” ها قد جلسنا..” تحرك البطريرك براين لأقرب كُرسي. ” هلا أخبرتنا لماذا جمعت الجيش هنا؟”
” هذا سيأتي في وقته.. هلا قام أحدكم بحصر عدد قواتنا هنا بالكامل اولاً؟ فقط ليكون الجميع على عِلم بوضعنا العسكري.” تكلم روبين.
” لو إحتسبنا الجيش الذي ظل هنا، و جيشي انا، و جيش عائلة روفوس، و القوات التي جائت لنا كدعم من أراضينا الجديدة، فإسمحوا لي انا أُلخص لكم الوضع..” وقف القديس ديفيد، و توجه للخريطة الكبيرة المرسومة على الارض للمنطقة، و بدأ يُحرك قطع من عليها. ” لديها حالياً :
320 الف جندي منهم حوالي 20 الف خيالة.
1000 فارس يستعملون قوانين ثانوية.
حوالي 3200 فارس يستعملون قوانين أساسية.
21 قديساً، و اخيراً 70 الف طلسم ناري فقط، مع وفرة من الطلاسم من بقية الأنواع.”
الجميع أعطوا زفيراً طويلاً بعد سماع تلك الارقام، خاصة الماركوس جوليوس ذُهل عندما سمع عن اعداد الفرسان، و الطلاسم… الجيش الأن يحتوي على أكثر من 4 الاف فارس، هذه الاعداد لا تظهر في حروب الدوقيات حتى! و 70 الف طلسم؟ كيف لأي جيش ان يصمد امام مطر من 70 الف طلسم ناري؟
الأن تأكد مجدداً من ان خياره كان الصواب.. بل الوحيد.
“جيد.” أومئ روبين مبتسماً، مطمئناً بعد سماع الحالة الحالية للجيش. ” ولا داعي للقلق بشأن اعداد طلاسم النار ايضاً، اصبح لدينا اكثر بكثير من مجرد 70 الف الأن.”
“اوه؟” تفاجئ البطريرك. “هل انت متأكد؟ كنت اُشرف على أسياد النقوش قبل بدأ الحرب، و لم يكن يوجد سوى الكمية التي أخذناها معنا.. من اين جاء المزيد؟”
”أصدرت أمر بأن كل أسياد النقوش يجب ان يعملوا على طلاسم انفجار النار فحسب، و بشكل مكثف، مر على هذا 40 يوم.. و قبل اسبوع وصلت اول دفعة من نتاجهم… وصلنا 120 الف طلسم انفجار نار مستوى 6 ، و بضعة آلاف طلسم انفجار ناري مستوى 10!”
“مـ ماذا؟! كيف للـ 480 سيد نقوش ان ينتجوا معدل 4000 طلسم يومياً؟” صُدم الجميع من هذا الرقم، 120 الف طلسم خلال شهر واحد!!
” هذا طبيعي بعد التدرب على تقنيات الروح طوال تلك السنين، الأن أقل واحد فيهم يمكنه عمل 5 طلاسم انفجار نار يومياً، و الكثير منهم يمكنه عمل حتى 15 طلسم انفجار نار يومياً! عندما نُقصي كل الطلاسم الاكثر صعوبة من المعادلة، و يكون تركيزهم بالكامل على طلاسم انفجار النار من المستوى السادس، هذه النتيجة كانت متوقعة.” رد روبين بثقة ثم اكمل. ” و بهذا يكون حالياً معنا 190 الف طلسم من نوع إنفجار النار.”
“هذا..” البطريرك تمتم لنفسه، ثم سأل. ” ما الذي تنوي فعله بكل هذا؟”
وقف روبين، و تقدم نحو الخريطة، ثم أزاح القطع بإتجاه الشرق. ” سنغزو المياة الراكدة.”
“اخخخخ كنت اتوقع هذا…” تنهد ديفيد.
“انا ايضاً اظنها فرصة جيدة، لكن لا اعتقد ان الدوق جالان برادلي، و الدوق رايموند ألتون سيحبان خرقك للإتفاق بهذا الشكل.” دق البطريرك على الطاولة.
