أخيراً وصل للدوقين ثاني دفعة من نتائج أسياد النقوش طوال شهر كامل…
و لأنهم لم يكن عليهم صنع طلاسم إنفجار نار من المستوى العاشر ايضاً، وصل مجموع ما صنعوه خلال الشهر لـ 140 الف طلسم انفجار نار مستوى سادس، و تم إرسال 70 الف لكل دوق!
و بعد التنسيق بينهم.. بدأت موجة إجتياح اخرى ضد العدو الغافل.
بعد ان تأكدوا، و اطمئنوا ان الدوقين لم يتبقى معهم أي طلاسم في عدة معارك خلال الشهر الماضي، جائتهم المفاجأة كالصاعقة عندما نزلت أمطار الطلاسم مجدداً مُدمرة صفوفهم، و مفجرةً اشلائهم.
التقدم كان مفاجئ جداً، و صاعق جداً لدرجة انه لم يتمكن أحد من الرد في الوقت المناسب، في طرف ثلاثة ايام فقط وصل الدوقات بجيوشهما إلى عواصم الدوقيتين!
اقوى معركتين منذ بدأ الحرب قد وقعتا اخيراً…
مئات الآلاف من الأجساد البشرية إلتحمت لترسم ملحمة من النار، و الدماء.
تم إستعمال كل الطلاسم في المعركتين، لكنهم لم يكونوا كافيين لضمان النصر.. كما توقع روبين تماماً، المعارك التي يتوقف مصير الدوقية عليها لن تنفع فيها مجرد إستراتيجيات.
المعركتين إستمرتا يومان متتاليان، و وقع فيهم مئات الآلاف من الضحايا من كل الأطراف، وأخيراً في فجر يوم الثالث ظهرت نتيجة اول معركة..
الدوق برادلي تمكن من الإنتصار إنتصار صعب بعد خسارة نصف جيشه، و تمكن من قتل معظم قديسي خصومه، و في ظرف ساعتين أخريين تم إجتياح العاصمة، و إرسال جيوش صغيرة لإخضاع ما تبقى من الدوقية..
اخيراً تمكن آل برادلي من تنفس الصعداء… لكن ليس اصحابهم.
معركة الدوق ألتون إستمرت ليوم إضافي بدون مُنتصر واضح!
في اليوم الرابع تمكن قديسي عائلة ألتون من ضرب ضربة قاسمة لخيالة الاعداء مما كبح أحد أهم أذرعهم، و أجبر جيش الاعداء على التراجع ببطئ، و التحصن وراء أسوار العاصمة الهائلة.
هذه لم تكن افضل فكرة ممكنة للدوق المنسحب، لكنها كانت الوحيدة…
ففور دخولهم، و اغلاق البوابات، أعطى الدوق ريموند ألتون الإشارة الخضراء بمحاصرة العاصمة، و إستخدام اسهم مشتعلة، و مجانيق، و كل السبل الممكنة لتدمير العاصمة، و جعل الإستقرار فيها مستحيلاً.
و كان له ما أراد.. بعد اسبوع واحد سقطت العاصمة ايضاً، و لم ينجو أحد سوى بعض قديسين، و فرسان من الاعداء تمكنوا من الهرب.
و هربوا مباشرةً نحو الدوقية الوسطى، دوقية هاريس.. لتكون بؤرة لمحاولة إستعادة ما خسروه.
لكن هيهات…
روبين كان قد طلب دفعة عاجلة من اسياد الطلاسم بالفعل، و أمر ان يتم إرسال كل 60 الف طلسم يتم تجهيزهم.. و الدفعة الاولى قد وصلت.
أثناء فرحة الدوق هاريس بالتعزيزات القوية التي جائته من قديسين، و فرسان.. جائته أخبار عن جيوش عائلة بورتون الثلاثة قد إتحدت، و بدأ الجيش الموحد بالتقدم إتجاه عاصمته مجدداً.
بسرعة تم إطلاق النفير العام في أنحاء ما تبقى من أراضيه، مع أمر تجنيد إجباري لكل ذكر بلغ من العمر اكثر من عشر سنوات.
محذرين من مصير إخوانهم في الشمال، و الجنوب.. حان الوقت للقتال للنهاية من اجل أراضيهم، و حريتهم…
تحركات جيش عائلة بورتون كانت بطيئة جداً مما ساعد الدوق هاريس كثيراً في جمع المزيد من الجنود!
كل النبلاء، و الغير نبلاء.. حتى النساء القويات كان عليهن التوجه للجيش للدفاع عن العاصمة…
خلال اسبوع من الحشد وصل تعداد الجيش لـ 900 الف جندي.
و اخيراً… أتت لحظة الفصل.
موعد وصول جيش عائلة بورتون حسب آخر تقدير هو اليوم.
الحماس، و غليان الدم في عروق الجنود غلب الخوف من القادم، شعور الدفاع عن الوطن، و العائلة غطى على رعب الطلاسم..
الجميع وقفوا في أيديهم سكاكين مطبخ، او فؤوس أكلها الصدأ.. اليوم ستقوم معركة تنشق لها السماوات من الصرخات، و تبتل الأرض لها من الدماء… كل شيئ يعتمد على هذه المعركة الواحدة!
جاءت اخيراً الساعة التي يفترض فيها وصول جيش عائلة بورتون…!!
لكن لم يظهر احد.
مرت ساعة اخرى.. إثنان.. ستة…
الظلام قد حل، و لم يأتي جيش الغزاة!
” ما الذي يحدث هنا؟” صاح الدوق هاريس. ” ألا توجد أخبار من فريق الاستطلاع الجديد؟”
كان هذا سابع فريق إستطلاع يتم إرساله بعد انقطاع الإتصال مع اول ستة، مرت اكثر من ساعة على مغادرتهم، و ما يزال لم يصل له أخبار عن موقع جيش عائلة بورتون او متى سيصلون.
مر نصف يوم آخر في صمت تام، ما يزال الجيش العملاق في حالة إستعداد، لكن الحماسة إختفت بشكل واضح… الجنود اقل من المستوى الثالث لأساس الطاقة، و الفانون بدأوا يشعرون بالنعاس.
“سيدي الدوق، سيدي الدوق!” شخص جاء مسرعاً على حصان حربي نحو اسوار العاصمة، ثم قفز الفارس من عليه نحو اعلى السور، و ركع أمام شخص يجلس على عرش عالٍ. “لدي أخبار من مدينة فوكاتا!!”
“هاه؟ أهذا وقت مناسب للإستماع للمشاكل الداخلية؟” ملامح الدوق سائت. ” اترك هذا جانباً للأن!”
” المدينة تحت الهجوم!!” صاح الفارس قبل ان يأخذه الجنود للجانب. ” جيش عائلة بورتون من 50 الف جندي تقريباً كان يهاجم الاسوار عندما اسرعت إلى هنا، المدينة فارغة تقريباً من الجنود لأن جميعهم هنا.. لابد انهم أحرقوا المدينة بحلول الأن!!”
“ماذا تقول؟!” وقف الدوق مندفعاً.
مدينة فوكاتا كانت في على بُعد مئتي ميل شمال العاصمة… و جيش من 50 الف فقط؟ ألم يكن جيش عائلة بورتون قرابة الـ 300 الف؟ هذا لم يكن منطقي ابداً..
خلال الساعتين القادمتين توالت تقارير مشابهة تباعاً. تمت مهاجمة 4 مدن آخرين، و تم رصد جيش مكون من 50 الف جندي متجه نحو مدينة سادسة.
إحدى تلك المدن تقع خلف العاصمة!!