رجع روبين للعربة الذهبية فترك عليها اللفيفة، و اللوح الذي كانا في يده، و أخذ الآخران، ثم إستدار ليواجه الحضور مبتسماً. ” كما تعلمون جميعاً، القوانين السماوية لها درجات، الدرجة الاولى هى التي تُساعد المتدرب على الاختراق حتى المستوى العشرون، و الدرجة الثانية التي تُدخله لنطاق القُدسية… نحن عائلة بورتون قررنا بيع اول تقنية تدريب قوانين في التاريخ، فكيف نبيعها ناقصة؟”

حبس الجميع أنفاسهم، المعظم خمن بالفعل ما سيقوله روبين، لكن ببساطة لم يصدقوا أنفسهم..

” لفيفة نقل الخواطر احادية الاستخدام، و اللوح المعدني متعدد الإستخدام في يدي يحتويان الدرجة الثانية من تقنية قانون السعير الثانوي!” أعلن روبين.

*بزززز*

و كأن السلوك في رؤوس الجميع قد قُطعت فجأة.

إعلان بيع الدرجة الاولى من هذه التقنية الرهيبة يُعد سَبق لا مثيل له بالنسبة لعائلة بورتون، و العالم كله!

لكن الأن… يتم بيع المستوى الثاني لتقنية تكافئ في قوتها تلك الخاصة بالعائلة الملكية..

بيع طريقة صُنع قديسين يكافؤون في قوتهم.. قوة قديسي العائلة الملكية؟!

متى ظهر هذا القانون بالضبط؟ متى كان لدى مُبتدعه الوقت الكافي لصنع الدرجة الثانية منه؟!

حتى عائلات الدوق الكبرى ما تزال سجينة الدرجة الثانية من قوانينهم منذ آلاف السنين، و كل تقنياتهم اضعف بكثير من هذه!

اخيراً قطع احد الاشخاص في الغرف المميزة الصمت الرهيب، و تكلم. ” الشاب روبين، من هو.. صانع هذه التقنية بالضبط؟”

الكل تذكروا ان إسم الصانع مكتوب على التقنيات بالفعل.. إكس بورتون.

” من هو هذا الإكس بورتون؟ لم أسمع بهذا الإسم من قبل..؟”

” منذ متى لدى عائلة بورتون شخص يمكنه انتاج تقنية كهذه؟!”

“هل المذكرات التاريخية تذكر انه كان لدى عائلة بورتون شخص بهذا الإسم؟”

” ربما يقصد بالإسم انه مجهول؟”

رفع روبين يديه بإشارة للهدوء، ثم تكلم. ” تقنية السعير الثانوية هى بلا شك إنتاج شخص يحمل إسم بورتون، هو فقط خجول بعض الشيئ، و يقول ان الوقت لم يحن بعد للإعلان بشكل كُلي عن هويته، لذلك، و مؤقتاً، يمكنكم ان تعرفوه بإسم المجهول، أو إكس.”

” إكس.. أله علاقة بالنقوش؟” تمتم احدهم بصوت منخفض، لكن كل من في القاعة سمعوه.

عائلة بورتون لديه احتكار كامل للنقوش، و كل تطبيقاتها، لو كان واحد منهم هو من اكتشف تلك الاشياء، فهذا اصبح منطقي جداً!

عادوا جميعاً لينظروا لروبين ليأخذوا منه نفي، او إثبات، لكنه إكتفى برفع كتفيه.

“بكم ستباع الدرجة الثانية، سيد روبين؟” سأل أحد احد رؤساء العائلات الصغيرة بإحترام، قلبه يخفق بسرعة من شدة الحماس.

هز روبين رأسه. ” الدرجة الاولى ما سيتم بيعها بشكل دائم في نقاط البيع داخل يورا، في أي وقت تجمعون المبلغ المطلوب يمكنكم شراء واحدة… لكن ليس الدرجة الثانية.

الدرجة الثانية، سواءً لفافة الاستخدام الواحد، او لوح المتعدد الإستخدام، سيتم بيعهم هنا في مزادات علنية كلما توفر واحدة منهم، قد تظهر واحدة كل شهر، و قد تظهر واحدة كل بضع سنوات.. مثلاً اليوم لدي 3 لفافات، و 3 ألواح فقط، من سيفوز بهم؟ هذا سيُترك للقدر!”

