في عظامه.
“هاهاهاها كارا توي صوي.. نوتري كا!” ضحك العملاق فجاة، ثم صاح، بعدها بدأت الأرض تحت روبين بالتحرك
مرت ربع ساعة تقريباً قبل ان يتمالك روبين الألم في جسده، و بدأ ينظر حوله، فوجد نفسه في قفص كبير معدني بالكامل، و هنالك اشخاص.. او اشياء.. مُكبلين بالسلاسل حوله.
احدهم يشبه خليطاً بين إنسان، و ضفدع، و اخر قصير جداً، و اخر نحيف جداً يمكن ان تعُد عظامه بالواحدة..
حوالي 11 *شخصاً،* و كل واحد فيهم كان لديه ميزة غريبة تجعله مميزاً.
لكن اكثر ما أثار فضوله كان كائناً جسده مغطى بحراشف لونها أحمر بلون الدماء، و يخرج من جبهته قرنين كبيران لولبيان يتجهان للأعلى، تحتها شعر روبين بقوة متفجرة من عضلاته، و كأنها مصنوعة من المعدن، و ليس اللحم، و الدم، اطول من روبين، و اقصر من تلك العمالقة، طوله تقريباً كان 2.2 متر *7.5 قدم*
لكن حتى كل تلك المواصفات لم تكن ما جذبت إنتباه روبين.. بل رقبته، و رأسه!
رقبته مغطاة بما يشبه الخياشيم، تُفتح، و تقفل بإستمرار، أما وجهه.. فلم يكن فيه شيئ سوى فم مليئ بالأنياب!
جمجمته كجماجم البشر تماماً، لكن فُتحات العين، و الأنف، و الأذن كلها مغلقة، و كأنه دمية تدريب، فقط فتحه فمه هى المفتوحة، و مليئة بالأسنان…
و حالياً رأس ذلك المخلوق كانت موجهة نحو روبين.. و اللعاب يسيل من فمه…
” إلى ماذا تنظر ايها اللعين؟! ” قلب روبين إنقبض عندما رأى لعاب ذلك المخلوق يسيل عليه، و اطبق على الطلسم بقوة اكبر حتى، لكنه كان يعلم ان ذلك الشيئ بالتأكيد لن يُهزم بطلسم مستوى 25 ايضاً.
في ظرف بضع دقائق قابل روبين كائنين يمكن مقارنتهما بقديس متوسط المستوى..
في تلك اللحظة دخلت الفتاة التي وجدته سابقاً للعربة، برفق قامت بتحريك روبين، و إجلاسه عبر سند ظهره على السياج الحديدي خلفه.
* *صررررررر
اصر الكائن الغريب حتى شعر بجسده ينتفض، و هب ليتحرك للأمام نحو روبين، لكن السلاسل القوية منعته.
“ايها الكائن الوضيع، لن تأكلني اليوم!!” صرخ روبين في المقابل عندما رأى هذا المشهد.
قهقهت الفتاة عندما رأت هذا، ثم نظرت نحو روبين، و بدأت تعمل بضع إشارات بيدها…
قد يكون حاجز اللغة كبير جداً، لكن الإشارات دائماً ما تؤدي الغرض بالنسبة للكائنات الذكية..بسرعة فهم روبين انها تريد القول ان ذلك الكائن لا يسمع، و ان صراخه لن يفيد.
ثم جلبت الفتاة دلو مياه، و بدأت تمسح رقبة روبين، و وجه الملطخين بعصارة الفاكهة، قبل ان يأتي صوت من خارج العربة، ” صالا مت!!”
ففزعت الفتاة، ثم أخذت الدلو، و غادرت بسرعة، تاركةً روبين بين كائنات غريبة، بعضهم واضعين أعينهم عليه، و كأنهم لا يطيقون انتظاراً لأكل لحمه، و قرمشة عظامه.
