الأيام التي تلت إستسلام عائلة روفوس كان فيها اكثر من مجرد مشاكل علاقة روبين الرومانسية..
بل رياح التغيير ضربت الجميع.
فالجينرال ديفيد قسم جيشه لكتائب من عشرة آلاف جندي، و نشرهم في كل ماركوسية تاوي سابقاً، مهمتهم هى إخضاع المدن، و النبلاء، و البحث عن كل ما يحمل إسم *تاوي* لإرساله للعمل للأبد في المناجم، او بيعه كعبد.. الماركوسية كانت حرفياً على قدم، و ساق.
اما البطريرك فالأمور عنده سارت بشكل أفضل بعض الشيئ، بعد موافقة قديسي، و فرسان عائلة روفوس على إتلاء القسم المراد تحت إشراف بيلي بورتون، كل شئ بعد ذلك تقدم بسهولة.
عادوا جميعاً من مدينة يورا كأتباع مُخلصين، و أبديين لعائلة بورتون – سواءً شاؤوا أم أبو – و بدأوا ممثلهم الجديد جوليوس روفوس يُطلع البطريرك على كل كبيرة، و صغيرة في أراضيه، و يكشف له كل الأسرار ككتاب مفتوح…
و في المقابل آمنهم البطريرك على أهاليهم، و حتى انه اعطاهم تقنية القانون الثانوية التي صنعها روبين، و ان منصب رئيس عائلتهم -ماركوس- سيبقى كمان هو، بل و تم ضم أراضي عائلة تاوي لتكون تحت مسؤوليتهم ايضاً!
أما بيون.. فبالمساعدة الهائلة التي أتاحها له روبين من حيث المال، و الرجال، سارت مهمته بكل سهولة.
فقد أرسل إعلانات لكامل دوقية برادلي يقول انه مستعد لشراء كل من اسم عائلته كامدين بعشرة اضعاف سعر العبد العادي، و أرسل فرسان فيلق الريح للتقصي في كل منصات، و تجار العبيد، كما انه ارسل جيشاً صغيراً لأراضي عائلة كامدين سابقاً، و بدأوا بالبحث من أجله.
و على هذا تمكن من حشد 4 الاف إبن للعائلة بدون جهد يُذكر، و ما تزال هنالك مؤشرات انه سيجمع المزيد!
صحيح انه لم يكن بينهم فارس واحد، و الكثير منهم كُسرت إرادته بعد العيش كعبد لأكثر من عقد من الزمن.. إلا ان مأساة هذه العائلة قد وصلت أخرها اخيراً.
و في اليوم الذي أعلن مرور شهر كامل منذ إنتهاء غزو الماركوسيتين… اختفى جيشا عائلة بورتون تحت جناح الظلام بدون سابق انذار.
———————-
بعد بضعة ايام- اقصى شرق دوقية ألتون
“هاهاها، عودة حميدة ايها البطريرك!” القديس ديفيد وقف محيياً بعدما دخل البطريرك لخيمة القيادة
” تسك~ المرة القادمة انت من ستذهب للمهمات البعيدة!” قهقه البطريرك ايضاً، و صافح ديفيد، ثم شاح بنظره نحو الجانب. ” أيها الشقي، لماذا طلبت جمع الجيش هنا مجدداً؟ ألديك معلومات اننا سنستقبل غزو اخر؟”
قبل بضعة ايام تواصل روبين مع البطريرك، و القديس ديفيد و أخبرهم ان يجمعوا كل القوات، و يجتمعوا عنده في أقرب وقت، لكنه لم يعطي اسباب.
“هيهي أهلاً بك يا عمي، جئت في الوقت المناسب، سأشرح لك كل شيئ.. لكن ألن تُعرفنا على رفيقك؟” إبتسم روبين ناظراً للأشخاص الذين دخلوا وراء البطريرك.
بعضهم هم القديسين من عائلة بورتون الذين ذهبوا معه، لكن واحد منهم غريب اول مرة يراه، رجل وسيم في منتصف العمر مع شنب حاد الجوانب، و هالته بلا شك هى الاقوى في هذه الخيمة.. قديس مستوى 28!
