في اليوم التالي لمحادثة روبين مع الحكيم ألبيرت، قام بإستدعاء قيصر، و زارا، و 4 فرسان متوسطي المستوى لقصره، حيث بدأت الجلسة السابعة…
“ااااااااااااااااااااااااه”
بعد غياب بضعة أشهر، عادت صرخات قيصر تهز انحاء المنطقة الادارية مجدداً.
لكنها لم تكن شيئاً مقارنةً بأول بضع مرات..
بعدما قام قيصر بتجربة اللهب الرمادي، و عرف انه يصبح اقوى، و بعدما خاض هذه التجربة المؤلمة بضع مرات بالفعل… صرخاته اصبحت أقل بشكل ملحوظ، و مقاومته اصبحت ضعيفة، حتى لم يتوسل مرة واحدة لروبين ان يتوقف.
سبب آخر هو ان زارا أصبحت في المستوى 12، و كمية الطاقة التي تضخها في ظهر قيصر ايضاً إزدادت بشكل ملحوظ!
لكن.. النتيجة النهائية لم تتغير بتاتاً، بعد ساعات من الصياح سقط قيصر مغشياً عليه، و اضطر الفرسان الاربعة لحمله حتى منزله… هذه الليلة ستُغلق الشهر القادم بالكامل بالنسبة له، لن يفعل شئ غير الاستشفاء،
لكن بالنسبة لروبين.. الليلة قد بدأت للتو.
بعد مغادرة قيصر، و زارا، و الفرسان الاربعة، توجه روبين مباشرةً لغرفته السرية، أشعل نار كبيرة، و جلس امامها..
حان وقت إختيار اول تقنية قانون ثانوية عامة في تاريخه كباحث!
هذه المرة لن تُنشر التقنية تحت القسم، و الظروف العدائية، و مقابل اراضي، او خدمات.. بل ستكون كأي ورد عادي يباع، و يشترى.
من سيشتري هذه التقنية بالكثير من الاموال سيحاول الحفاظ عليها بالتأكيد لنفسه، او لعائلته فقط، مع ذلك فهى مقرر لها ان تتسرب مِن من يشتريها عاجلاً ام اجلاً…
لكن هذا لم يحبط روبين، بالعكس.. هذه المرة لن يكتب تقنية اي قانون يخطر على باله، بل ينوي اختيار قانون ثانوي يكون أسوأ فقط من قانون العائلة الملكية!
كأول تقنية قانون عامة.. كأول إرث جيد حقيقي يتركه في هذا العالم.. كل شيئ يجب ان يكون مثالي.
مرت بضع ايام بسرعة…
روبين لم يتحرك من مكانه خطوة، بل إستغرقهم كلهم في النظر للنار امامه لمحاولة الخروج بقطعة مثالية من النمط ليكتب تقنية عنه.
و اخيراً بعد اسبوع كامل وقف مبتسماً، توجه نحو مكتبه، أمسك كتيب فارغ، وقلمه الملئ بالحبر.. و بدأ يكتب عليه مسروراً.
لم يقم من على مكتبه إلا ليأكل شيئاً، او لدخول الحمام، او.. لتعذيب قيصر مجدداً بعد ثلاثة اسابيع.
“اااااااااااااااااااااااااااااااااه…”
و بعد الإنتهاء منه عاد مجدداً لغرفته بصمت.
لو كانت تقنية ثانوية أخرى لكانت إنتهت بالفعل بحلول الأن، لكن هذه.. حتى مع عيون الحقيقة من الدرجة الثانية، تطلبت وقتاً اكثر بكثير من المتوقع.
بعد أسبوعين آخرين.. إكتملت تقنية قانون السعير الثانوي.
كان هذا بلا شك أحد أجمل الايام بالنسبة لروبين… هذه التقنية لم تكن ليحمي نفسه من ضغط احد، او ليقوي بها العائلة ليحمي نفسه، هذه التقنية تُمثل ما كان يريد عمله منذ دخل ذلك الكهف قبل قرن، و نصف.
بالكاد إستطاع الإفتراق عن النظر للكُتيب اخيراً بعد حوالي ساعة، فوضعه في جيب عباءته، و خرج من عُزلته بإبتسامة من الأذن الأذن، حان الوقت لمقابلة أحد العجائز من العائلة…
لكن المشهد الذي رآه فور خروجه من القصر، جعله يتسمر مكانه. ” ما الذي…؟! ”
أسوار المنطقة الإدارية.. قد هُدمت.
عشرات البيوت السكنية، و التجارية حول المنطقة الإدارية يتم هدمها أمام عينه الأن!
تحت طلب روبين، و ميلا ، تم إنشاء القصر ليكون مضاد للضوضاء، خاصةً الغرفة التحت أرضية معزولة تماماً عن محيطها، لذلك لم يدرك روبين أياً مما كان يحصل حوله طالما هو بالداخل.
تحرك بخطوات مسرعة نحو حراس قصره الذين تضاعفوا، و سأل. ” ما الذي يحدث هنا؟ لماذا تُهدم المدينة ؟!”
“العم روبين، انت انهيت خلوتك؟” الحارس الشاب إنحنى قليلاً، ثم اكمل. ” لا شيئ يستدعي القلق، العم بيلي من أمر بهذا، ربما يمكنك سؤاله عن هذا بنفسك.”
“بيلي رجع ليورا؟” إندهش روبين من كلام الحارس، و سأل مسرعاً. ” متى؟ ألا توجد معارك في الاراضي الجديدة شرقاً؟ هل هُزموا؟!”
” كلا كلا، العم بيلي عاد، و بصحبته جزء بسيط من الجيش، و كلهم جاؤوا بأخبار جيدة، لا اعتقد ان الأمر له علاقة بالهزيمة… العم بيلي جاء ليلتقيك فور عودته، لكن عندما علم انك في خلوة رفض مقاطعتك، هو حالياً في مبنى البطريرك يدير شؤون المدينة نيابةً عنه..”
“اوه.. حسناً سأذهب لزيارته.” فرك روبين ذقنه، ثم توجه نحو مكتب البطريرك قائلاً. “اكملوا عملكم الجيد!”
