” احا..” عقل روبين توقف عن العمل للحظة عندما سمع الزئير.
قد يكون في كوكب آخر لكن الزئير يبقى زئيراً، هذا كان وحش لعين جائع، و يبدو انه بالقرب ايضاً!
على الارجح صوت السقوط القوي جذب إنتباهه، بهذه السرعة سيصل لهذا المكان في غضون اقل من دقيقة واحدة.
شدة صوته تقول انه قوي جداً، لكن حتى إن لم يكن كذلك.. أي أرنب بري يمكنه قتل روبين في حالته تلك!
“فكر.. فكر..” حاول روبين تهدئة نفسه، و رحلت عينه في كل مكان حوله محاولاً ايجاد شيئ يستغيث به، لكنه لم يجد سوى السماء فوقه، و الأرض الصلبة حوله، و تحته..
*خشخشخش*
حرك وربين إصبعه بالكاد محدثاً خدش في الأرض، و صرخ. ” هل يعقل اني قطعت كل هذه المسافة.. لأموت هذه الميتة البائسة!!!”
لكنه سرعان ما عقد حاجبه. ” هذه الأرض…”
وهو يخدش الأرض باظفره شعر بإطراب بسيط، شعر، و كأن ضفيرة من الطاقة تهرب من مكان الخدش.
” هذه الأرض.. انها تحتوي على طاقة طبيعية تعادل تقريباً ما يوجد في احجار الطاقة في عالمي!!” دهشة روبين لم تعرف حدوداً.
أحجار الطاقة هى عبارة عن معدن معين يستطيع تخزين الطاقة الطبيعية من حوله على فترات طويلة جداً، الجميع يبحثون عن مناجم لتلك الاحجار ليل نهار، لكن كمياتها دائماً تكون ضئيلة.
و مع ان سكان عالمه البدائين لم يعرفوا كيفية إستغلال هذه الأحجار، فكانت تسرع إمتصاصهم بنسبه 10% مثلاً عن تدريبهم، لو إستخدموا الطاقة الطبيعية من حولهم، إلا انها كانت ما تزال ثمينة، و تعد احد أساسات اي عائلة نبيلة!
اما هنا.. حتى التراب العشوائي الذي وقع عليه يتحوي على كمية مشابهة من تلك في أحجار الطاقة بنفس الحجم؟
ألا يعني هذا انه لو انشئ بوابة فضائية هنا، سيحتاج بعض معاول، و رجلين ضخمين لتأمين احتياجه من الطاقة؟!
*شوووووو*
بدون تأجيل لثانية أخرى قام روبين بتشغيل تقنية طاقة الاحجار المطلقة، و بدأ سيل من الطاقة يخرج من الأرض تحته، و يدخل جسده من جميع المسام.
“ها.. هاهاها..هاهاهاها..ها….” الشعور الذي خال روبين عندما تأكد من نجاح ظنه لم يشعر به من فترة طويلة جداً، لكن سرعان ما توقف، و إرتسم تعبير منذهل على وجهه بينما ينظر للأعلى..
لكن هذه المرة لم ير السماء… بل رأس ضخمة تبادله النظرات.
رأس غريبة داكنة اللون، تبدو، و كأنها خليط من فأر، و ذئب، مغطى بصفائح تبدو كالمعدن.. حجم هذه الرأس تشير إلى ان طول بقية جسده على الاقل يصل لـ 6 أمتار.
“مـ مرحباً سيد كائن من عالم غريب.. في الحقيقة انا جئت لكم في سلام… أيمكننا التفاوض؟”
“رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااور!!!!!!”
زأر الكائن فرحاً، و كأنه وجد صيد الإسبوع كله، ثم فتح فمه، و إنقض نحو الأسفل.
” ليس اليوم يابن العاهرة!!” صاح روبين، ثم حرك إصبع، فجائت هبة رياح أطارت واحدة من الطلاسم الموجودة في سرواله، و بسرعة هبطت على إصبعه.
في لحظة هبوطها على إصبع روبين قام روبين بضخ معظم الطاقة التي إمتصها خلال هذه الثوان القليلة داخلها فقام بتفعيلها، ثم بهبة رياح اخرى طار الطلسم نحو فم الوحش فدخله.
*بلع*
*بـححح بححححح*
مُتفاجئ بما حدث للتو، أوقف الوحش هجومه، و حاول تقيؤ الشيئ الغريب الذي إبتلعه، لكنه سمع صوت. ” لا تنس ان تخبرني بطعم وجبتك من العالم الأخر.”
*بوووووووووم*
*سخااااااااااااااااااااا*
صرخ الوحش صرخة مؤلمة، و اخذ يتقئ دماً بعضه نزل على وجه روبين.
بعدها سمع روبين صوت خطوات مُبتعدة غير منتظمة، واضح ان الوحش كان مُصاب بشدة…
” تفو تفو..” بصق روبين الدماء التي سالت على وجهه، و دخلت فمه، ثم صرخ. ” ما كان هذا بحق الجحيم؟!”
الطلسم الذي إنفجر للتو، هو طلسم انفجار نار مستوى 25 أعده روبين خصيصاً لهذه الرحلة برفقة المستبصر، لكن الإنفجار لم يقتل الوحش؟!
و هذه النتيجة بعد إنفجاره في امعائه الطرية؟ ماذا كان ليحدث لو ضربت حراشفه من الخارج؟ تسببه بإحمرار الخدين؟!
“ارغغ.. ما الذي ورطت نفسي فيه..” قال روبين، و هو يكاد يبكي، كان هذا أول كائن عشوائي قابله في هذا العالم، و المقابلة لم تكن مشجعة ابداً…
*شوووو*
عادت الطاقة من الأرض للتدفق لجسده مجدداً بصمت.
بعد ساعتين—
“هشش.. هاااا ددشش… هاا.. هااا..” سحب روبين نفسه لأعلى الحفرة بذراعه اليمنى السليمة اخيراً.
“هذا…” اول شيئ رآه روبين حوله بعد خروجه من الحفرة كان أزرق.. الكثير من اللون الأزرق..
لقد سقط في غابة بالفعل كما أخبره المستبصر، هذا كان واضح في العشب حوله، و الأشجار كثيفة الجذع، والشجيرات القصيرة المتلاحمة.. لكن الغريب في هذه الغابة ان كلها من درجات اللون الأزرق على عكس اللون الأخضر الذي كان معتاداً عليه.
“ازرق ازرق.. لا يهم.. هيييييه..” مد روبين يده اليمنى مجدداً، و عاد للزحف نحو اقرب شجرة.