” فلتذهب الكتيبة السابعة، و الثامنة للميمنة، الكتيبة الخامسة، و الرابعة ابقوا هنا للإختراق، الكتيبة الثالـ- اغغغ”

لم يكد قائد الميداني لفرسان المياة الراكدة ان يفرغ من كلامه إلا، و زُرع سهم في منتصف رقبته، ثم انفجر، قفز رأسه لثلاثون متراً في الهواء.

“ركزوا على أي احد يحاول إعطاء اوامر!” صاح بيون، و هو يُنزل قوسه من على بُعد نصف كيلو متر تقريباً من القتيل

“حاضر!” رد جنود فيلق الرياح الـ 600 بصوت موحد، قبل ان يشدوا اقواسهم، و تبدأ جولة اخرى.

*سووووش*

حاسة السمع الخارقة التي يمتلكها مستخدموا قانون الريح الرئيسي مع سرعة الريح المضافة للأسهم، و قدرتها على تغيير مسارها بعد الإطلاق.. جعلت تلك الأسهم المعدنية أشد فتكاً من أي سلاح بعيد المدى عرفه الكوكب.. خاصةً ان الاسهم مربوط فيها طلاسم إنفجار النار من المستوى عاشر!!

“انتبهوا! خذوا حذركم من تلك الأسهم!!” بدأت صيحات كتيبة فرسان، لأول مرة منذ بدأ الإشتباك توقف التقدم، و بدأ يقاتلون كتيبة فرسان اسود بورتون بحذر اكبر.
“ااااااااااااه”

بينما الجميع منشغلون بالأسهم، او بالفرسان منخفضي المستوى الواقفين امامهم، صدت صرخة عالية من احد الفرسان، خنجر إخترق قلبه من الخلف…

“ما الذي..؟ اارررغغغغ”

“انهم يستعملون طلاسم الظلام! احذروا!!”

“إقتربوا، و احموا ظهور بعضكم!!”

اولاً جاء الفرسان بثقة كبيرة، و لم يعبؤوا بشأن تشكيلات، و جاؤوا يقطعوا طريقهم بلا رقيب… ثم بدأوا يتركون مسافات بينهم بسبب الأسهم الغريبة المتفجرة، و توقف زحفهم للأمام بسبب مقتل عدد من قادتهم… و الأن عادوا ليقتربوا من بعضهم مجدداً، و يتراجعوا ببطئ بعد ظهور فرسان فيلق الظلام..

كل شيئ كان يسير بشكل ممتاز، حتى ان الجينرال ديفيد بدأ يبتسم من للأذن للأذن من المنظر امامه.

“هذا لن ينفع..” صوت روبين بجواره قطع عليه إبتسامته الراضية.

“همم؟ ماذا تقصد؟ نحن نفوز!” نظر الجينرال بجواره عاقداً حاجبه.

روبين لم يرد عليه مباشرةً، بل أدخل روبين حسه الروحي للخاتم في يده، و ارسل رسالة روحية.

بعدها بلحظة بدأت تحركات تحصل في خطوط الجيش جذبت إنتباه القديس ديفيد، فوجد ان فيلق النار يتحرك بعيداً، رجع ينظر لروبين بسرعة. ” أكان هذا انت؟ إلى اين ارسلتهم؟!”

رفع روبين إصبعه، و اشار نحو نقطة معينة في جيش العدو. ” اترى جينرالهم؟”

“هاه؟ بالطبع لا..” هز ديفيد رأسه بعد ان دقق عينه في ذلك الإتجاه، لقد كان بحراً من الجنود!

حتى عندما كان يتكلم سابقاً لم يراه، فكيف الأن؟

“اما انا فأراه بوضوح..” روبين ثبت نظره نحو رجل متوسط العمر يبدو عليه الغضب الشديد، و هو يعطي اوامر يميناً، و يساراً، بعينه تمكن روبين حتى من قراءة تحركات شفتاه من تلك المسافة، ثم اكمل، ” انه ينوي إرسال 20 قديساً لمساعدة الفرسان على إكمال طريقهم، و فتح فجوة في جدار الدروع، و سيأمر جيشه بالعبور من تلك الثغرة… سيكون الوضع مدمر.”

