بعد يومان من هذا اللقاء، إكتمل تقسيم الجيش لثلاثة جيوش متساوية في كل شيئ.

ثم أنطلق أحد الجيوش بقياده القديس ديفيد، و مُساعده بيلي نحو الجنوب ، و تحرك الثاني بقيادة البطريرك براين و مُساعده جوليوس روفوس نحو الشمال،

وجهتهما كانت شمال، و جنوب دوقية هاريس، و تحديداً إختيار مسار كثيف المدن، و ايضاً لقطع المساعدات التي تصل من، و إلى الدوقيتين الجارتين… تاركين الجيش الأوسطي ليكون بقيادة روبين، و مُساعدته ميلا برادلي.

بعد ثلاثة ايام أخرين ، وصل الجيشان للنقط المتفق عليها، و بعد التواصل بين ثلاثتهم.. تم إعطاء الضوء الاخضر للغزو!

في ظرف يوم واحد إقتحمت الجيوش الثلاثة حدود مملكة المياة الراكدة من ناحية دوقية هاريس في نفس الوقت، و بدأوا بمهاجمة كل المدن الحدودية!

في ظرف بضع ساعات فقط، و قبل ان يتمكن أحد من إبداء أي ردة فعل، كانت الجيوش الثلاثة سيطرت على 10% من الدوقية.

الفزع إنتشر بين سكان دوقية هاريس، لكن ليس اليأس..

بسبب الحرب مشتعلة عند جيرانهم منذ شهران تقريباً، كل النبلاء وضعوا جيوشهم في حالة إستعداد، سواءً من اجل تحصين أنفسهم، أو من اجل إرسال مساعدات لجيرانهم.

لهذا فعند كل عائلة ماركوس، عائلة فيسكونت، و حتى عند كل عائلة بارون يوجد جيوش واقفة تعدادها عشرات الآلاف تنتظر الأوامر.

ما شجعهم أكثر أن العدو دخل بثلاث جيوش متفرقة مما جعل الكفة متوازنة بعض الشيئ عندما تظهر احد جيوش العدو.. بدلاً من محاولة جمع جيش عملاق لقتال 300 الف شخص، الان يمكن لقواتهم التصدى للعدو القادم بمفردهم.
أو هذا ما كانوا يحسبونه…
في الاسبوع التالي تم تدمير جيوش 3 بارونيات، و فيسكونتية… اقل واحد منهم كان فيها جيش تعداده 50 الفاً!!

الناجون قالوا انه حتى بعد تطبيق بعض تقنيات تخفيف أضرار الطلاسم، فطلاسم انفجار النار امطرت عليهم بغزارة، و كأن الجحيم قد نزل عليهم.

من اجل إعطاء انفسهم قواعد ليدافعوا عنها، و اماكن يناموا فيها سريعاً، لم يبخل ربين في إستخدام طلاسم انفجار النار هذه المرة…

في الأربعة مواجهات إستخدمت جيوش عائلة بورتون اكثر من 120 الف طلسم بشكل مُجمع!

كضربة السوط، فجأة وجدت الدوق هاريس نفسه فاقداً لـ 40% من أراضيه في الاسبوع الاول من الغزو.

اليأس بدأ اخيراً يتسرب لقلوب العامة… لو إستمر الغازي بهذه الوتيرة فسيأكل الدوقية بالكامل في وقت قياسي، لكن الخبراء اخذوا يطمئنوهم ان هذا مجرد زخم في البداية، وأن الغزاة بالتأكيد لم يعد لديهم أي طلاسم، و انهم سيتوقفوا مما سيعطيهم فرصة لعمل هجوم مضاد.

و بالفعل بدأ الناس يصدقوهم، و بدأت المعنويات ترتفع.. ففي خلال الاسبوع التالي لم يتقدم احد الجيوش الثلاثة مجدداً، و إكتفوا بتدعيم القلاع التي سيطروا عليها.

حتى..

جائت اخبار ان جيشان من الثلاثة اتحدوا، و هاجموا الماركوسية الوسطى، و سيطروا عليها بالكامل، ثم عادوا للإنفصال، و كأن شيئاً لم يكن.

