” حزمة مكونة من عشرون طلسم حيوية ذا تسريع العشرة أيام، السعر المبدئي هو 20 الف عملة ذهبية!” أعلن الشيخ المستضيف للمزاد.
مع ان الشيخ مجرد قديس جديد، إلا ان هذا اول مزاد في التاريخ يستضيفه قديس شخصياً!
لم يكن يعلم الناس هذا حدث خاص من اجل إفتتاح اكبر قاعة مزاد في المملكة، أم ان عائلة بورتون فقط تريد التباهى بقديسيهم الجدد.. عموماً هم قد نجحوا في المحاولتين!
” 21 ألف عملة ذهبية!”
“ارجو من الجميع تركي افوز بها فأنا احتاج هذه الدفعة كثيراً، 22 الفاً.”
“هاها، و كأني سأفعل! 25 الف عملة ذهبية..!
“……..”
“…”
” 37 الف عملة ذهبية مقابل 20 طلسم حيوية ذا تسريع عشرة ايام، أهناك من مزايد؟ …. بيعت!” اعلن الشيوخ، و أشار نحو المُشتري.
مع ان هنالك الان منافذ بيع لهذه الطلاسم العادية بسعر ثابت، إلا ان الطلب عليها ببساطة مرتفع جداً، و الحصول على عدد كبير من الطلاسم في فترة صغيرة ما يزال صعباً جداً.
فحتى من لا يحتاج الطلاسم يذهب لشرائها من نقاط بيع عائلة بورتون فور نزولها ليقوم ببيعها في السوق السوداء لاحقاً!
هذه كانت افضل فرصة للحصول على دفعات معقولة، من المزاد مباشرةً.. لكن بالطبع الأسعار تصبح أعلى بكثير.
.. مرت بالفعل حوالي 3 ساعات منذ بدأ المزاد، و لم تهدأ القاعة لحظة من المنافسة، و مع ذلك.. الاشخاص الذين حجزوا قاعات العملاء المميزين لم يشتروا أي شيئ حتى الان.. هم لم يأتوا من اجل كل هذا.
حتى مع ان أيديهم تأكلهم لشراء كل تلك الطلاسم.. إلا ان النقود التي جلبوها اليوم يجب الاحتفاظ بها من اجل الحدث الرئيسي…
و اخيراً، انتظارهم قد اثمر، حيث فتح القديس المستضيف كلتا يديه على أخرهما مبتسماً. ” ايها السيدات، و السادة، لا يوجد المزيد من الطلاسم لبيعها اليوم، لكن المزاد لم ينتهي… لقد أبقيناكم منتظرين بما يكفي، حان وقت الحدث الرئيسي لليوم!”
“اخيراً!!”
“هيا هيا أخرجها بسرعة!”
” رجاءً اعطنا نبذة عن التقنية!!”
و كأن عاصفة إندلعت في القاعة، العملاء المميزين اخيراً أمالوا أجسادهم للأمام لأخذ نظرة افضل على القاعة من الاعلى، و النبلاء العاديين وقفوا، و بدأوا بالصياح متحمسين.
“هاها رجاءً إهدأوا… كان لي شرف إستضافة حدث اليوم حتى هذه اللحظة، اما الان، فسيعتلي المنصبة شخص اكثر ملائمة مني لهذه الحدث الخاص.” اشار القديس للجميع بالجلوس، ثم نظر نحو اتجاه معين في القاعة، ” تفضل، حان دورك.”
نظر الجميع لنفس الإتجاه، فوجدوا شاب مُستند على احد حوائط القاعة في الخلف، ثم بدأ يتحرك نحو المنصة بخطوات ثابتة بعدما تمت دعوته.
عند رؤيته، بدأ الضيوف المميزين في الشُرف بعقد حواجبهم… اما بقية النبلاء الاقل شأنا، فلم يتمكنوا من المراقبة بصمت.
“من هذا..؟”
“انه شاب صغير! .. في المستوى 13 من الفروسية؟!”
” كيف لطفل ان يكون اكثر مُلائمة من قديس ليُقدم لنا تقنية القوانين؟”
“تسك~ انهم يعبثون معنا، ألعاب العقل الخاصة بعائلة بورتون غريبة فعلاً..”
