خلال الايام التالية، وجدت المملكة نفسها على صفيح ساخن.

اخبار إنتصار جيش عائلة بورتون على ثلاثة جيوش قادمين من مملكة المياة الراكدة بمجموع جنود يصل إلى 480 الف جندي انتشرت كالنار في الهشيم.

الأخبار ببساطة كانت هائلة!!

لم يمر الكثير منذ واجهت عائلة بورتون دوقية آيفرين، و انتشرت اخبار انهم انتزعوا ربع الدوقية منهم تقريباً، لكن لم يفهم احد كيف فرط الدوق في كل هذه الأراضي بدون بذل كل ما لديه، ففي النهاية لم يحدث أي قتال كبير بينهم.. الأن فقط فهموا.

عائلة بورتون اليوم ليست نفسها عائلة بورتون قبل عشر سنوات.. بل الفارق كالسماء، و الأرض!

الأخبار بدأت تنتشر، و معها تنتشر الأساطير عن كون عائلة بورتون لم يعانوا أي أضرار، و انهم اصبحوا جيشاً لا يقهر، و انهم أخذوا حماية المملكة على عاتقهم.

حتى ان البارون الذي أنقذه روبين من هجوم الجيش ذا الـ 60 الف جندي، أكد على هذه الإشاعات، و بالغ معهم في مدى قوة الجيش الذي جاء للدفاع عنه، ظناً منه انه يرد لهم المعروف.. البارون، و عائلته لم يدخروا جهداً في التطبيل.

بين إحتفال البُسطاء بأن مملكتهم إكتسبت درع، و سيف جديد، و بين إعادة الكبار لترتيب حساباتهم في كيفية التعامل مع النجم الصاعد… صدرت اخبار جديدة هزت المملكة مجدداً.

عائلة بورتون أعلنت عن كلاً من عائلتا روفوس، و تاوي خونة لأنهم رفضوا المشاركة في الدفاع، و أنهم لا يستحقوا العيش معهم تحت نفس السماء!

تم الإعلان ايضاً أنهم يستهدفون نسل دماء العائلتين فقط، ولا يريدون مشاكل مع سكان الماركوسيتين، بل بعد ضم أراضيهم سيُعاملوا كمواطنين مكرمين تحت سُلطة عائلة بورتون.

… حتى البُسطاء، و الاغبياء يمكنهم رؤية ان هذا مجرد عذر، فعائلة بورتون بالفعل أرسلت طلب دعم إلى كل العائلات النبيلة التي تسكن اراضي الدوقيتين، لكنهم لم ينتظروا أحد، و بدأوا معاركهم وحدهم.

و بالنظر لتاريخ العائلات الثلاثة المليء بالمشاكل، و الدماء.. واضح ان عائلة بورتون تريد الإستفادة من الزخم الذي إكتسبوه للإطاحة بأعدائهم!

لكن الأدهى.. عائلة بورتون قاموا بتدمير ثلاث جيوش بمجموع نصف مليون جندي تقريباً، و بدلاً من الإستراحة يريدون حرب ضخمة اخرى؟!

اسوأ سيناريو متوقع للماركوسيتين منذ صعود عائلة بورتون الصاروخي قد حصل…

منذ سماع الاخبار، و معرفة أن جيشان من عائلة بورتون قادمان نحوهم، العائلتان أصدرتا قراراً بإستدعاء كل رجل قادر على القتال في اراضيهم، و تسليحهم بأي شيئ يمكنه ان يريق دماء…

و أرسلوا لطلب الدعم من كل حلفائهم، و كل النبلاء حولهم بأن يرسلوا جيوشهم للوقوف معهم.

حتى انهم بدأوا بإرسال رسائل صوتية لمعارفهم من العائلة الملكية لطلب الوساطة، و الحماية ضد *العائلة التي تظن نفسها الملوك الجدد.*

لكن.. كل مساعيهم بائت بالفشل.

