أخبار فتح ماركوسية تاوي، و الذي وُصف بأنه فريد من نوعه في التاريخ، إنتشرت كالنار في الهشيم.
القضاء على عائلة ماركوس ضخمة، و كأنهم يتمشون في نزهة.. اسطورة اخرى أُضيفت لإنجازات عائلة بورتون العسكرية، و لمعت صورتهم أمام الجميع اكثر.
لكن أبناء عائلة روفوس لم يستقبلوا الاخبار كما الاخرين.. كل كلمة سمعوها عن هذا الأمر بدت، و كأنها حكمٌ بالإعدام!
خاصّة الأخبار التي تقول ان كل من يحملون اسم عائلة تاوي تم إرسالهم للعمل في المناجم، او للبيع في اسواق العبيد!!
موقف عائلة روفوس حالياً لم يكن افضل حالاً، مع ان البطريرك براين لا يملك سوى 70 الف جندي، و ما يزال لم يصل لقلب أراضيهم بعد.. إلا انهم حتى الان لم يستطيعوا سوى تجميع 60 الف جندي، و معنوياتهم كلها في الحضيض!
عندما يخسروا الخسارة الحتمية… هل ستتم معاملتهم بنفس الشكل؟!
لكن عداء عائلة بورتون مع عائلة تاوي معروف، و مُبرر، يمكن القول ان عائلة تاوي هى من بدأت بالتنمر قبل عشرون عاماً، و أنهم يستحقون ما حدث لهم.. لكن ماذا عنهم؟
ماذا فعلت عائلة روفوس لتستحق هذا المصير؟
و بعد يوم واحد من اخبار سقوط ماركوسية تاوي، و عندما كانت معنويات الجميع في أقل نقطة، وصل الماركوس تاوي شخصياً لمدينة عائلتهم الرئيسية، و معهم بضع قديسين، و حفنة فرسان… لقد قرر ان يكون هذا معقله الاخير، و جاء ليقاتل معهم حتى اخر رمق، لعل المعجزة قد تحدث.
إستغل الماركوس ماكسيموس روفوس مجيء هذا الدعم عالي المستوى، و خرج ليخطب في جنوده، و ابناء المدينة ليرفع معنوياتهم بأن لديهم أمل الان، لكن لسوء حظه.. لم تظهر إبتسامة، و لم ترتفع صيحة تحية لخطابه
بل في الحقيقة إزداد الوضع سوءً.
حيث بدأ الجميع يتكلمون ان إيواء أبناء عائلة تاوي لديهم يعد إستفزاز إضافي لجيش عائلة بورتون، و ان الأن عقابهم سيتضاعف!
فكرة النصر لم تخطر على بال احد… فقط مدى سوء الهزيمة، و مدى قبح العواقب…
في تلك الأثناء بدأت أخبار تسري حول المدينة ان الخلاف مع عائلة بورتون كان بسبب إبن الماركوس الغبي الذي إفتعل مشاكل مع قيصر بورتون في الماضي.. كما انه زاد الطين بلة، و حاول قتل شخص مهم من عائلة بورتون في وسط شوارع مدينة يورا!!
لم يكن معروفاً من مصدر الأخبار التي إنتشرت بين العامة، و بين افراد الجيش، لكن مفعولها يمكن توقعه..
*هل تُهدد عائلتنا بالإبادة بسبب.. إبن الماركوس؟*
الخوف تحول لحقد، و الرجفة تحولت لغليان.. المدينة قامت بثورة.
الناس خرجوا في الشوارع فأحرقوا كل ما فيها، و هاجموا المنطقة الداخلية المحصنة التي يسكن فيها الماركوس، وعائلته المقربة.
الجنود ألقوا أسلحتهم، و طالبوا بتسليم ريموس روفوس لعائلة بورتون كقربان، و إعطائهم ما يريدون للتعويض عن خطاياه.
مواجهاً عصيان عام كهذا قبل المواجهة الحاسمة بيومين فقط، أمر الماركوس الفرسان بالنزول للشوارع لقتل كل المتمردين، و قطع رؤوس كل من لا يمسك سلاحه في الجيش.
لكنهم رفضوا الإنصياع…
بعد بضع ايام سيموتون، أو سيعيشون مشردين في بقاع الارض على اي حال، فلماذا يقتلون أبناء جلدتهم الان؟
ايضاً.. كيف يعاقبونهم، و هم يفكرون في نفس الشئ…
الماركوس *سابقاً* تاوي نظر من شرفة القصر للمدينة التي تحترق حتى قبل ان يصل لها الأعداء…
فارت الدماء في رأسه، و أمر من معه من فرسان، و قديسين بالنزول فوراً لتنفيذ أوامر الماركوس روفوس، و السيطرة على المدينة، و إستعادة النظام قبل ان يصل جيش الأعداء.
لكن قراره اثبت انه اسوأ قرار يمكن ان يُأخذ في الوقت الراهن…
فرسان عائلة روفوس تحركوا اخيراً، لكن هذه المرة ليدافعوا عن أهاليهم، فهاجموا فرسان عائلة تاوي القلائل، و قتلوهم كلهم.
رؤية أقربائهم يُقتلوا، هاجم قديسي عائلة تاوي فرسان عائلة روفوس في فورة غضب، لكن اعدادهم ببساطة كانت كبيرة جداً، كما ان بضع قديسين من عائلة روفوس جاؤوا للمساعدة.
معركة هائلة إندلعت داخل المدينة، لكنها ايضاً خمدت في غمضة عين… و النتائج هى انه لم يتبقى سوى الماركوس تاوي فقط من عائلته على قيد الحياة.
خائفاً على حياته.. تراجع مسرعاً ليحتمي في الشخص الذي جاء ليدعمه و يشتكي له مما حدث ليقتل الخونة.
لكن..
عندما دخل غرفة الإجتماعات العاجلة، وجد ماكسيموس ريفوس ما يزال جالساً على المقعد الرئيسية للطاولة البيضاوية.. لكن هذه المرة يوجد نصل طويلة يخترق قلبه، و يقف خلفه جوليوس روفوس، صاحب المستوى 28، و ثاني أقوى قديس في العائلة..
*خيانة!* إنفجرت الكلمة في رأس الماركوس تاوي، ثم إستدار، و إندفع بسرعة نحو أسوار المدينة ليحاول الهرب.
لكن كل قديسي، و فرسان عائلة روفوس طاردوه لمدة ساعتين كاملتين حتى أمسكوا به اخيراً.. و قطعوا رأسه.
في فورة غضبهم ايضاً، تم الإمساك بكل أبناء الماركوس السابق بما فيهم ريموس، و كل أعوانه المقربين من الفرسان، و القديسين على مدار اليومين التاليين، و تم قطع رؤوسهم.
عندما وصل البطريرك براين لأعتاب المدينة، لم يجد جيشاً يحاول التصدي له..
بل وجد أبواباً مفتوحة،ج و امامها يصطف العديد من الفرسان، و القديسين في وضع إنحناء كامل..
وامامهم خمسون رأساً موضوعة على رماح، و تحت كل رأس مكتوب إسم صاحبها.