“….- هذا هو الموقف كما أراه تماماً.” إتصل البطريرك بروبين، و بدأ يحكي له ما يراه. ” و حالياً ممثل العائلة الجديد المدعو جوليوس روفوس يستسلم بشكل كامل.. بصراحة شكلهم يخيفني، اعداد الفرسان، و القديسين مخيفة، لو قرروا القتال لأخر رمق من خلف اسوار المدينة كانوا سيحدثون بنا الكثير من الخسائر.. برأيك ماذا افعل الان؟”
” امم إمم ممتاز، كل شيئ ممتاز! إقبل إستسلامهم بالطبع، بشرط ان يقسم كل القديسين، و الفرسان في عائلتهم على الولاء لنا، و عدم تسريب أسرارنا.. اخبرهم اننا سنساعد عائلتهم، و نقويها أيضاً كتشجيع لهم حتى لا يرفضوا” جاءه الرد سريعاً.
“…يا فتى اخبرني بصراحة الحقيقة، أكنت تتوقع هذا؟” سأل البطريرك، تاركاً قديسي، و فرسان عائلة روفوس ما يزالوا في وضعية ركوع.
كان روبين من أخبره يبطئ في مسيرته نحوهم قدر الإمكان، و يحاول إستعراض قوة الجيش فحسب، و الأن بوصوله وجد هذا المنظر الذي ما كان يحلم به في يوم من الأيام..
الماركوس ماكسيموس روفوس.. هذا الشخص ما كان سيلقي عليه التحية لو رأه قبل عشرون عاماً، و الأن رأسه معلقة أمام مدينته كقربان لتهدئة غضبه، و إيقاف الحرب.. البطريرك حتى الأن لم يكن يستطيع إستيعاب ما يجري!
“هاهاها كان لدي حدس فحسب… المهم، إن قبلوا ان بشروطنا، ارسلهم لهرم القسم في يورا، و ارسل معهم قديس من عائلتنا ليرافقهم، و يتابع عملية تلو القسم عليهم.. بيلي عندك، صحيح؟ ارسله هو معهم سيكون مثالي للمهمة.”
“نرسل الذئاب لمدينتنا الفارغة؟ و ماذا إن هربوا؟ لا لا سأنتظر حتى يجتمع فيلق النار، و بقية قديسي العائلة، و أرسلهم معهم كمرافقين..” رفض البطريرك مباشرةً.
” لا داعي، فقط إحرص ان تحاصر المدينة، و تقبض على عائلات القديسين، و الفرسان قبل مغادرتهم لنتأكد انهم لن يلعبوا بذيلهم، هذا سيكون كفيل بالمهمة~”
“اقبض على عائلاتهم…” همهم البطريرك. ” بصراحة اخاف ان اجرب شيئ كهذا، أخشى ان الوضع المسالم قد يُقلب لحرب، و يهاجمنا كل هؤلاء، اعداد الفرسان، و القديسين معي قليلة جداً..”
” لا تقلق، لو انت خائف فهم مرعوبون.. فقط افعلها كما اخبرتك.”
“… فليكن.”
على بعد مئات الكيلومترات شرقاً…
روبين هو جالس على سريره في خيمته الخاصة، وهج الخاتم على يده إختفى اخيراً.
“اممم؟ من كان هذا يا روبين؟” ميلا التي كانت ترقد بجواره بثياب النوم سألت بصوت منخفض.
“لحظة و سأجيب يا قلب روبين..” قهقه، ثم ادخل روحه لخاتمه مجدداً… “بيون، هل تسمعني؟”
“أمرني يا أبي.” كلمات ظهرت في رأس روبين، كانت من بيون.
“انتم ستمكثون عندكم في ماركوسية روفوس لبضع ايام حتى يتم موضوع القسم، و تسليم السُلطة، و خلافه… في تلك الأثناء اريد ان تبدأ البحث عن أقربائك، لابد ان جزءً كبيراً منهم تم بيعهم كعبيد في دوقية برادلي، خاصةً في ماركوسية روفوس بما انهم من هاجموكم في البداية…
يمكنك إستغلال فيلق الرياح معك بالكامل في هذه المهمة، و خصص بضع آلاف من الجنود لمساعدتك بدلاً من جلوسهم في الخيام، إجمع من تستطيع من عائلتك، و إشتري حرية من تستطيع، لا تضع حساباً للذهب ايضاً… بعد ذلك توجه لأراضي عائلتك القديمة، و أبحث عن ما تبقى منهم على قيد الحياة مختبئا، او شئ كهذا، و إجمع ايضاً العائلات الصغيرة التي أقسمت ولائها لكم.. اعتقد انك فهمت الفكرة، إجمعهم كلهم مجدداً تحت رايتك، و بسرعة.”