بالكاد بدأ الاسبوع الثالث منذ بدء الغزو، لكن عائلة بورتون سيطرت على 65% من اراضي الدوقية بالفعل!!

لكن الآن فعلاً كلام خبرائهم بدأ يتحقق… في تلك المعركة الاخيرة إستخدم روبين اكثر من 60 الف طلسم انفجار نار، مما قضى على المخزون بالكامل.

كان امام روبين قرار صعب عند هذه النقطة… هو بالفعل قام بتدمير شريحة كبيرة من جيش عائلة الدوق هاريس سابقاً داخل اراضي الدوق ألتون، حيث قتل لهم بضع قديسين، و مئات الفرسان، و دمر جيشاً عريضاً قوامه 300 الف جندي.

لذلك فلو تحرك الأن للأمام، حتى بغض النظر عن الطلاسم، هنالك إحتمالية كبيرة ان يتمكن من إبادة ما تبقى من عائلة هاريس، و يحكم قبضته على الدوقية.

لكن… حتى الأرانب تعض عندما تحشر في الزاوية.

بدأ قتال *اخير* ضد عائلة هاريس التي تقاتل من اجل البقاء، و بدون طلاسم، سيسبب خسائر فادحة بالمعنى الحرفي للكلمة، حتى لو انتصر في النهاية.

هذه الغزوة من اجل المكاسب، و بسط النفوذ، و ليست مسائلة حياة، او موت، لذلك فالإنتصار بهذه الطريقة لم يكن له فائدة.

و فعلاً، اخذ روبين القرار، و توقف عن أي تقدم للأمام بعد تلك النقطة…

لكن لم تتوقف المعارك..

بسبب التقدم السريع، الجيوش الثلاثة إهتموا فقط بقوات العائلات الكبرى، و تجاهلوا العائلات الصغيرة التابعة، و تجاهلوا التمردات، ببساطة تركوا كل شيئ يحترق خلفهم…

لذلك، و بعد إسبوع اخر من عمل تحصينات على طول الجبهة مع ما تبقى من دوقية هاريس، أصدر روبين الأوامر بالنظر للخلف قليلاً، و بدأ التعامل مع السكان الأصليين، و العائلات الفرعية.

… من قبل منهم التبعية لعائلة بورتون سلم هو، و أهله، و من رفض، او جائت معلومات إستخبراتية انهم يحاولون القيام بتمرد، تم القبض على عائلته كلها، و إرسالهم ليورا كعبيد.

الفوائد التي عرضها روبين على العائلات هناك كانت هائلة، و معظمهم يعرف بالفعل ما فعلته عائلة بورتون في أراضيهم الجديدة التي اخذوها من دوليفار و مدى النهضة التي حققوها للشعب الأصلي هناك.. و لهذا خضع الكثيرين بدون قتال

أما من أراد النصر، او الموت، ففيلق الرياح قام بالواجب معهم… يمكن القول ان اسواق عبيد مدينة يورا اصبحت اكثر الأسواق اكتظاظاً في المملكة كلها.

.. بشكل عام هذه المسائل الداخلية، و محاولة إخضاع الاراضي أثارت سُخط الدوق هاريس الذي إعتبرها إهانة لوجوده، و ان عائلة بورتون قد إعتبرت هذه الاراضي ملكهم بالفعل.

لكنها كانت اخبار جيدة ايضاً.. ان الغزو قد توقف حالياً.

الدوقان على الحدود ايضاً تنفسوا الصعداء اخيراً بعد ان كانوا خائفين ان القادم الجديد قد يحاول دعم رفاقه ضدهم… الأن، و اخيراً قد توقفت الجبهات الثلاثة، حان وقت التنسيق لهجوم مضاد لدفعهم للخلف!

لكن فترة الاحلام، و الراحة القصيرة انتهت… فقد بدأت جيوش ألتون، و برادلي بالتحرك مجدداً، مُستخدمين عشرات آلاف الطلاسم لشق طريقهم للأمام مثل السكين الساخن في الجُبن.

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=