قاعات المزاد… حيث تُباع الاغراض النادرة، و الثمينة، و يتنافس القادرين على محاولة الفوز بها، كل مزاد يجب ان يحتوي العديد من الاصناف من الجلود، و الأسلحة، و الموارد الطبيعية، و المعادن، و غيرها الكثير…

انها أحد الطقوس المهمة في القارة، و في كل مدينة تقريباً يوجد واحدة، خاصةً قاعات المزادات في مدن الدوق العريقة تكون الاكثر إزدهاراً، و ذخراً بالكنوز، و الذي يقام كل سنة.

و يأتي في المرتبة الاولى قاعة مزاد العاصمة، حيث الحدث الذي يقام كل خمس سنوات، و يجمع كل نبلاء المملكة مهما كانت أشغالهم.

لكن.. مصطلح قاعة المزاد تغير خلال السنوات الاخيرة.

بظهور قاعة مزاد يورا التي لا تحتوي على شيئ سوى الطلاسم، و مؤخراً بدأ يتم بيع بضع اسلحة مصنفه ايضاً، و تُقام مرة شهرياً، و هى وتيرة سريعة جداً!

و حتى بقية الشهر تبقى القاعة مفتوحة لبيع الطلاسم ذات السعر الثابت..

قاعة مزاد يورا اصبحت بلا شك محط أنظار الجميع، و لا توجد عائلة نبيلة إلا، و لها أشخاص دائموا الوجود حولها لمعرفة الاخبار، و محاولة شراء شيئ إن توفرت النقود.

و لكن مؤخراً، و كأن عائلة بورتون ظنت ان هذا الإهتمام لم يكن كافٍ… فأعلنوا عن بيع علني لتقنية قانون ثانوي!!

بيلي لم يتدخر جهداً في الدعاية كما أوصى روبين، و بالفعل المملكة كلها إنقلبت خلال الشهرين الماضيين على إثر الأخبار.

بغض النظر عن مزاد يورا، هذه كانت اول مرة في المملكة، و ربما في القارة كلها حيث تُباع تقنية قوانين!!

عائلات التجار المدنية، العائلات العسكرية الصغيرة، العصابات الكبيرة، و قُطاع الطرق، المتدربين المنفردين الذين يبحثون عن فُرص… كلهم عزموا امرهم على الذهاب، و إلقاء نظرة.

حتى، و مع ان مزاد كهذا ينتهي بالتأكيد بسرعة ملايين العملات الذهبية، حتى لو كان إلقائهم نظرة عليها مستحيل.. إلا ان هذه لحظة فريدة في تاريخ المملكة، و على الاقل عليهم أخذ نظرة.

العائلات النبيلة من اكبرهم لأصغرهم ايضاً قرروا الحضور، و بوجود شخصيات كٌبرى من العائلات هذه المرة، و ليس الممثلين المعتادين، الكثير من العائلات أرسلوا رؤسائهم شخصياً ليورا!

فكل العائلات النبيلة الكبرى تود زيادة خياراتهم، و كل العائلات النبيلة الصغيرة يحلمون بخياراً واحدً جديداً…

بعد 12 يوماً — يوم اعادة افتتاح قاعة المزاد — قصر روبين.

” روبين!” دخل بيلي للقصر مباشرةً، و صاح متحمساً. ” اين انت؟ الافتتاح سيبدأ بعد قليل.”

بعد حوالي دقيقة صعد روبين من درج يرسل لتحت الارض بإبتسامة على وجهه، ” اخيراً… ”

” اووه؟ يبدو انك متحمس مثلي، او اكثر… أتريد تلك الـ 25 بهذه السرعة؟ هاها.” قهقه بيلي. ” لكن احذرك، مزاد على تقنية لن يعطيك اكثر من بضع ملايين لو التقنية جيدة، و الحضور في مزاج جيدة، لا ترفع آمالك كثيراً يا صديقي، حسناً؟”

“مزاد.. من قال شيئ عن مزاد؟” سأل روبين مستغرباً، و تحرك نحو البوابة

“…إيه؟” تفاجئ بيلي، لا مزاد؟ إذاً الدعاية… ” على الاقل اخبرني ماذا تنوي؟!”

” ارسل اشخاص لحمل اللفائف، و الألواح من امام الغرفة، و ارسلهم للقاعة،” اكمل روبين، و هو مُعطي ظهره لبيلي. ” سأنتظر هناك، عندما يأتي الوقت للإعلان عن التقنية اخبرني، انا من سيستضيف المزاد وقتها..”

عقد بيلي حاجبيه بشكل خفيف، ثم انطلق بسرعة نزولاً على الدرج، لكنه سرعان ما توقف مكانه، و فتح عيناه على مصراعيها، ” يا … إلهي…”

—————————

” 29 الف عملة ذهبية!”

السيد في الصف الـرابع عشر يقول لـ 29 الفاً، أهناك من مزايد؟”

“32 الفاً، هذا اللوح لن يكون لأحد غيري!”

“همف، 35 الفاً، بل لي انا!”

” تباً!”

35 الفاُ .. 35 الفاً.. هل من مزايد؟ …. لوح تقنية نقل الخواطر إستخدام لمرة واحدة، بيعت للمُزايد المجهول رقم 641.″

“اخخخ المرة القادمة بالتأكيد ستكون لي!”

مرت بالفعل بضع ساعات منذ إعادة الافتتاح، و بدأ اول مزايدة ببيع حزمة من 50 طلسم إنفجار نار مستوى سادس، و مع ذلك التنافس لم يهدأ لحظة.

كل الحاضرين اما نبلاء معروفين، او تجار كبار، او حتى أشخاص مجهولين رفضوا الإفصاح عن هويتهم، لكن يجمعهم شيئ واحد.. الغِنى!

كلهم حضروا، و معهم عربات مُحملة بأشولة من الذهب!

هذا بلا شك أكبر تجمع للنقود شهدته المملكة على مدار تاريخها، لم يسبق ابداً ان أُقيم حدث، و إستدعى ان يقوم هذا العدد من الاثرياء بتجهيز كل هذه النقود، و التجمع في مكان واحد!

لولا أنهم علموا بوجود موقف العربات الجديد الذي تم بناءه بجواره قاعة المزاد، و الحراسة المشددة عليه، و تحمل عائلة بورتون المسؤولية على تأمينها، لما كان حدث اليوم ممكناً.

حتى روبين نفسه، و هو في طريقه لقاعة المزاد، و رأى العربات المبهرجة، و حقائب الذهب، و الاحجار النفيسة عليها، بدأ لعابه يسيل. * كل هذا سيصبح ملكي بعد قليل!!*

لكنه سرعان ما كبح جماح تفكيره و بدأ يفكر في كم ان طريقة تبادل الموارد هذه غير عملية بالمرة..

الذهب في النهاية مجرد معدن ثقيل الوزن، و جاذب للأنظار، لماذا يُستعمل هو وحده في المُعاملات؟ لماذا لا توجد عُملة أعلى شأناً منه لتخفف على الناس حمولتهم؟

لا شك لديه ان بعض من ينوون المجيء اليوم لم يصلوا بسبب هجوم اللصوص عليهم في الطريق.. هذا ببساطة مُقلق، و قد يسبب منع الكثير من المعاملات التجارية لمجرد القلق من طريقة نقل الذهب!

لكنه في النهاية قرر إلقاء افكاره وراء ظهره مؤقتاً، و إكمال طريقه للقاعة.. اليوم لديه عرض ليقوم به!

المئوية الثانية.. هيه~

رجاءً استمروا في دعمكم بالتعليقات على الاقل يا شباب

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=