“هاااا… هييييئ.. هاااااا…” كل بضع انشات يأخذهم للأمام زحفاً بمساعدة يده اليمنى اخذت مجهوداً، و كأنه يصارع بين الحياة، و الموت، و بعد كل دفعة يقول. ” تباً لك ايها الخرا المستبصر.” ثم يكمل زحف.
كيف لم يخبره بشيئ كهذا؟ ما الصعب في *احذر ستواجه جاذبية أكبر من الحالية بعشرات الأضعاف*؟
أيعقل انه نسي ان جاذبية هذا الكوكب أكبر من الخاص بروبين بهذا الشكل المخيف؟ أم انه لم يبحث في الامر، و لم يهتم به؟ أم انه علم، لكنه ظن أنه شيئ سخيف ليتكلم عنه؟!
ماذا كان ليحدث لو سمعت كلامه فور ما اخبرني، و جئت عندما كانت قوتي ما تزال في المستوى 11؟ كنت سأموت فور وصولي..؟!
“هااااا.. تباً لك ايها الخرا المستبصر.. هاااااا…” مسافة مترين فقط من مكان الحفرة حتى اقرب شجرة، لكنه إستغرق أكثر من نصف ساعة ليقطعها.
ثم إنتظر حوالي ربع ساعة اخرى وبـ “هيااااااااااا.” وضع كل الطاقة التي جمعها في يده اليمنى، و تمكن من قلب نفسه لينام على ظهره. ” هوف.. هوف.. هوف..”
اخيراً رأى بصيص من الامل.. يوجد فاكهة مُدلدلة من غصون الشجرة فوقه.
بعد خمس دقائق اخرى من الراحة حرك روبين إصبعه *سوووش* نصل ريح تحرك نحو اقرب ثمرة له.. لكنه فشل في قطعها لنصفين
“مستحيل!! ألا يمكنني حتى قطع ثمرة فاكهة لعينة؟! اعرف اني ضعيف بالنسبة لفارس مستوى 16، لكني لست ضعيفاً لهذه الدرجة بحق الجحيم!!”
*سووش سوووش سوووووش*
تطايرت بضع أنصال اخرى حتى تضررت الثمرة للدرجة الكافية، و بدأت تسقط العصارة بداخلها على رأس روبين الذي حاول بكل جهده ضبط مكانها حتى تنزل العصارة مباشرةً في فمه.
و اخيراً بعد محاولات عدة، فتح فمه لتنزل العصارة المُرة في فمه مباشرةً.
*بلع بلع*
“هاا.. ها..”
*بلع بلع*
خلال ربع ساعة تقريباً انتهت كل العصارة التي تتقطر من الثمرة الضخمة، لكنها كانت كثيرة بما يكفي لملئ جزء من معدته، و ملئ وجهه، و الجزء العلوي من ملابسه، و حتى الأرض تحت رأسه ايضاً..
“سحقاً…” بعدما انتهى من هذه المهمة المستحيلة. * اكل قطعة فاكهة* بدأ روبين يفكر في وضعه مجدداً…
هو تقنياً نائم على مخزون طاقة لا ينضب، لكن الطاقة الطبيعية ليست كل شيئ..
يمكنه بهذه الطاقة إستعمال تقنيات القوانين خاصته، لكنه في النهاية عليه الإعتماد على قوته الجسدية للتحرك في الأرجاء!
و بالنسبة لحالة جسده فهو… جائع، عنده 20 عظمة مكسورة، و قابلين للزيادة، تهتك، و تمزق في معظم عضلات جسده، و قوة جاذبية رهيبة تضغط عليه..
تلك الفاكهة لم تسد جوعه، و بالتأكيد لن تسد إحتياجاته جسده من الطاقة، لكن بداية جيدة.. بعد هضمها سيكون الزحف في الارجاء اسهل قليلاً.
اما بالنسبة للإصابات في كل أنحاء جسده. * شااااا*
ضوء اخضر خافت بدأ يُشعل من جسده حيث بدأ قانون الحياة بتحويل الطاقة التي يسحبها من الأرض فوراً إلى طاقة حياة لتدور في جسده، و تعالجه ببطئ.
“هذا..؟” إستغرب روبين عندما رأى الهالة الناتجة من تفعيل قانون الحياة، انها اكثر كثافة مما يذكر!
