منذ بدأ *المزايدة* و روبين يراقب حوله بصمت بإبتسامة بسيطة على وجهه.
و ظل على هذا الحال حتى بدأ اصحاب الغرف الخاصة ايضاً بالمزايدة، و سرعان ما وصل اخر سعر قيل لـ 2.8 مليون عملة ذهبية للدرجة الاولى من التقنية!
و لم يتوقف المزاد عند هذه النقطة، بل لم تكن هنالك أي مؤشرات انه سيتوقف قبل الوصول لـ 4 مليون عملة ذهبية على الاقل.
حتى روبين شعر بالذهول تحت إبتسامته تلك، الدرجة الاولى من التقنية يمكنها إيصال مُستعملها لنطاق الفروسية، لكن هذا كل شيئ.. أولائك القوم يتسابقون على افرغ خزائنهم لشرائها حتى مع ان معهم تقنيات اخرى لها درجة ثانية!
هو ببساطة لم يكن يتوقع مدى إغراء ظهور المزيد من الفرسان الذين يحملون هذه القوة الهائلة في أي عائلة، حتى لو كُتب عليهم ان لا يدخلوا للقدسية ابداً…
وصلت المزايدة لـ 4.2 مليون بعد بضع دقائق، و بدأ الصراع يخف بشكل ملحوظ، لكنه لم يتوقف.
*الاثرياء* الذي يشغلون المقاعد العادية في القاعة بدأوا يسقطون تباعاً على كراسيهم بخيبة أمل، هذه التقنية خرجت من أيديهم..
عند هذه النقطة رفع روبين مُشيراً للجميع بالهدوء.
” ماذا هنالك ايها الشاب روبين؟ لم يخرج فائز بعد!” سأل احد الضيوف في الغُرف، كان هو اخر شخص وضع سعر للمزايدة.
“لا يوجد فائز، ولا خاسر اليوم، سيادة الدوق جوليان.” رد روبين عليه، و هو يهز رأسه.
“هممم؟” عقد الدوق حاجبه، لم يفهم شيئاً.
” هاها رجاءً إسمحوا لي ان اوضح لكم، لم تكن لدي نية في بدأ مزاد اليوم على هذه التقنية، حضراتكم بدأتم مزايدة قبل ان تعطوني فرصة للشرح، و بصراحة وجدت انها ستكون فرصة جيدة لمعرفة قيمة التقنية الحقيقية.”
“هذا…”
“إذاً تلك التقنية..؟!”
” انت لم تجمعنا هنا لتلعب بأعصابنا.. صحيح ايها الشاب؟” صوت قوي اخر صدر من احدى الغرف.
“و كيف أجرؤ؟” وضع روبين يده اليسرى على صدره. ” هذه التقنية قطعاً ستباع اليوم، الطريقة فقط ستكون مختلفة.”
لم يتكلم أحد اخر، كلهم فقط نظروا للمنصة مُعقدي الحواجب، يحاولون إستنتاج ما يحدث..
روبين تقدم نحو العربة الذهبية الصغيرة بجواره، و إلتقط إحدى اللفيفتين و احد اللوحين المعدنيين المكتوب عليهما الرقم 1.
ثم عاد ليواجه الجميع، و هو ممسك بهما في كل يد واحدة، و تكلم. ” نحن عائلة بورتون شهدنا إرتفاع صاروخي بفضل وجود الطلاسم، لكننا لم، و لن ننسى اننا جزء من هذه المملكة العريقة، و ان جميع سكان المملكة يعتبروا أهلنا، و اصدقائنا، و لهذا قررنا ان لا نبخل على أهالي هذه المملكة عندما ملُكنا شيئ يمكننا مشاركته.”
عُقدات حواجب الموجودين إزدادت اكثر، و بدأوا ينظرون لبعضهم، هذا مزاد علني للبيع، و ليس جمعية خيرية، ما خطب هذه الخطاب الغريب؟!
ثم اكمل روبين. “في يدي اليسرى لفيفة نقل خواطر إستخدام واحد، انها تحتوي على الدرجة الاولى من تقنية السعير الثانوية تُنقل ذهنياً لشخص واحد فقط بعدها تتلف اللفيفة، سيتم بيعها بسعر ثابت 50 الف عملة ذهبية.
و في يدي اليمنى لوح نقل خواطر متعدد الإستخدام، يحتوي على الدرجة الاولى من تقنية السعير الثانوية، يمكنها ان تنقل التقنية لأكثر من 500 شخص قبل ان تتلف الاختام فيها، سيتم بيعها بسعر ثابت 500 الف عملة ذهبية.”
“ما-؟!”
“ماذاااا؟!”
“انا.. انا يمكنني شرائها لنفسي بخمسون الف عملة ذهبية فقط؟”
“يمكنني شراء هذه التقنية لكل افراد عائلتي مقابل نصف مليون عملة ذهبية؟! أهذا حقيقي؟! ”
” تحيا عائلة بورتون!!”
“تحيا عائلة بورتون!!”
التجار، و رؤساء العائلات الصغيرة، و حتى النبلاء منخفضي المستوى بدأوا بالهتاف، بعضهم حتى بدأ يبكي!
اخيراً فهم الحضور خطاب روبين… عائلة بورتون ببساطة تريد تقوية المملكة كلها!
اما الاشخاص في الغرف المميزة، لم يبدو عليهم السرور ابداً…
” آل بورتون.. هل تدركون عواقب الذي تحاولون فعله؟” سأل احد الضيوف في الغرف المميزة.
” لا داعي للقلق، ماركوس بيتهوف، نحن لا نفعل شيئاً سوى رفع متوسط قوة أهالي المملكة.” نظر روبين نحو تلك الغرفة بإبتسامة. ” النجاحات التي شهدناها مؤخراً، و توسعة أراضينا تدعو للمزيد من القوة للحفاظ عليها، ألا تظنون؟”
“تعيش عائلة بورتون! يعيش الشاب روبين!!”
“يعيش يعيش يعيش!!!”
حماسة الجميع في المقاعد العادية زادت، و كادت تصل لمرحلة الاختناق.
لكن حيرة الضيوف المميزين زادت، و حتى أنهم بدأوا ينظرون لبعضهم من الشُرف المفتوحة..
لم يتبقى لهم شيئ سوى شراء احد الألواح، بعدها يتواصلوا مع العائلة الملكية ليروا ما يحدث…
” الشاب.. روبين.. ماذا عن اللفيفة، و اللوح.. الاخرين..” صوت عتيق جاء من احد الغرف المميزة،
لم ير احد من المُتكلم، و لم يحاول أحد السخرية من الصوت الذي يبدو، و كأنه على حافة القبر، حتى بهذه الحالة قوته كانت واضحة في صوته.
“عين جيدة ايها الكبير، بالفعل مفاجئات عائلة بورتون لضيوفنا الأعزاء لم تنتهي لليوم.” روبين كان يريد شتم ذلك العجوز، لكن تمالك أعصابه، كان يريد التمتع برؤية الناس يحتفلون بالدرجة الاولى من القانون لمدة اطول!!