عندما أعطى الحكيم ألبيرت الصلاحية لروبين لبيع التقنيات لم يقل له ان يبيع الدرجة الاولى فقط، لكنه بلا شك هو كان يقصد الدرجة الأولى فقط…

روبين إستغل هذه الثغرة في الاتفاق ليُدخل الدرجة الثانية للمعادلة ايضاً لزيادة ربحه، و تراثه، لكن هذا بلا شك سيغضب العائلة الملكية، خاصةً ان التقنية بهذه القوة…

لذلك لا خيار أمامه سوى بيعها بشكل محدود كل فترة، و لأشخاص مُعينين من المجتمع حتى لا يقلب كل الموازين رأساً على عقب!

كان روبين ليتمنى لو بإمكانه بيع الدرجة الثانية من القانون بسهولة، و اسعار مخفضة ايضاً، لكن هذا كان ليستفز العائلة الملكية لمستوى مختلف تماماً، ربما يأمرون بمنع بيع فوري، او حتى يكسب عداوتهم… الوقاية خير من العلاج!

تنهد رؤساء العائلات الصغيرة، و جلسوا اماكنهم، علموا ان الفرصة ضاعت منهم بشكل كبير.. لكن بسرعة عادت الإبتسامة لوجوههم عندما تذكروا قوة الدرجة الاولى، و ان اخيراً سيكون لديهم فرسان.

بوجود الدرجة الاولى معهم، هم بلا شك سيتمكنوا من جمع المال الكافي للدرجة الثانية في قادم الاعوام!

اخيراً الإبتسامة عادت لكبار النبلاء بعد اعلان روبين، و صاح احدهم. ” أزايد على لوح الاستخدام المتعدد بخمسة ملايين عملة ذهبية!”

” 5.1 مليون عملة ذهبية!”

” 5.3 مليون عملة ذهبية!!”

—————————

” إتصل لي.. بالولد فيليب..” الرجل العجوز الجالس تجاهل المزايدات، و تكلم بصوت منخفض لأحد الحراس بجواره.

أومئ احد الرجلين خلفه، و اخرج خاتم صوت متعدد الإستخدامات، و مرر طاقته، و تكلم بصوت عالٍ، ” فخامة الملك فيليب مارلي، اعتذر عن إزعاجك، السلف نوح يريد التحدث مع فخامتكم.”

بعد حوالي نصف دقيقة اُضيء الخاتم، فأومئ الرجل، و وضع الخاتم في يد الرجل العجوز، الذي ايضاً ادخل فيه طاقته، و تكلم بصوت الخشن، ” فيليب.. انا كنت مار لمشاهدة المناظر.. من مملكتك.. فجئت لمسقط رأس النقوش لأوسع آفاقي.. يوجد هنا.. مزاد على الدرجة الثانية من تقنية لقانون ثانوي.. اريد إذنك.. لشرائها..”

صوت صدى في أذنه بعد بضع ثوانٍ. ” ماذا تقول ايها السلف نوح؟ ممالكنا في تحالف منذ زمن بعيد، كيف امانع شرائك لمجرد درجة ثانية من تقنية؟ لا داعي للشراء حتى! إسترخي، و انا سأتواصل مع آل بورتون لأجلب لك واحدة، و سأرسلها لك حتى عندك في مملكة غاريا.”

” لا داعي.. انا سأشتريها منهم.. و بسعر مرتفع ايضاً.. لتعويض خسارة الشمس السوداء…” تكلم العجوز، و عيناها كادتا تكون مغلقتان، ثم اعطى تلويحة خفيفه للشخص بجواره.

الذي بدوره تقدم لشرفة الغرفة، و صاح. ” 20 مليون عملة ذهبية!”

تجاهل العجوز ما يحدث تالياً في الاسفل، و كأنه ضمن احد الثلاثة ألواح بالفعل، ثم عاد ليضخ طاقته في الخاتم، و تكلم، ” فيليب.. بالنسبة لعُمر الفتى.. المدعو روبين بورتون…”

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=