“هذا..” رد صغير جاء من بيون بعدها سكت لبضع ثوان. ” شكراً لك.. شكراً لك..”
روبين لم يكن يعلم ان بيون إنفجر باكياً في لحظات السكوت هذه… في الحقيقة حتى بيون لم يفكر في هذه الإحتمالية حتى هذه اللحظة.. عتق رقاب عدد كبير من العبيد بالتأكيد سيكلف الكثير من الذهب، و الطاقة البشرية في البحث، مع ذلك روبين فتح له كل الموارد.
“هيييه~ يوم لطيف..” روبين تمطع بعدما أنهى الإتصال مع بيون، و تكلم بإبتسامة.
“هاي! ماذا يحدث هناك؟ أكل شيئ بخير؟” سألت ميلا مجدداً، هذه المرة بنبرة غاضبة.
إلتفت روبين ناحيتها، تفحصها من الأعلى للأسفل، ثم أومئ بقوة، و بشكل جاد. ” اجل اجل، هنالك اشياء كثيرة حصلت، و اشياء كثيرة ستحصل.. لكن الموضوع سري جداً، و لا يمكنني قوله على الملئ، قد يسمعنا احد! اعطني اذنك لأطلعك على تقنيتي السرية الجديدة…”
“تقنية سرية ها..” سألت ميلا بإبتسامة ساحرة، ثم لطمت روبين على جبهته فأسقطته من فوق السرير. ” إحتفظ بالأخبار لتخبرني بها بعد الزواج إذاً!”
“اللعنة! إن لم تريدي الاقتراب من فقومي من على سريري، او ارتدي شيئاً، كم مرة سأقولها لك؟!” روبين قام منفعلاً، و ألقى عليها خدادية كانت بجواره.
ميلا بدأت تتبع هذا الاسلوب المدمر للأعصاب مؤخراً، عندما تراه متجه للنوم، او في خلوة بشكل عام تذهب، و تقضي معه الوقت بملابس خفيفة.
” هذا ما جنيته على نفسك ايها الوغد الأناني!!” ميلا أمسكت نفس الخدادية، و رمتها عليه.
“هاه؟ ماذا حدث لكل هذا؟” سأل روبين متفاجئاً، و ترك الخدادية تلبس في وجهه.
” ماذا حدث؟! ما خطب كل أولائك القديسين الذين ظهروا في عائلة بورتون هاه؟ و كلهم تغيرت معالم طاقتهم، و تقنية القوانين الخاصة بهم، كل واحد فيهم يمكنه قتال شخص اعلى منه بمستوى كامل الأن.. أتقول ان هذا حدث بدون تدخل منك؟ أتحسبني عمياء؟ لا اصدق انك إبتكرت شيئ كهذا يخص القديسين، و لم تخبرني انا خطيبتك!!” صرخت ميلا منفعلة، ثم اخذت نفس عميق، و اكملت. ” انا اقسمت بالفعل على لوح قسم أمامك على حفظ أسرارك قبل سنوات عندما بدأت العمل على الطلاسم، لماذا ما زلت تخفي عني اشياء يعرفها الكثيرين؟ هذا ليس عدلاً.. حتى إن لم اكن خطيبتك فأنا ما زلت اعمل من اجلك!”
“اها، بالنسبة لهذا…” بدأ روبين يحك رأسه محرجاً امام انفجار ميلا. ” منذ متى، و هذا الموضوع يضايقك؟ شهور؟ سنوات..؟ لماذا لم تتكلمي إلا الأن…”
” لو كنت مهتم كنت عرفت لوحدك.” قالت ميلا بصوت منخفض ثم إلتفت بغضب.
حبي ميلا