لم يستمع احد لطلب الإستدعاء الإجباري سوى من يحملون إسم العائلة، أما بقية المواطنين، و العائلات الصغيرة فبدأوا يتطلعوا لليوم الذي سيصبحون فيه أتباعاً لعائلة بورتون.. فالنهضة الإقتصادية التي حدثت في مدينة يورا، و الاراضي المحيطة بها لم تخفى عن احد، اراضي عائلة بورتون هى الجنة حيث لا ينام احد جائع!

كل حلفائهم، و اصدقائهم من العائلات النبيلة الأخرى رفضوا إرسال دعم ايضاً… لو كان هذا في السابق لساعدوهم بلا شك، لكن بعد اختبار جيش عائلة بورتون ضد المياة الراكدة؟ بعدما اصبحوا ابطالاً قوميين؟ لا شكراً.

العائلة الملكية ايضاً ردت بأن هذه مسألة شخصية لا شأن لهم بها، و كانت هذه هى القشة التي قسمت ظهر البعير…

في هذه الأثناء وصل القديس ديفيد، و جيشه أولاً لأراضي عائلة الماركوس تاوي، و بعد بيوم وصل البطريرك براين ايضاً لأراضي الماركوس روفوس، و بدأوا بالمرور على كل القلاع، و المدن في طريقهم، من يستسلم منهم يتجاوزوه، و من يرفض يحترق..

لو كان هذا قد حدث سابقاً لوقف أهل الماركوسيتين يدافعون بكل قوتهم حتى لا يدخل جيش غريب أراضيهم، لكن ليس هذه المرة، معظم المدن إستقبلت جيش عائلة بورتون بإلقاء الورود بدل السهام.

رؤية أن الغزو جاد، و انه لم يأتي أحد للإنقاذ، ارسل الماركوسين رُسل للتفاوض مع ديفيد، و مع البطريرك براين.. لكن تم قتل كل الرسل…

الرد كان مباشر أكثر من اللازم.. عائلة بورتون لم تأتي من اجل أراضي، او ضرائب، او عقاب.. لقد جاؤوا من اجل القتل.

تحت شعار النصر، او الموت، قاد قديسي، و فرسان العائلتين هجمات متفرقة، و سريعة على الجيشين القادمين بنية إرهاقهم، لكن وجود فرسان النار، و الرياح عرقل هذه الخطة تماماً بل، و قام بعكسها ضدهم بعد مقتل العديد من فرسان الماركوسيتين في كل هجوم.

في اليوم الرابع للغزو، جمع الماركوس تاوي جيشاً قوامه 50 الف جندي، 90% من أفراده يحملون إسم عائلة تاوي، و توجه لملاقاة الجيش القادم نحو عاصمة ماركوسيته.

مع انها تعتبر حركة إنتحارية للتحرك بجيش صغير كهذا أمام جيش بورتون الذي اشتهر عنه انه متخصص في تدمير الجيوش الأكثر عدداً منه إلا انه لم يكن في يده حيلة، حتى المرتزقة الطامعين في الذهب رفضوا الإنضمام له!
الأن كل ما يمكنه الإعتماد عليه هو الـ 13 قديساً، و قوته هو الشخصية كقديس عالي المستوى..

لكن أحلامه تبددت بعد ربع ساعة من بدأ المعركة، جيش عائلة بورتون ببساطة كان قوي جداً عليه… الـ خمسون ألفاً من جنوده إستسلموا تقريباً بعدما بدأ فرسان النار بالتحرك، و قتلوا منهم بضع الاف.

ثم ذهبوا فحاصروا فرسان، و قديسي عائلة تاوي فقتلوا معظمهم، لكن الماركوس نفسه، و قديسان آخران، و بضع فرسان عالي المستوى تمكنوا من الهرب في النهاية قبل ان يتم حصارهم بالكامل.

إنتصار ساحق وقع بأقل الخسائر الممكنة، في هذه المعركة لم يتم إستخدام أي طلاسم!

ماركوسية عائلة تاوي التي حافظت على مكانتها منذ آلاف السنين.. قد سقطت في أربعة ايام، و بدون إراقة قطرة دماء، و خسارة عملة ذهبية واحدة.

 

 

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=