“اااااااااااه”

“افتح لي الطريق، لدي أطفال لا اريد ان أمـ-”

” لا ترموا هنا! لا ترموا هنا!! انا استسلم!!”

بعد اول جولتين من إلقاء النشابين أعلى الجبل للطلاسم، تحول المُستطيل المغلق المُكدس بالبشر لحوض هائل من الدماء…

بسبب أن الدروع كانت ملتصقة ببعضها بإحكام، و مزروعة في الارض، لم تتسرب دماء، و اشلاء عشرات آلاف القتلى خارجها، بل تراكمت داخل المستطيل، و بدأ يرتفع منسوبها مع كل سهم ينزل.

بغض النظر عن الرعب النازل من السماء، النظر تحت الأرض كان كافٍ لقتل أي معنويات متبقية لدى جنود المياة الراكدة، الذين يركضون في دماء إخوانهم.

*سووووووش*

* بوم بوم بوم بوم*

الجولة الثالثة نزلت فقتلت اكثر من 20 آلف جندي إضافي، و قتلت معهم أي ذرة عقل متبقية لدى البقية.

في غمضة عين ألقى الجميع أسلحتهم ارضاً، و ركعوا، و رفعوا أيديهم للسماء.

على الجانب الأخر.

“سحقاً…” الجينرال العام لجيش المياة الراكدة، و بقية القديسين طفوا للأعلى، و أمكنهم رؤية كل ما يحدث في الداخل، هذا كان تعريف كلمة مذبحة من طرف واحد.

ثم نظر الجينرال أسفله.. لم يتبقى سوى اقل من 100 الف جندي عادي.

اما فرسانه فكلهم مشتبكون الأن مع فرسان جيش بورتون، و فيلق الظلام الخاص بهم!

لكن ما تزال أمامه مشكلة كبيرة ، و هى الـ 600 فارس حاملي الأقواس الواقفين أمامه هؤلاء..! من اين لعائلة بورتون كل أولائك الفرسان؟!

حالياً لا يملك سلاح سوى نفسه، و بقية القديسين، هو فقط يمكنه شق طريقه بين الـ 600 فارس بسرعة، و تدمير الجدار، ثم التعامل معهم.

اما جنوده الـ 100 الف، إن إخترق الجدران من اجلهم، ما يزال يمكنهم إنقاذ رفاقهم، و قلب الموازين!

“يا رجال، تقدموااااا!” عزم الجينرال أمره، فرفع سيفه نحو جيش عائلة بورتون، و طار بسرعة، و وراءه الـ 30 قديساً تقريباً.

“اااااااااااه!!”

“النجدة!!”

بدلاً من الصيحات الحماسية، صرخات ألم، و يأس صدرت فجأة من وراءه.

إستدار الجينرال، و بقية القديسين معه للنظر للخلف، فوجدوا 1500 حصان حرب يخترق مؤخرة جيشهم بكل سهولة…

” أكل اولائك.. فرسان؟! اللعنة!!” صاح الجينرال بعدما استوعب الوضع. ” عودوا بسرعة، و أوقفوهم!!”

“جميعكم ستموتون اليوم!!” رؤية القديسين قادمين نحوه، قيصر أصدر صيحة مدوية.

ثم رفع مطرده للأعلى، و نار رمادية اللون خرجت منه كبركان خامد منذ آلاف السنين، مجرد هالة النار شديدة الكئابة كانت كفيلة بدب الرعب في كل من يراها… و إندفع مباشرةً نحو القديسين!

على الجهة الاخرى..

” أهذا فيلق النار؟!” علق القديس ديفيد بعدما رأى بحراً من اللهب الأبيض يكتسح جيش الاعداء.

“اها، اخبرت قيصر أن يلتف حولهم، و يهاجمهم حيث يقفون، إن لم يفعلها كان سيهاجمنا القديسين هنا، و واحد منهم على الاقل كان سيدمر الدروع..” رد روبين مباشرةً.

“انت..” نظر ديفيد جانبه مستغرباً، أهذا هو الولد *عديم الخبرة* حقاً؟ لقد قاد المعركة من البداية للنهاية، و كأن خاض مئة حرب في الماضي!

“انا ماذا؟ لقد قرأت بضع كتب…” قهقه روبين، ثم نظر جانبه. ” لماذا ما زلت هنا؟ خذ ميلا، و بقية القديسين، و نصف فيلق الريح، و اذهب ساعد قيصر، و ارسل النصف الاخر من فيلق الريح لإنهاء قتال الفرسان على اليمين… هذه المعركة قد إنتهت.”

—————–

بعد ساعة واحدة… كل شيئ انتهى.

قتال قديسي المياة الراكدة ضد فيلق النار شهد توازن بعض الشيئ في البداية مع موت العشرات من فيلق النار، لكن بعد وصول ميلا، و ديفيد، و بقية القديسين، و معهم 300 فارس من فيلق الرياح الذين أزعجوا القديسين بالأسهم، إنقلب الوضع سريعاً.

حتى ان 500 فرد من فيلق النار إنشقوا عن قتال القديسين، و بدأوا يعيثون فساداً في جيش المياه الراكدة المتبقي بدون ان يردعهم احد محدثين فيه دماراً كثيراً.

محاصرين باللهب من كل إتجاه، بدأ قديسي المياة الراكدة يموتون واحداً تلك الأخر بوتيرة عالية، و بدأوا يتراجعون شيئاً فشيئاً.

حتى قيصر تمكن من تسديد الضربة الاخيرة نحو قديس مستوى 21، و قتله بالتعاون مع فيلقه.

رؤية ان الوضع لن يصبح افضل.. هرب الجينرال، و معه 6 قديس اخرون.

على جبهة اخرى، قتال الفرسان المتوازن بالكاد كُسر بعدما وصل 300 فارس من فيلق الريح للمساعدة.. مع ان روبين عينهم للدعم من الخلف، و لجمع المعلومات، جميعهم يستخدمون قانون رئيسي مثالي!

أنصال الرياح، و الأعاصير عصفت بمن تبقى من فرسان المياة الراكدة، و قُتل معظمهم بسبب كسر التوازن، و فر منهم اقل من 100 شخص.

في تلك الأثناء إندفع جيش الشمس السوداء، و حاصر من تبقى من جيش المياة الراكدة، و كبلوهم بالسلاسل كما فعلوا مع الدفعة الاخرى..

في هذه الحرب فقط تم أسر اكثر من 120 الف أسير!!

و هذا رقم قياسي هائل، ففي العادة يقاتل الجنود بالشعار المعروف *النصر، او الموت.* لكن مجدداً السر يكمن في تدمير معنويات العدو لدرجة ان لا يريد حتى الموت..

اليوم.. كُسر الجيش الكامل لأحد دوقيات المياة الراكدة.

 

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=