“اه، هذا؟” عاد البطريرك خطوتين، و وضع يده على كتف الشخص الغريب. “اُعرفكم.. هذا جوليوس روفوس، البطريرك الحالي لعائلة روفوس العريقة.. الاخ الصغير جوليوس، هذا روبين بورتون الذي كلمتك عنه.”
“روبين بورتون… اها اعتذر، معالي روبين بورتون…” تقدم جوليوس، و اعطى انحناءة صغيرة. ” لطالما تسائلت كيف لعائلة بورتون ان تحرك جيشها بنية القضاء علينا لأننا أظهرنا نية قتل شابين صغيرين، لكن عندما اخبرني الاخ براين عنك فهمت… القدر لعب لعبته على ماكسيموس، و إبنه، لقد كانا في عداد الموتى منذ اختاروك هدفاً.”
“هاه، من الذي تدعوه بالأخ يا ولد؟” ضحك البطريرك. ” لا تصدقوه يا جماعة، انه ما يزال لم يتم عامه الـ 500 بعد، انه عبقري حقيقي، و بالتأكيد سيصل لقمة القدسية يوماً ما، و ليس عجوز مثلي كما يدعي.”
“اوه؟ يبدو ان عائلة روفوس ستشهد تغيير في القيادة حتى إن لم نتدخل إذاً… لا داعي للرسميات ايها الماركوس جميعنا في نفس الصف الأن، ربما لعبة القدر على بطريرك السابق ستعود بالنفع على عائلتك مستقبلاً.” ضحك روبين في المقابل، ثم سأل فجأة. ” لكن ما الذي تفعله هنا؟”
إبتسم جوليوس. ” انا هنا لنفس السبب الذي ذكرته، معالي روبين، طالما اقسمنا علي الولاء الكامل لعائلة بورتون لمدة ألف عام، فسنفعلها كما ينبغي.. ارجو فقط ان لا تكون بخيلاً معناً.”
“هممم؟”
“عندما علم الماركوس أننا مغادرون طلب المجيء معنا، جلب معه 9 قديسين متوسطي، او عالي المستوى، و جلب معه 400 فارس، و 40 الف جندي… انا لم أرى سبباً للرفض فسمحت له.” تدخل البطريرك، و أوضح.
أبدى روبين ملامح الدهشة… حتى مع وجود القسم الذي يقيد حريتهم، كان من المفترض ان تكون عائلة بورتون مكروهة حتى النخاع من قِبلهم الأن، و لهذا لم يستدعيهم روبين للقتال الأن، فلا فائدة من جلب شخص ليقاتل حرباً لا يريدها، سيكون عبئ لا اكثر.
الخطة كانت تركهم في أراضيهم ليديروها نيابةً عنه، و يرسلوا له ضرائبها، و خيراتها سنوياً، و ربما مع مرور السنين، و تليين رؤوسهم بالفوائد قد تتقارب العائلات اكثر، و عندها يضع وجودهم في اعتباره، لكن الأن هم من بادروا بالإنضمام لهم؟
أطال روبين النظر نحو جوليوس روفوس المبتسم امامه.. *هذا الرجل ليس سهلاً…*
“لو كان بيدي لجلبت معي باقي قديسي، و فرسان العائلة، لكن كما تعرف نحن نحتاج قوات الأن في أراضينا للمساعدة في تغيير نظام الإدارة، و ايضاً لمساعدة معاليك في إحكام السيطرة على اراضي ماركوسية تاوي سابقاً.” تكلم الماركوس موجهاً كلامه لروبين.
“اها بالطبع انا أتفهم، لو كان غير ذلك لكنت أمرت برجوع جزء من جيشك.. واضح انك فكرت في كل شيئ، سيد جوليوس..” تمتم روبين مبتسماً، ثم أشار نحو الطاولة. ” تفضل اجلس، تفضلوا جميعاً يا سادة دعونا نبدأ اجتماعنا.”