“لديهم 20 قديساً؟!” فزع ديفيد، فبإحتسابه، يوجد حالياُ 6 قديسين من عائلة بورتون بالإضافة إلى ميلا، يعني 7 قديسين بالمجمل، أمام 20… “مصيبة.. ما العمل؟ لماذا جعلت قيصر ينسحب مع فيلق النار، كان بإمكاننا إستخدام ذلك الهجوم الموحد الأن!!”

“لو نفذته سأحرق فرساننا ايضاً، و لو أمرناهم بالرجوع اولاً فسينهار جدار الدروع بسبب وجود فرسان الأعداء، هذا قطعاً لن ينفع..” هز روبين راسه.

“هذا.. ما العمل إذاً..؟!” سأل القديس مجدداً، قيادة الجيوش قطعاً لم تكن افضل نقاط قوته.
“…. افعل ما سأقوله لك بالحرف.”

—————————–

على الجانب الأخر

“سام ، ماهي، جميعكم.. هل انتم جاهزون؟” صاح الجينرال لبضع عشرات من الأشخاص واقفين حوله.

“فقط أعطنا الأوامر، سنخترق طريقنا حتى موقع جينرالهم فوق ذلك الجبل!” ضرب أحدهم على صدره.

أومئ الجينرال. ” جيد، بعد عشر ثوانٍ يمكنكم ان تـ-… هممم؟” قطع الجينرال كلامه. “ما الذي يحدث هنا؟”

حرك القديسين من حوله عيونهم نحو ميدان المعركة ايضاً، و بدأت ملامح الفرح ترتسم على وجووهم. ” هاهاها ممتاز، كما هو متوقع من رجالنا!!”

قتال الفرسان في المنتصف اخذ منحنى غير متوقع، ظهرت ثغرة في الجهة اليسرى، و إنسل بضع عشرات من فرسان المياة الراكدة، و هم الأن يركضون نحو جدار الدروع، و لا يوجد احد من فرسان الشمس السوداء مُتفرغ ليطاردهم!

“يبدو ان الفجوة ستُصنع بدون تدخلكم، ممتاز!” إبتسم الجينرال، ثم بدأ يصيح. “تقدموا! حافظوا على التشكيل، و تقدموا جميعاً وراء فرسانكم!!”

“هورااااة!!” صيحة قوية صدت من الـ 270 الف جندي، و بدأوا ركض مجدداً بنفس التشكيل المُتباعد السابق.

عند سماع الصيحة، بدأ فرسان المياة الراكدة تلقائياً بالقفز بإتجاه اليسار، ساحبين معهم فرسان عائلة بورتون، و فيلق الظلام، فتفرغت المنطقة الوسطى مجدداً للجيش الراكض.

الفارق هذه المرة ان المشهد أمامهم لم يكن نفسه.. فالبضع عشرات من الفرسان الذي فروا وصلوا بالفعل للجدار، و إستطاعوا قتل الجنود المدرعين، و الرماحين خلفهم… في لمح البصر فجوة أكثر من 100 متراً ظهرت في منتصف الجدار!

“عاااااااااااااااااا!! المجد للمياة الراكدة!

“تقدمواااا! تقدمواااااااااااا!!”

رؤية فرسانهم يعيثون قتلاً في جنود عائلة بورتون، و الفجوة الكبيرة امامهم، جعلت الدماء ترتفع في رؤوسهم من الحماسة… بعد إقتحامهم لتلك النقطة ستكون طلاسم النار بلا فائدة، و ستبدأ معركة حقيقية حيث يفوز الاقوى، و الاكثر خبرة!

 

 

 

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=