متضايق من الموقف، روبين إكتفى بإغلاق عيناه مجدداً، و تشغيل قانون الحياة ليعالج نفسه، لكن هذه المرة بنصف قوته حتى لا يكشف…
لكن هذه المرة لم يجد نفس السلام، و الصمت الذي كان يتمتع به طوال تلك الأيام الماضية..
المساجين بجواره بدأوا بالتحدث مع بعضهم بصوت مرتفع بعدما بدأت العربة بالتحرك مجدداً، و تأكدوا ان الوضع مستقر.
” أوم تي تاري؟”
“كيكيكي صامي را ني ريه!”
بعد فشل محاولات التركيز بضع مرات إستسلم روبين للأمر الواقع، و فتح عينه مجدداً ببطئ، و بدأ ينظر للأشخاص المُتحاورين بشيئ من الإهتمام..
كان طرفا الحوار إمرأة عجوز مُلتفة بأغصان شجر، و يبدو و كأن الأرواق تخرج من جسدها هى، اما الشخص الأخر فكان رجلاً يعرق بغزارة شديدة، و كأن شلال فُتح فوق رأسه.
اما الإثنان فلم يهتما لنظرات روبين، واضح انهم مُعتادين عن هذا النوع من الإهتمام.. فتجاهلوا روبين، و روبين تجاهل الكائن الذي ما يزال يسيل لعابه، و هو ينظر نحوه.. و كل واحد اهتم بشؤونه.
و على هذا مرت 5 ساعات اخرى–
“صيراتي فيتي.. انا في الماضي .. كالتو سيلفاي .. عند تلك الشجرة الكبيرة، و..”
” و انا ايضاً! كوتي فار سون سيري.. ذلك اليوم و انا كنت.. فاسدل كار!”
كان هذا ما يسمعه روبين الأن…
بعد اول ربع ساعة من الحوار بينهما كان على وشك الصراخ على الإثنان ليغلقا فمهما، لكنه كبح نفسه عندما تعلم كلمة *انا* من محادثته عندما أشارت المرأة على نفسها، و هى تقولها.
و اكمل مراقبتهما بصمت..
الكلمات المُكررة، حركات اليد، الإشارة لهنا، و هناك.. خلال 3 ساعات فقط تمكن روبين من معاني اكثر من 30 كلمة!
بعد ذلك أراد اخذ الموضوع للمستوى التالي، فقام بتفعيل عين الحقيقة بنصف قوتها، و بدأ يقرأ شفاههم، و يرصد كل المتغيرات الجسدية، و العصبية أثناء نطق كل كلمة، فزادت عدد الكلمات التي عرفها اضعافاً مضاعفة..
بحلول نهاية الخمس ساعات كان بالفعل قد ترجم تقريباً كل الكلمات البسيطة التي يعرفها الأطفال في السنة الرابعة من عمرهم، فلن تكون مبالغة لو قال روبين انه اصبح بإمكانه فهم ربع الحوار الدائر بجانبه!
إتضح ان *كارا توي* التي كررتها الفتاة، و العملاق كثيراً كانت تعني جثة متكلمة، لكن ما الذي دفعها للظن انه جثة اساساً؟!
..تابع روبين محداثتهما لثلاث ساعات أخريات حتى جاء عملاق، و أمرهم بالسكوت قبل ان يبدأوا بإعداد المُخيم للليلة.
بعد قليل وجد روبين الفتاة جائت بجواره بأطباق، شيئ ما يشبه الخبز، و بعض لحم الوحوش المشوي، أكلة بسيطة، و خالية من أي توابل، لكنها كانت اول وجبة حقيقية لروبين في هذا العالم، ثم بدأت بإطعامه في فمه وقالت مبتسمة. ” كُل ربما تحدث معجزة، و تصبح عظامك اقوى.”
الكلمات كانت بسيطة جداً لذلك فهم روبين الجُملة كلها بسهولة، لكنها ايضاً جعلته يندهش!