*همممم..*

* يا له من شعور غريب..*

*قلبي متوقف.. حركة أمعائي متوقفة.. رئتاي متوقفتان.. كل شيئ ميت تقريباً ما عدا وعيي.. ماذا يحدث..*

*….. كم مر منذ قفزت داخل البوابة؟ ساعات.. أيام؟ الوقت يمر بغرابة هنا..*

*لا ارى شيئاً، ولا اسمع شيئاً… عيناي مغلقتان.. لا يمكنني فتحهما.. وعيي ايضاً بطئ.. لولا قوتي الروحية لما تمكنت من التفكير.. اي شخص أقل من مستوى حكيم كان ليفقد وعيه ايضاً..*

*أهذا من فعل بوابة الفضاء؟ يا له من تأثير غريب… هل انا الأن في الطريق لنيهاري؟*

*اخخخ كم اتمنى رؤية ما يحدث حولي… صحيح.. سأجرب فتح.. عين الحقيقة!*

–ضوء أخضر خافت بدأ يلمع خلف جفون روبين.

* يا.. إلهي…*

بإستخدام عينا الحقيقة تمكن روبين من إختراق حاجز جفونه، و رؤية ظلال لما يحدث حوله.

جسده المتيبس يبدو و كأنه دُمية ثابتة، حوله شيئ كإنبوب حلزوني، و عدد لا يحصى من النقاط المضئية الصغيرة تمر بجانبه بسرعة جنونية.

* هذا.. الإنبوب..* بعد إندهاشته الأولى من المنظر الذي ما كان ليراه في احلامه حتى، ركز روبين على أهم شيئ رأه، * هنالك قانون قوي.. في هذا الإنبوب.. أشعر به.. قانون .. الفضاء؟*

*اجل.. قانون الفضاء السماوي.. خلافاً للنقوش عالية المستوى.. التي اعطاها لي المستبصر.. يمكنني هنا رؤية كل شيئ بوضوح.. بداية من المستوى الاول للقانون الرئيسي.. انها أنقى، و أوضح انماط لقانون رأيتها في حياتي…* فكر روبين، ثم غاب عن الوعي للحظة مجدداً.

*يا لها من.. فرصة….*

——————–

بعد ثمانية أيام —

فُتحت بوابة زرقاء صغيرة، و خرج منها جسد روبين بنفس الحالة التي دخل بها من الناحية الاخرى، كلتا قدماه على الأرض، و متخذاً وضعية الركض.

لكن في لحظة ملامسه قدمه للأرض..

*بووم*

“كاا كااا كااا”

“اااااااااااااااااااااااااااااه!!!!.”

في اللحظة التي لامست فيه قدما روبين الأرض، وجهه ايضاً *لامس* الأرض بقوة قذيفة مدفع مُحدثاً فجوة كبيرة في الأرضية تحته.

الشيئ الوحيد الذي سمعه كان صوت تكسير عظام، و ثاني شيئ كان صرخته هو..

في لحظة كان مسروراً تعبث عيناه في قانون الفضاء الذي يعد من أرفع القوانين، و في اللحظة التاني شعر بأن مئة تنين أرضي يقفون فوق جسده.. كل شيئ حدث في غمضة عين لدرجة انه لم يستوعب ما يحدث.

” بحق الـ.. بحق الـ…” حاول روبين تحريك جسده بكل ما اوتي من قوة، لكن لم يستطع رفع حتى إصبعه.

“هاا.. ها.. ها..” بعد بضع محاولات تحرك فاشلة، بدأ روبين يحاول اخذ شهيق، و زفير طويلين، محاولاً تهدئة نفسه. ” واو.. كثافة عنصر الاكسجين في الهواء هنا أعلى من كوكبي.. اشعر ان أجهزتي التنفسية تشكرني على تنفس هذا الهواء.. الطاقة الطبيعية في الجو ايضاً كثيفة بشكل لا يصدق.. حرفياً يمكنني لمسها.. يبدو اني وصلت كوكب نيهاري.”

*شهيق.. زفير.. شهيق.. زفير..*

” ماذا حدث؟ هل هبطت بشكل خاطئ؟ …اااه انا جائع.. كيف لعظامي ان تتحطم من مجرد سقوط؟! …لا يوجد في جسدي اي طاقة.. كم عظمة كسرت؟ ..انا عطشاااان…”

كلما حاول روبين التفكير في شيئ، زمجرة بطنه تعيده لغريزة البقاء.. هو فعلياً كان في حالة التضور جوعاً.

و سرعان ما فكر في السبب..

داخل النفق الحلزوني كانت كل اعضاءه روبين مُجمدة حتى يُرسل للجانب الاخر بالحالة التي كان بها عندما دخل النفق، لكنه لم يكن مسافر عادي.. تفعيل عين الحقيقة تستلزم كمية طاقة ليست قليلة، كما انه قام بتفعيلها لأيام.. كل مخزون الطاقة في جسده إنتهى، و حتى أي طعام في جسده إحترق، و تحول لطاقة، و بعدها عضلاته فقدت كل القوة فيها لتحويلها إلى عينه…

الحالة التي كان فيها جعلته لا يشعر بما يحدث في جسده، و تركيزه على قانون الفضاء جعله يتجاهل ما سيحدث من عواقب.

عندما وصل لهذه النقطة من الإستنتاج أعطى تنهيدة طويلة. ” تباً لي..”

“لا..” لكن رجع، و عقد حاجبه. ” هذا لا يفسر تلك السقطة الفظيعة، ولا يفسر حدوث اكثر من 19 كسر مختلف في أنحاء جسدي..”

*كراك*

“اااااااه!!!.” لم يكد يكمل كلامه حتى أتمت الكسور الرقم 20.

” لا لا لا هذا ليس بسبب فقداني طاقتي.. هنالك قوة كبيرة تضغط علي من الأعلى!!” الحفرة التي سببها سقوطه جعلته لا يرى أي شيئ حوله، لذا حاول روبين تعديل رأسه بصعوبة، و نظر بجانب عينه للأعلى، فلم يجد سوى السماء.

” هذه القوة.. الضاغطة.. انها موجودة.. اشعر انها تسحقني.. انها… الجاذبية؟!” فتح روبين عيناه على اخرها، ” اجل.. لا شك.. انها اقوى بعشرات الأضعاف من جاذبية كوكبي!!!”

*شهيق.. زفير.. شهيق.. زفير..*

شعر روبين كأنه على وشك البكاء، بالكاد لمس كوكب نيهارى، لكن الحظ السيئ أصابه فوراً، لا يوجد شيئ في موقفه يمكن ان يحسد عليه، حرفياً الوضع لا يمكن ان يسوء اكثر!

*رااااااااااااااااااااااااور.*

1 1 vote
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=