الحكيم أخبره ان الموارد ستصل بعد عشرة ايام، هذا يعني انه خلال الأيام العشرة القادمة سيكون متفرغ تماماً.
لم يعد يوجد أمامه أي شيئ مُلح لعمله في هذا العالم بعد الأن، لا حروب.. لا صراعات… لا شيئ.
لقد دمر كل كان عقبة في طريقه، و دمر كل ما كان قد يكون عقبة في طريقه… كما ان مستقبل العائلة تم تأمينه بوجود كل تلك الموارد، و الفرسان..
ببساطة لم يعد هنالك شيئ يستحق اهتمامه.
و كشخص خرج من إرهاق ذهني ساحق بسبب الحروب المتلاحقة، ثم دخل في خلوات طويلة لإكتشاف، و كتابة تقنية قانون السعير بدون يوم راحة واحد، روبين شعر انه بحاجة ماسة لإجازة خلال تلك الأيام العشرة
لكن ماذا يفعل فيهم؟ … يقضيهم مع أولاده الأربعة؟
قيصر يتألم الأن في منزله بسبب إصابات تقنية تعديل الأساس، مع ان الوقت بين كل جلسة اصبح 23 يوم فقط، و يقل كل مرة، إلا ان هذا لا يعني ان الألم، او الضرر اصبح اقل، بل فقط روبين مُستعجل، و قيصر أصبح يمكنه التعامل مع الالم بشكل افضل.. لذلك بطبيعة الحال لا يمكنه قضاء إجازته مع قيصر.
بيون الأن مشغول بالبحث عن بقية افراد عائلتهؤ و إعادة تأهيلهم نفسياً، و جسدياً حتى يرجعوا لما كانوا عليه قبل الإستعباد، هو بالتأكيد لن يترك شيئ بهذه الأهمية لأخذ اجازة..
ثيو ما يزال في الاراضي الشرقية – اراضي دوقية هاريس سابقاً – أصبح هو القائد الأعلى للفيالق الخاصة الثلاثة حتى يملئ الفراغ الذي تركه قيصر، و بيون، هو ايضاً مشغول جداً هناك..
زارا تقضي جزء كبير من قوتها لعلاج قيصر، و البقية للتدريب، و رفع مستواها بسرعة كما أمر روبين، و محاولة إكتشاف تطبيقات تقنية الحياة، القدرة العلاجية ما هى إلا لعبة جانبية لطيفة بالنسبة للصورة الكُلية، يمكن القول انها مشغولة حتى اكثر من إخوتها الثلاث..
…ربما ينعم بصحبة من هم بمثل عمره لمرة؟ .. لا، حتى صديقه الوحيد بيلي اصبح كالغرخيب بالنسبة له منذ عودته، كل تلك السنين غيرت فيهما الكثير، انها فقط المعرفة القديمة التي تسهل التعامل بينهما ما جعلت روبين يتواصل معه اكثر من بقية القديسين في العائلة.
ربما ميلـ … هيه~
الأن فقط.. أدرك روبين إلى أي مدى هو وحيد.
* كل شيئ يسير كما خططت.. سيحرص أولادي على تخليد إسمي بنسب كل ما فعلته لي، سواءً النقوش، او القوانين الرئيسية، او حتى الفرعية، لقد غيرت وجه هذا العالم بالفعل، سيظل اسم روبين بورتون حياً للأبد عندما يتم الإعلان عن إنجازاتي..
حتى إن مُت اليوم، و فشلت عائلة بورتون بالسيطرة على القارة، وحتى لو فقدوا كل ما تركه لهم، سيظل الناس يقولون انه ذات يوم عاش عبقري حقيقي يدعى روبين بورتون…
هذا ما كنت أطمح له عندما غادرت العائلة، و انا مراهق، هذا ما كنت اطمح له عندما دخلت ذلك الكهف، و قلت طز في العالم، انا بالفعل اسطورة! لكن.. هل سيحزن أحد علي بعد ان اموت؟*
موجة من الإكتئاب بدأت تتسلل لقلب روبين، و ضربته كالمطرقة بدون سابق إنذار، لكنه بسرعة هز رأسه، و لطم وجهه، ثم وقف، و توجه لباب القصر.
إن لم يكن هنالك أحد لقضاء إجازتي معي، سأقضيها في الملذات بنفسي!
خرج مباشرةً من باب القصر بوجه مقبوض بدون ان يُحيي الحراس المُنحنين كعادته، لكن هذه المرة لم يتحرك بإتجاه مطعم العم تيم، او واحدة من الحدائق في المنطقة الداخلية، فأخر مرة جرب فعل هذا وحده ضربته نفس موجه الإكتئاب، و أنهى دورته مبكراً.
هذه المرة مشى بإتجاه افضل حانة في يورا!
هذه كانت أول مرة يفكر حتى في الموضوع منذ وجد قيصر في منطقة الوحوش الخارجية ذلك اليوم.
لخمس ساعات تقريباً قضى روبين وقته في الحانة يشرب كل خمورها، و يستمتع برقص الراقصات، و تمايل العاهرات من حوله، لكنه ابقى على وجهه الخالي من المشاعر.
هذا لم يكن ممتع كما يتذكره… حتى مع شرب الخمر ما يزال ذهنه صافٍ، و يرى حقيقة ما حوله…
كل الضيوف مجرد فشلة يريدون الهرب من شئت ما في حياتهم، و كل النساء المتمايلات الضاحكات لا يردن شيئاً سوى اخذ ما في جيبه.
بعد رؤية ان الخمر، و الإختلاط بهذه الطبقة لن يساعده، إختار إحدى الفتيات، و ذهبا لغرفة جانبية، ربما ممارسة الجنس بعد كل تلك السنين سيشعره بتحسن.
لكن بعد عشر دقائق فقط داخل الغرفة المغلقة، فتح روبين الباب، و خرج وجهه مسوداً اكثر، تاركاً وراءه فتاة عارية تبدو عليها الحيرة، و بجوارها بضع عملات ذهبية…
———————–
بعد خروج روبين من الحانة لم يذهب يميناً، او يساراً مجدداً، بل عاد مباشرةً لقصره، ثم إلى غرفته التحت أرضية، ثم جلس في منتصفها في وضعية تأمل، و بدأ إستعداداته للإختراق للمستوى التالي في الفروسية.
حلم الإجازة القصير قد إنتهى، حان وقت العودة للكفاح مجدداً.
الموضوع التاليالموضوع السابق