“ليس كلهم.” هز المستبصر رأسه. ” أثناء فترة حياتي قابلت، او قرأت عن آلاف من مستخدمي مسار الحقيقة، تسعة منهم فقط كان لديهم قدرة خاصة أعجز عن فهمها.”

“اوه.. أتعتقد ان المُكتشفين الأصليين للقانون هم من ينعموا بهذه المعاملة الخاصة؟” جلس روبين مكانه، و بدأ يفرك ذقنه.

” كلا، على الاقل واحد من التسعة كان تلميذ لسيد حقيقة سابق، و واحد اخر إكتشف المسار، و هو على قمة عالمه من حيث القوة… لا يوجد نمط معين يربط التسعة.”

“غريب…” تمتم روبين، ثم رفع وجهه نحو هيكل الضوء. ” ماذا عن قدرتك انت؟ ماذا يمكنك ان تفعل؟ ”

” اسف لا استطيع اخبارك، قدرتي هى سري الذي جعلني ما انا عليه اليوم، و غير مسموح لأحد بمعرفتها، و لا حتى ابنائي!” لوح المتسبصر.

” هاي، هذا غير عادل!! انت تعرف خاصتي.” عقد روبين حاجبيه، و رد منفعلاً.

” ما ذنبي انك أبله، و افصحت عنه بنفسك؟ ثانياً لا انا، ولا انت نعرف ما هى قدرتك بعد.. شعور سيئ؟ ما هذا بالضبط؟ و قد لا تكون قدرة اصلاً، ربما انت فقط تبالغ في التفكير في الأسوأ لأنك قلق على فراخك هاها.”
واجداً ان روبين لم يتفاعل معه، و ما يزال ينظر له نظرة غريبة، اكمل المستبصر. ” إحم… اخبرتني انك كنت تشعر به عندما تفكير في إبنك قيصر قبل ان تقع له تلك الحادثة.. في من تفكر هذه المرة عندما يأتيك ذلك الشعور؟”

“…الجميع.”

“….” عقد المستبصر حاجبه. ” يا فتى، إياك ان تغير رأيك في مهمتك بسبب هذا! حتى لو هذه فعلاً قدرة خاصة، و سيحدث للـ *جميع* مكروه مستقبلاً، فوجودك هنا معنا لن يمنع هذا المكروه، انت ما تزال ضعيف جداً!”

“أدرك ذلك! لكن…” وضع روبين رأسه بين يديه.

“… قلت ان تحضيراتك أنقذت قيصر سابقاً، صحيح؟ هذا يعني ان شعورك السيئ حيال المستقبل يمكن عكسه؟” سأل المستبصر فجأة.

“صحيح..”

“لو تركت خلفك بضع اشياء لمساعدة *الجميع* هل سيريحك هذا..؟”

“اعتقد.. ماذا تريد ان تقول؟” رفع روبين كتفيه، ثم سأل بجدية.

” ساعدتك بتسريع ابحاثك بالفعل، ما المشكلة لو تكررت؟” قال المستبصر، ثم نظر بجدية نحو روبين. ” اليوم سنبدأ عُزلتك الاخيرة في هذا العالم، بعدها لن اقبل اي أعذار.. مفهوم؟!”

“… موافق.”

————————-

بعد شهر، و عشرة أيام…

*صررر*

صوت فتح الباب صدرت من الطابق التحت ارضي

*ووووش*

ظِل تحرك بسرعة، و وقف أمام الباب من الخارج، ” روبين!! ماذا دهاك كل هذا؟ قلت انك ستدخل اجتماع قصير مع المستبصر فحسب!!”

إبتسامة لا إرادية ظهرت على وجه روبين بينما إحتضن ميلا برفق، و قبلها على خدها قبل ان يتكلم. ” هلا جمعتي لي الأولاد الأربعة؟ و بيلي ايضاً.. احتاج للتحدث معكم جميعاً في اقرب وقت.”

” هذا.. حاضر.” قلب ميلا قُبض عندما سمعت هذه الكلمات، واضح انه يريد ان يودعهم…

———————-

بعد ثلاثة ايام – داخل قصر روبين.

“اعتذر عن.. التأخير يا.. أبي..” دخل ثيو، و إنحنى إنحناءة كاملة، ثم وجد له كُرسي بجوار البقية.. لسانه ما يزال لم يعتد التكلم بالكامل بعد.

“اوه، انت ايضاً وصلت للمستوى 16 ؟ لا عجب انك جئت من أقصى شرق دوقيتنا خلال ثلاث ايام فقط..” أومئ روبين مبتسماً، ثم نظر نحو قيصر بإبتسامة ساخرة. ” أخبرتك انهم سيسبقوك.”

“تسك~ مجرد توقف مؤقت، سترى قريباً كيف أتخطاهم جميعاً!” ضرب قيصر على صدره بثقة.

” حسناً، الجميع هنا الان..” تكلم بيلي. “روبين، لماذا طلبت لقائنا اليوم؟”

“…..” لم يرد روبين فوراً، بل اكتفى بالنظر حوله في وجوه كل الموجودين، الشعور السيئ، و الإختناق تراكم لدرجة بشعة..

ثم تمالك نفسه، و تكلم. ” .. منكم من يعلم بالفعل ما انا بصدده، و منكم من ما يزال يجهل… لمن لا يعرف بعد، انا على وشك اخذ رحلة طويلة في كوكب اخر، و قد تستغرق عشرات السنوات، سأغادر اليوم في الحقيقة.”

“ماذا؟!” كل الموجودين ما عدا ميلا، و قيصر صاحوا فجأة.

سأل بيلي معقد الحاجبين. ” كوكب اخر؟ ماذا تقصد؟”

“ستغادر اليوم؟ أيمكننا المجيء معك؟” سأل بيون.

أشار روبين بيده ليهدأوا. ” الموضوع طويل، ولا داعي لذكره، المهم إعلموا اني سأغيب لفترة، لكني حتماً سأعود… حتماً..”

“أبي، ارجوك خذني معك!!” تقدمت زارا، و الدموع ملئت عيناها بالفعل.

حتى بعدما أصبحت فتاة جميلة بالغة في العمر 24 عام تقريباً، ما تزال تجد نفسها طفلة في حضرة الشخص الذي أنقذ طفولتها ذات يوم..

” آسف يا عزيزتي، لا يمكنني أخذ احد معي لهذه المهمة، خاصة لو كانت فتاة لطيفة مثلك!” قال روبين، و هو يربت على شعرها.

“همف، انت فقط تريد ان تهرب من كل من تعرفهم، يبدو انك اصبت بالملل منا، و تريد التغير.” قالت ميلا منفعلة

نظر نحوها روبين، و قهقه. “تعرفين ان هذا ليس صحيح، بغض النظر عن التكلفة الكبيرة للإنتقال، المكان قد يكون خطر جداً هناك، ولا يمكنني تحمل تعريض احد للخطر.”

لم تقل ميلا شيئ اخر، إكتفت بإبعاد نظرها بعيداً بينما خيط من الدموع بدأ ينزل من عيناها.

برؤية ان لا احد اخر اهتم بأهم نقطة، صاح بيلي مجدداً. ” ماذا تعني بكوكب اخر بحق الجحيم!!”

 

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=