*هذا متعجرف جداً!*

هذا اول ما جال في رؤوس الجميع، عند سماع تصريح روبين.

هذه اول مرة يروا فيها هذا الشاب، لكنه بالفعل بدأ بوضع نظام جديد للمُعاملة؟

فعلاً عائلة بورتون كانوا يعاملون الضيوف بإحترام شديد منذ بيع الطلاسم، البعض كان يستهزئ انه احترام اكثر من اللازم!

حتى إن قام أحد النبلاء بالتنمر على فرد من عائلة بورتون، او افتعال مشاكل، كانت الامور تُحل بشكل ودي، خاصةً لو كانوا من بعثات العائلات برتبة ماركوس، او دوق!

لكن حتى مع ان كلام روبين يبدو كُمحترم، إلا انه من الواضح ان نظام مختلف تماماً سيبدأ..

أولائك النبلاء الذين خرجوا أرادوا عمل مشكلة كبيرة لزعزعة ثقة عائلة بورتون و إرجاعهم لأرض الواقع انهم ما يزالوا عائلة جديدة بلا حلفاء حقيقيين.. ارادوا ان يقولوا لعائلة بورتون انه حتى بإنتصاراتكم الاخيرة انتم ما تزالوا لا شيئ على الساحة السياسية.

و إعلان روبين كان العكس تماماً.

الجميع في القاعة بدأوا يوازنوا مجدداً بين إكمال التعامل بسلام مع عائلة بورتون المتعجرفة، ام الانضمام للعائلات التي خرجت ليفرضوا كلمتهم مستقبلاً…

في النهاية لم يتحرك احد.

بعضهم ذا مستوى منخفض لا يهتم بالساحة السياسية، و يريد شراء الطلاسم لتقوية عائلته فحسب.

و بعضهم لا يريدون مشاكل مع العائلة التي تسيطر على اكبر دوقية في المملكة، حتى لو كانت مشكلة تافهة.

و البعض الاخر كرؤساء العصابات، و التجار الكبار، و ممثلي العائلة الفانية، ببساطة يريدون شراء تلك التقنية حتى لو كانت أسوأ تقنية في التاريخ!

بالعكس، ما يحدث الان يفيدهم.. بل يتمنون ان يقوم البقية، و يرحلوا ليتركوا لهم هذه الفرصة!!

نظر الرجل الذي تكلم سابقاً حوله، و لم يجد أحد غيره يقف، مرت بضع دقائق، و ما يزال الكل أماكنهم.. ادرك اخيراً ان مساعيه بائت بالفشل.

فعاد لمقعده مجدداً بصمت، و كأن شيئاً لم يحدث.

لكن هذا لم يمر مرور الكرام على روبين الذي أشار نحوه. ” هل إستاذنت قبل ان تجلس مجدداً؟ أخرج من هذه القاعة فوراً، و بدأً من اليوم عائلتك ستحتاج لدفع 15 ضعف أي منتج تابع لنا.”

“رو- روبين بورتون، لا تبالغ كثيراً!!” صُدم الرجل صدمة عمره من الإعلان.

لكن روبين لم ينظر بإتجاهه مجدداً، اكتفى بالتلويح للحراس فتقدم بضع أشخاص يرتدون دروع فيلق اللهب، ثم أمسكوا بذلك الشخص، و ألقوه خارجاً وسط صدمة الجميع.

“حسناً، اعتقد ان الإزعاج انتهى..” اخيراً عادت الابتسامة مجدداً لوجه روبين، و ضم كفا يديه لبعضهما قبل ان يكمل. ” اثق ان بعضكم لديه بعض المخاوف من هذه التقنية الجديدة، و هذا حقكم كمُشترين، إذاً إسمحوا لي ان أريكم شيئاً من قوتها.”

*شوالااااا*

رفع روبين يده اليمنى، و شعلة شاحبة اللون تكاد تكون مخفية ظهرت حول كفِه.

سكريييييييييييـ

على عكس شعلة النار المثالية، هذه لم تحترق بصمت، بل كانت بعيدة كل البعد عن الهدوء.

صوت يقشعر له الأبدان بدأ يظهر من الشعلة الشاحبة، صوت مخيف، و كأن الهواء المحيط يصرخ للإستغاثة من شدة العذاب الذي طاله.

بدأ كل من في القاعة بالوقوف ببطئ، و كأنهم يحاولون الإقتراب إنش إضافي من تلك الشعلة الشاحبة.. صدمة!

“هذه الشعلة.. هذه التقنية.. انها اقوى من الدرجة الاولى من قانون.. شظايا النار؟” تمتم أحدهم في غرفة الضيوف المميزين.

” انا رأيت أمير يستخدم تقنية القانون الثانوي الخاصة بالعائلة الملكية ذات مرة، انها قطعاً بنفس قوة هذه!!” لم يكن معروف من هو مصدر الصيحة، لكن اعين الجميع إتسعت اكثر فأكثر، و بعضهم لم يستطع التحكم في نفسه اكثر، و بلع ريقه.

أصوات *بلع* اصبحت الشيئ الوحيد الذي يمكن سماعه في القاعة بعد صوت الشعلة المخيف.

بعد بضع ثوانٍ أخرى اغلق روبين قبضته مجدداً، و قال. ” اعتذر لكم جميعاً عن هذا العرض البسيط، فأنا لم أقم ببناء أعمدتي مُستخدماً قانون السعير الثانوي لذلك يمكنني إظهار حوالي 70% فقط من القوة الحقيقية للتقنية، لكن اطمئنوا، الفرسان الذين سيقومون ببناء أعمدتهم بإستخدام هذه التقنية سيُظهرون قوة اكبر بشكل ملحوظ.”

“ما- ماذا؟!”

” لم يقم بإستخدام هذا القانون لبناء اعمدته، و يستطيع إظهار هذه القوة بإستخدامه؟”

“يا له من عبقري..”

“يا لها من تقنية!!”

“هذه التقنية من اليوم ملك لعائلتي، انا سأفوز بها!”

“بل انا! سأدفع مليون عملة!”

” إبتعد ايها المهرج، مليون؟ انا ازايد مليون، و 200 الف عملة ذهبية!”

سرعان ما تحولت الصدمة المبدئية لهستيريا، كل ممثلي العائلات النبيلة بدأوا بإطلاق الارقام يميناً، و يساراً!

بعضهم بدأوا بإستخدام خواتم الصوت للإتصال بمقرات عائلاتهم ليطلبوا منهم إذن لإستخدام المزيد من الذهب!

و البعض الاخر سقط في حفرة من اليأس بالفعل..

ممثلي العائلات الصغيرة، و التجار، و غيرهم، منذ رأوا تلك الشعلة تحترق، و هم عرفوا انه مستحيل لهم الفوز بهذه التقنية لهم.. كل شيئ عاد للصفر بالنسبة لهم.

“تنهد~” عادوا جميعاً للجلوس أماكنهم مُكتئبين، كان متوقع من البداية أنهم لن يفوزوا، لكن على الاقل كان لهم شرف الحضور لهذا الحدث التاريخي.

 

 

 

 

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=