*هل قانون الحياة في هذا العالم مختلف عن ما اعرفه..؟* فكر روبين، لكن لم يتابع التفكير كثيراً في هذا الإتجاه، ثم أغلق عيناه مجدداً..
هو لم يكن يعرف إلى متى سينتهي علاج جسده، لكن حتى بهذه السرعة فهو سيحتاج على الاقل لإسبوعين، او ثلاث!
في هذه الفترة.. حان الوقت للتفكير في الشيئ الأهم.
“كيف اتخلص من تأثير هذه الجاذبية.. كيف.. كيف…” تمتم روبين ببطئ.
بعد 3 ساعات —
فتح روبين عينه، و تكلم. ” الجاذبية! لو كانت مشكلتي هى قانون الجاذبية في هذا العالم، فسأسخره ليعمل كما اشاء انا!! اجل.. هذه هى هاهاها.”
بدون تأخير زيادة بدأت عينا روبين تُشع بضوء أخضر خافت بإبتسامة كبيرة على وجهه، و بدأ ينظر حوله.
المنظر كان مختلف تماماً عن ما يذكره في كوكبه..
انماط القوانين هى نفسها، لكن تركيزها، و وضوحها، و مدى توفرها حوله مختلف تماماً!
بدأ يحرك عينه في الأرجاء حوله لمدة نصف ساعة أخرى حتى تمكن من مسك طرف الخيط اخيراً.. قانون الجاذبية الرئيسي!
خلافاً لمسقط رأسه، قانون الجاذبية الرئيسي كان حاضر بقوة في هذا العالم مثله مثل قانون الرياح، او الضوء، و يمكن رؤيته بوضوح!
إحتاج بعض الوقت لفصل أنماطه الخاصة على كل انماط القوانين الاخرى حوله، لكن بمدى وضوح الانماط التي يراها لقانون الجاذبية الرئيسي فهو لا يحتاج حتى لمكان خاص ليدرسه، لن يحتاج بركان كما فعل مع قانون النار، او مضيق جبلي كما فعل مع قانون الرياح.. حتى لو ظل راقداً على ظهره هنا فهو بالتأكيد قادر على إستنباط الدرجة الاولى من قانون الجاذبية خلال اسبوعين، او اقل حتى بمساعدة المستوى الثاني من عين الحقيقة!
بجسد، و عينان تُشعان بالأخضر.. بدى روبين، و كأنه جثة غريبة الأطوار، لكن ربما في العالم كله الأن لم يكن احد مشغولاً اكثر منه.
————————————
بعد خمسة ايام—
*خشخشة*
“من هناك؟!” سمع روبين صوت شخشخة في الحشائش بالقرب منه، فأوقف العمل بعين الحقيقة، و قانون الحياة ثم صرخ.
*خشخشة خشخشة*
لكنه لم يجد إستجابة، و استمر الصوت بالإقتراب، و كان الأوان قد فات على اي حال، بسبب إنشغاله في أكثر من شيئ في نفس الوقت لم يستطع رصد الكائن القادم في الوقت المناسب، اياً يكن ما يقترب منه قد وصل لمسافة خطيرة بالفعل.
حرك روبين إصبعه فطارت احدى طلاسم كرات النار من سرواله، و نزلت على إصبع يديه اليمنى السبابة مستعداً لإطلاقه في أي لحظة نحو الوحش القادم.
*خشخشخش.. شاااا*
فتح روبين عينيه على اخرها، فما ظهر أمامه اخيراً لم يكن وحشاً، بل فتاة شديدة الجميلة بعينان كبيرتان تنظر له بخوف.
كل شيئ حول ظهور هذه الفتاة كان غريب.. كانت قصيرة قليلاً، لكن لديها صدر ضخم، و نصف عارية لا يوجد ملابس تذكر عليها سوى خرقتين يغطيان مناطقها الحساسة، كما انه برؤية الوحش سابقاً فهذا بالتاكيد ليس مكان يمكن لفتاة خائفة كهذه التواجد فيه!
نية القتل، والتحفز لدى روبين هدأتا قليلاً، فرفع رأسه قليلاً لينظر في عينيها مباشرةً، و تكلم. ” مرحباً، الجو جميل اليوم، صحيح؟”
الموضوع التاليالموضوع السابق