نظر روبين جانبه بإستغراب. ” كوكب اخر يعني كوكب اخر، لماذا تثير مواضيع تافهة؟!”

” كوكب.. كوكب.. أتقصد تلك الاشياء المعتمة التي نراها في السماء احياناً؟ ما الذي ستفعله هناك؟” إستمر بيلي بالضغط، هو ببساطة لم يرد ان يستوعب الكلام.

“انت… هيه~ نحن لسنا وحدنا في الكون، هنالك كائنات اخرى في عوالم اخرى، و انا ذاهب لأحدى تلك العوالم، أهذا مُفسر بما يكفي؟”

“هذا… هذا…” شعر بيلي، و كأن سلك إنقطع في رأسه.

كلام روبين لم يكن بسيطاً كما يبدو، إن كان هو يستطيع الذهاب لـ *عوالم اخرى* ألا يعني هذا ان سكان العوالم الاخرى يمكنهم المجيء إليهم ايضاً؟ هل سيأتوا بسلام للإستكشاف ام للغزو؟ ماذا نفعل إن أتو؟

فقط بيلي العقلاني الذي لديه عائلة ليحميها فكر في هذه الاشياء، بينما البقية كانوا منشغلين بالنظر لروبين، و كأنها اخر مرة سيرونه فيها.

“حســــــناً، ربما علينا الانتقال للمستوى التالي بهذه المحادثة.. لقد جمعتكم اليوم بشكل رئيسي لتوديعكم، لكن ايضاً لتسليمكم بعض الألعاب الجديدة.” تكلم روبين، ثم مد يده بجوار كُرسيه، و جذب حقيبة صغيرة مفتوحة مليئة بالألواح المعدنية.

“هذا..؟ هل إبتكرت شيئ اخر؟” إستفاق بيلي من توهانه، و أخذ بضع خطوات نحو الحقيبة بعينان مترقبتان.

” واو.. كان هذا سريعاً..” نظر روبين لحالة صديقه، و أعطى ضحكة خفيفة، ثم بدأ يخرج اول لوح.

” هذا اللوح يحتوي الدرجة الثانية من القانون المثالي للنار، سيكون ملكية خاصة لفيلق النار، و سيبقى دائماً مع رئيسهم.” ثم ألقاه نحو قيصر.

فتح الجميع أعينهم على اخرها، هذا كان خبر كبير جداً!

اكتشاف الدرجة الثانية من اي قانون ثانوي تعتبر مدعاة للإحتفال، و الفخر، ماذا عن اكتشاف الدرجة الثانية من قانون رئيسي؟!

ثم اخرج روبين ثلاثة الواح اخرى. ” الدرجة الثانية من قانون الرياح الرئيسي، و الدرجة الثانية من قانون الظلام الرئيسي، و الدرجة الثانية من قانون الحياة الرئيسي، اول إثنان سيكونا ايضاً ملكية خاصة لكلاً من فليقا الرياح، و الظلام،

اما قانون الحياة فسيبقى خاص بـ زارا، و تلاميذها المستقبليين.. اُرشح فتح فيلق رابع خاص يتم فيه اختيار النخبة المُطلقين من العائلة لدراسة قانون الحياة تحت اشراف زارا المباشر، و الافضل ان يبقى اعدادهم قليلة، و بالطبع جميعهم يجب ان يتلو القسم! ”

“ما-.. ما الذي..؟!” ضربات قلب بيلي كادت تقف، الجميع كانوا في حالة ذهول.

“ماذا؟! ألا يمكنني التقدم في أبحاثي..؟” سأل روبين منزعجاً.

” متى كان لديك الوقت للبحث في كل هذا؟” سألت ميلا مستغربة.

” كان لحظة صفاء الشهر الماضي.” رفع روبين كتفيه، ثم اخرج لوح اخر، و ألقاه نحو قيصر. ” هذا اللوح يحتوي الدرجة الثانية من تقنية نار الموت.”

“هوااا كنت اعرف انك لن تنساني!!” إلتقطه قيصر فرحاً احتضنه، ثم ألقى لوح قانون النار المثالي جانباً.

“هذا ايضاً كان خلال الشهر الماضي؟!” سألت ميلا مُضيقة عيناها.

“اجل، كان شهر مُثمر” أجاب روبين، ثم أخرج لوح اخر، و أعطاه لميلا. ” احدهم فيه نسخة من تقنية تعديل الأساس يمكنها المساعدة على ترقية أساسات شخص من قانون ثانوي للقانون الرئيسي في نفس المسار.. إستخدميه انتي، و بيلي، و تدربوا على تقنية النار المثالية.”

ميلا فتحت عيناها على اخرهما، حتى بيلي اخذ بضع خطوات نحو اللوح، و لعابه بدأ يسيل عليه. ” هذا.. لو كل الشيوخ تدربوا على قانون النار الرئيسي المثالي..” ”كلا! انت، و ميلا فقط من يمكنكم إستخدامه، غير ذلك يمكنك إستخدامه كجائزة لمن يقوم بأكبر مساهمات للعائلة، و يجب ان يوافق عليه جميع الحضور هنا، و تتأكدوا من ولاءه التام قبل ان يتمكن من أخذ هذه التقنية، مفهوم؟!” تكلم روبين بشكل قاطع.

“هاه؟ لماذا؟ لو تدرب عليه مجلس الشيوخ كلهم فسوف-”

“قلت لا يعني لا!” قاطعه روبين بحزم. ” لا اشعر بنفس الشعور السيئ عندما افكر في بعضهم، و هذا غريب جداً…”

“شعور سيئ؟ ما هذا..؟” سألت ميلا.

“اها لا شيئ…” هز روبين رأسه، و اخرج لوح اخر، و أعطاه لميلا، ” اما هذا.. انه هدية زواجك، اعتذر انها تأخرت كثيراً… هذا اللوح يحتوي الدرجة الاولى، و الثانية من تقنية نار الحياة، انها تقنية خاصة صنعتها من اجلك خصيصاً، بعدما تنتهي من ترقية اساساتك لتكون كلها من النار المثالية، قومي بتغيير بعضها لقانون الحياة.. قيصر، و زارا سيعلموكي كيف، بما انك قديسة عالية المستوى سوف تستطيعين تحمل الألم بشكل افضل بكثير، و لن تكوني بحاجة لمساعدتي.”

” روبين، هذا..” خفق قلب ميلا عندما سمعت كلام روبين، هذه ببساطة كانت هدية غالية جداً!

” لا داعي لقول شيئ، فقط لا تعطيها لأحد اخر، بعدما تنتهي من التدرب عليها قومي بتدمير اللوح.” إبتسم روبين، و مسح على شعرها.

لقد فكر كثيراً في ماذا يترك لها قبل مغادرته، و وجد ان طلب قيصر ان يكون شخص فريد تُعد فكرة جيدة.. خاصةً النساء يحبون ان يكونوا مميزين!

كما ان قانون نار الحياة سيحافظ على حياتها اكثر بكثير من شظايا النار الذي تستعمله حالياً.

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=