حتى ميلا عقدت حاجبها قليلاً بعدما سمعت هذا، الإتفاق كان ان يأخذ روبين جزء من اراضيهم القديمة مقابل ان يتقاسموا هم اراضي المياة الراكدة وحدهم!
” اعتقد ان الإتفاق لم يعد له فائدة منذ اضطرننا لمحاربة 3 جيوش بمجموع 480 الف جندي من اجلهم،” شخر روبين، ثم عاد ليجلس مكانه. ” لكن لا تفكروا كثيراً، انا كنت على تواصل مع كلا الدوقين الفترة الماضية.. بعد إنتصاراتنا الكبيرة خف الضغط عليهم، و تمكنوا من التقدم مجدداً بحيث توغل كلاهما، و تمكنوا من السيطرة على 50% من الدوقيتين اللتان قاما بمهاجمتنا… لكن الطلاسم لديهم نفدت تماماً.
و الدوقية الوسطى تخلت عن أحلام الغزو الإنتقامي طالما نحن هنا، و بدأوا بإرسال تعزيزات مجدداً للدوقيتين الاخريين، بهذا الوضع الجديد أصبح اكمال التوغل مستحيلاً، سيتوقف جالان، و ريموند عند ما حققوه حتى الان و يحاولون تحصينه، أو… نتدخل نحن، و نعطيهم فرصة لإلتقاط أنفاسهم للتقدم مجدداً.”
” الوضع بهذا السوء..؟” ميلا سألت قلقة، لم يخبرها والدها بشيئ خشية ان تقلق عليهم، و تحاول اللحاق بهم.
أومئ البطريرك. ” طبيعي ان تنتهي طلاسمهم، نحن رأينا بأعيننا جزءً من استراتيجيات العدو لزيادة إستهلاك الطلاسم، حقيقة انهم تقدموا لـ 50% من هدفهم قبل ان تنتهي الطلاسم يدل على عبقرية حربية لدى كلاهما… إذاً؟ ما الخطة؟ هل اتفقت معهما على شيئ؟”
” سنهاجم الدوقية الوسطى، دوقية هاريس، هذا سيمنع أي تعزيزات للجانبين، و يهون الوضع على جالان، و ريموند.” أعلن روبين، ثم أضاف. ” اما حالياً سيتحول الدوقين لوضعية الدفاع حتى يصل لهم الدعم منا، و الدعم هو تخصيص ناتج الشهر القادم من الطلاسم، و إرسال 60 الف طلسم انفجار ناري مستوى 6 لكلاً منهما لمساعدتهما على إكمال شق طريقهما للأمام.”
” ستعطيهم 120 الف طلسم..” سأل البطريرك مستغرباً. ” انت اخذت من الدوق جالان حوالي 15% من اراضيه، و من الدوق ريموند حوالي 30% مقابل 60 الف فقط!”
“كان هنالك جوانب اخرى في الاتفاق، لماذا تذكر الاراضي، و الطلاسم فقط؟” قهقه روبين، ثم اضاف. ” لا تقلق، اتفاقي المبدئي الجديد معهم لا يضعنا في موقف اسوأ من السابق.”
“إن كان هذا ما تقوله..” رفع البطريرك كتفيه و أراح ظهره على الكرسي، روبين كان جلاد عندما يأتي الأمر للمساومة، هو جرب هذا بنفسه اكثر من مرة.
” جيد، طالما كل شيئ تم شرحه، أبدأوا بتقسيم قواتنا لتكوين 3 جيوش متكافئة في كل شيئ، بعدما قضينا على شريحة كبيرة من قواتهم لا يجب ان نمشي بخط مستقيم، و نخاطر بأن تتم محاصرتنا، سندخل الدوقية من 3 نقاط، و نأكلها من ببطئ من الأسفل لأعلى… رجاءً ابدأوا الإستعدادات من الان، سنبدأ الغزو الشامل هذا الإسبوع!”