بعد التأكد من مغادرة روبين للمبنى، وقف احد القديسين الجدد، و صاح. ” بيلي!! على الاقل كنت إستفسر منه أكثر، او حاول المساومة معه، العائلة اولى بهذا الذهب من أي شيئ طائش يفكر في عمله! إن لم تكن تستطع إدارة الموارد فإترك المنصب لغيرك.”
مُسحت الإبتسامة الخفيفة المعهودة من على وجه بيلي، و ألقى لذلك الشيخ نظرة قوية تسبب في وقوعه مجدداً على كُرسيه، ثم بدأ يحرك عينه على البقية بنفس التحديقة…
إستمر هذا الجو الخانق لبضع ثوانٍ لم يقل احد فيهم كلمة اخرى، بعدها عادت الإبتسامة لوجه بيلي، و اشار نحو الخريطة. ” على اي حال، في هذا المكان ارغب ببناء ميدان عام كبير، و هناك ارغب بـ ….”
—————
بعد مغادرة روبين لمبنى البطريرك خرج من المنطقة الإدارية لجولته المعتادة بعد كل إبتكار..
اولاً نحو مطعم العم تيم الذي ما يزال واقف مكانه لأنه في مكان مناسب، و ما يزال جديد، ثم بدأ يتمشى في انحاء المدينة ليرى الأبنية الجديدة، و عمليات الهدم بنفسه.
لكن.. كان هنالك شيئ ما مفقود في جولته.
الطعام لم يكن بنفس طعمه المعتاد، و المشي في الشوارع، و الحدائق لم يجلب له نفس الإبتسامة، و الرضا.
حتى ان بعض الإكتئاب الخفيف بدأ يملأه عوضاً عن هذا…
لم يكن يعلم ماذا حدث لمزاجه اليوم، فقرر الرجوع لقصره مباشرةً، و إنهاء الجولة في منتصفها..
————–
قصر روبين — غرفته السرية — أمام شعله كبيرة من اللهب.
عندما خرج روبين مؤخراً كان له هدف رئيسي، و هو لقاء أحد المسؤولين في المدينة ليخبره انه سيبدأ المزاد على تقنية قانون السعير بعد أسبوعين عندما يُفتتح المزاد مجدداً.
لكن التأجيل لشهرين إضافيين أعطاه فكرة مجنونة.
ماذا لو.. تمكن من صنع التقنية للدرجة الثانية من القانون قبل المزاد الاول؟
روبين سابقاً قام بالتعديل على الدرجة الثانية من تقنية قانون ثانوي، كما ان عين الحقيقة لديه اصبح بإمكانها رؤية الانماط الخاصة بالدرجة الثانية للقوانين بشكل واضح نسبياً بعد الدخول للفروسية، لم يكن هنالك ما يعيقه من المحاولة!
اسبوع سحب اسبوع..
فصل انماط الدرجة الثانية من قانون معين من كل ما يراه أمامه لم يكن سهلاً كما ظن…
كما انه اراد التأكد من شيئ اخر بشكل خاص، عليه إيجاد طرق كثيفة، و إنسيابية للربط بين تقنية الدرجة الثانية، و بين تقنية الدرجة الاولى، و ذلك حتى لا تظهر عنق زجاجة لأحد عندما يصل للمستوى 20… هدف روبين الحالي هو قتل أي سبب يمنع المتدرب، او يؤخره من دخول القدسية!
بعد حوالي خمس اسابيع تقريباً كل الانماط، و الخيوط، و الروابط المهمة كانت قد تشكلت في رأسه بالفعل.. و أمسك بكُتيب فارغ، و قلم.
كتابة التقنية الكاملة للدرجة الثانية من قانون السعير الثانوي، و حتى مع ملاحظات، و ترشيحات لتسهيل الإختراقات، إستغرق من روبين أكثر بقليل من ثلاثة اسابيع.
اخيراً.. أمسك روبين بالكُتيب بيد، و امسك بكتيب الدرجة الاولى باليد الاخرى، ورفعهما عالياً، و بدأ يضحك بشكل هستيري، و هو ينظر لهما.
حتى بالمجهود الذي بذله ليجد قانون اقل مقاماً من الخاص بالعائلة الملكية، فشلت محاولته فشكل ذريع..
قانون السعير السماوي الثانوي اقل مقاماً بالفعل في الطبيعة من الذي تستخدمه العائلة الملكية، لكن الان بعد رؤية النتيجة النهائية للقانون المثالي…
ببساطة هما بنفس القوة، او ربما حتى اقوى قليلاً!
بالطبع هذه المقارنات بالنسبة لقوة الدرجة الاولى، و الثانية من القانون.. هذا لا يمكن مقارنته بأفضلية الدرجة الثالثة التي مع العائلة الملكية.
…حتى بعد مرور بضع ساعات على إكتمال آخر كلمة في الكُتيب، لم يتركه روبين من يده، و كأنه يتأمل في اجمل جوهرة في العالم، لا يدور في رأسه سوى شيئ واحد..
هل اكتب إسمي عليهما.. ام لا…؟
التراث- الشهرة- التاريخ- التخليد…
هذا ما كان يعمل من اجله من الأساس، هذا ما دفعه لترك كل شيئ وراءه، و دخول ذلك الكهف قبل قرن، و نصف بكامل إرادته..
و قد جائت الفرصة اخيراً!
عائلة بورتون لم يعد لها أعداء حقيقيين داخل المملكة، و حتى إن كان لهم، فبوجود عائلتا برادلي، و ألتون كحليفين، و وجود جيش عائلة بورتون نفسه، أي عدو يمكنه إخافته على الساحة في هذه القارة؟
و على المستوى الشخصي هنالك قديسين مستوى 30 من العائلة الملكية يحمونه طوال الوقت.. لماذا عليه ان يخاف إذاً؟ من مَن؟
*هل افعلها…*