هنا عقد القديس الذي كان ما يزال على المنصة حاجبه، و صاح. ” صمتاً! أنتم في أرض عائلة بورتون، حتى لو جلبنا رضيعاً ليستضيف مزاد يجب ان يتم إحترامه!”
كلمات شديدة الوقع، و القوة، و قد يعتبرها البعض إهانة حتى.. لكن لم يجرؤ احد على الرد.
ضغط القادم من إسم بورتون ببساطة أصبح شديد جداً مؤخراً.
“هاها اعتذر عن رفع صوتي، رجاءً لا تآخذوا هذا العجوز.” ثم اكمل القديس مشاوراً نحو روبين. ” هذا الشاب هو روبين بورتون، لا شك لدي ان جميعكم سمعتم بهذا الإسم بطريقة، او بأخرى.”
عاد الجميع للنظر للشاب الذي ما يزال يشق طريقه نحو المنصة، لكن هذه المرة لم تكن نظرات إستخفاف.. بل دهشة.
” روبين؟ أهذا هو روبين..؟! انه يبدو صغير جداً..”
“سمعت انه من وضع اساس التعديل الاقتصادي الذي غير شكل مدينة يورا، و المناطق المحيطة..”
” دعك من هذا، انه الشخص الذي قام بتوحيد هجمات 2500 فارس لمهاجمة قديسي عائلة تينلي، و قتل 3 منهم!!”
” ألم يكن هو الجينرال الذي قاد معركة الدفاع عن دوقية التون في منطقة تلال ديمبلي، و قام بحماية المملكة كلها..؟”
“سمعت ان الحرب على عائلة روفوس حدثت بسبب ان أحدهم قام بمهاجمة هذا الشاب في الشارع!”
” الإشاعات تقول انه هو من وضع الخطط للسيطرة على دوقية هاريس بدون خسائر بشرية تُذكر!”
“روبين بورتون لديه مهارات عالية في التحكم بالطاقة، و لديه قدرات حربية، و إستراتيجية مخيفة، انه لؤلؤة بالنسبة لعائلة بورتون، لا عجب انه سيحظى بشرف تقديم هذه التقنية، هذه مكافأته بالتأكيد!”
“اخي روبين، انت الافضل!!”
بدأت ثرثرات جانبية تجري بين الحضور، و بسرعة إنتشرت كل الاخبار العامة حول روبين بورتون بينهم، بضع صيحات بدأت تعلو ايضاً، لكن هذه المرة لم تكن للإستهجان..
“روبين… بورتون…” في احد الغُرف الخاصة تمتم رجل عجوز يبدو كالمومياء. ” ألم تقولوا.. في التقرير.. انه عمره الحالي.. حوالي 170 عاماً..؟”
” لا مجال للشك يا صاحب السمو، هذا الشاب بالفعل وُلد في مدينة يورا قبل 170 عام، و اختفى لأكثر من قرن قبل ان يعود لموطنه مؤخراً، الجميع يعرفون هذا.” احد الاثنان الواقفان خلف العجوز إنحنى، و تكلم في أذنه مباشرةً، لقد كان قديس مستوى 30 ….
” لكن.. عُمر جسده.. انه بالكاد.. 26 عاماً..” تمتم العجوز مجدداً، بدى، و كأن كل كلمة تخرج من فمه تُنقص حياته بضع ايام!
” صحيح يا صاحب السمو، هذا لُغز حير جميع من يعرفه، لكن لم يجرؤ احد على الضغط على عائلة بورتون لمعرفة تفاصيل هذه الظاهرة الغريبة، اعتقد ان العائلة الملكية للشمس السوداء ايضاً لا تريد مشاكل على هذه الجزئية بما انهم لا يملكون أي شيخ يقترب من حدود عمره..” الشخص على الناحية الاخرى إنحنى ايضاً انحناءة كاملة، و رد.
” … روبين … بورتون …” تمتم العجوز مرتين، لكن لم يضف كلمة اخرى، فقط اكتفى بمتابعة روبين بعينه حتى وصل للمنصة.
