”الكتيبة الأولى، و الثانية، و الثالثة من المشاة الثقيلة، تقدموا، و شكلوا حائط على إمتداد الجبهة … الكتيبة الاولى، و الثانية، و الثالث، و الرابعة مشاة الرمح، قفوا خلفهم، و امنعوا الاعداء من القفز.” اعطى الجينرال ديفيد الأوامر من فوق الجبل.

بسرعة بدأ الجنود يتحركون تبعاً للأوامر، خلال أقل من دقيقة تقدمت الكتائب المذكورة أكثر من 50 متراً عن بقية الجيش، و قام أكثر من 3 الاف جندي بتشكيل صفاً عريضاً بإمتداد كيلو متر تقريباً، كلهم ممسكين بدروع ضخمة مُصنفة، بعد وصولهم قام كل واحد منهم بزرع درعه العملاق في الأرض لتكوين حائط متلاحم بطول الرجال تقريباً.

و خلفهم مباشرةً توزع الجنود حاملي الرماح على صفين، و على مسافات متساوية من بعضهم، و رفعوا رماحهم للأعلى في وضعية إستعداد للطعن.

“هذا..” المنظر امام روبين يتكلم عن مدى إنضباط الجنود، فهنالك أشياء تمت بدون حتى ان يأمر بها القديس، و هذا يعد دليلاً على تدريبات الجينرال إدوارد.. و ايضاً التسليح الجديد الذي يظهر جلياً في الرماح، و الدروع المصنفة.. هذه هى القوة الجديدة للعائلة.

لكن المنظر ايضاً يوحي بالخطر. ” خط الدفاع الامامي اصبح رقيق جداً، ببعض الضغط يمكنهم إختراق أي نقطة، و الوصول لقلب الجيش!”

أومئ القديس ديفيد. ” اعرف، لكن إن لم أمُد خط الدفاع ليكون مثلهم، او أطول حتى، سيقومون بالإلتفاف حولنا من الجوانب.. انها حركة لا مفر منها.”

“إستعدوا للإلتحام!!” صرخ الجينرال المساعد المسؤول عن المشاة المدرعون.

“هياااااااااااااااااااا..”

*بوم بوم طاخ*

بعد لحظات فقط من إكمال الإستعداد إرتطم الجيش القادم مُسرعاً بالحائط البشري الذي شكله جنود عائلة بورتون.

الحائط تحمل الصدمة الأولى بفعل قوة الدروع، لكن الدروع بدأت تميل للخلف شيئاً فشيئاً مع كل صف جديد يصل لموقع الاصطدام، كان واضح انها ستقع في أي لحظة.

” نشابوا الطلاسم، اطلقوا!” صاح الجينرال ديفيد.

اخيراً لديهم هدف واضح، و كُتل جسدية كثيرة، بدأ بضع آلاف جندي بإلقاء السهام كالمطر على الجانب الأخر من الجدار.

*بوم بوم بوم بوم*

إختبئ جنود عائلة بورتون اكثر تحت دروعهم ليتفادوا الإنفجارات المدوية على بُعد اقدام قليلة منهم، لكنهم لم يتمكنوا من تفادي الدماء، و الأشلاء التي تساقطت عليهم من الأعلى.

اثناء الانفجارات المدوية نجح جنود المياة الراكدة في كسر الحائط في بضع اماكن متفرقة على طول الكيلو متر، لكن تم إصلاحه بسرعة بجنود آخرين، و تم قتل من حاول الدخول بواسطة جنود الرماح

في غضون عشر دقائق تقريباً، حوالي عشرون ألف جندي الذين شكلوا الموجة الأولى تم مسحهم بالكامل!

مع شد نشابي الطلاسم الأسهم مرة اخرى ليبدأوا جولة جديدة، جائتهم صيحة من الجينرال المساعد المسؤول عنهم، ” يكفي! هنالك شيئ غريب..”

لم يعد هنالك تكدس امام جدار الدروع، الزحف السريع لجنود الأعداء توقف فجأة، و حافظوا على المسافات الكبيرة بينهم.

تغيرت ملامح القديس ديفيد. ” مشكلة.. طُعم الجدار لن ينفع للنهاية، كنت أتوقع القضاء على نصف جيشه اولاً بإستخدامه، ذلك الشخص غير مستعد لعمل تضحيات كبيرة اليوم…”

ضيق روبين عينيه، يمكن فهم انهم لا يريدون التضحية بأعداد اكبر من الجنود، لكن الوقوف اماكنهم لن يُكسبهم المعركة ايضاً.. ما الذي يفكرون به؟

“انتم.. من تكونون؟ حتى جيش دوقية ألتون الرئيسي الذي جاء ليغزو أراضينا لم يجرؤ على إستخدام الطلاسم بهذه الكثافة! و من اين لكم بكل تلك الدروع المصنفة؟!” بينما الجميع يترقبون الخطوة التالية، صيحة جائت من خلف جنود العدو.

“نحن عائلة بورتون، عودوا من حيث أتيتم، لن تتقدموا في أراضي هذه الدوقية اكثر!” صاح ديفيد، مهمتهم هى الدفاع عن الدوقية بينما جيش عائلة ألتون في الخارج، لو تراجعوا سيكون افضل نتيجة ممكنة.

“عائلة بورتون؟ هكذا إذاً.. لا عجب ان لديكم كل هذه الطلاسم، و الأسلحة المصنفة، أتحسبون ان 3000 درع مصنف يمكنه حمايتكم منا؟… هاي، أليس لديكم عداء مع مملكة دوليفار؟ ما دخلكم بما يحدث هنا؟ اسمعوا.. خذوا جيشكم، و تراجعوا، و نحن لن نقترب من اراضيكم الخاصة، و إلا..” أجاب الصوت، واضح انه يحترم منافسه، لكن لا نية له في التراجع.

“أرني اسوأ ما لديك.” رد ديفيد رداً مباشراً.. طالما روبين وعد الدوق بأنهم سيفعل شيئاً حيال الأمر، فلا يمكنهم التراجع مهما كان خصمهم قوياً، خاصةً، و هم في حالة فوز!

لم يصدى رد آخر من الجهة المقابلة، لكن بضع مئات من الأشخاص من بين جيشهم بدأ يتجمع في الخلف على هيئة كتلة واحدة، ثم تقدموا بسرعة.

*فرسان!* اول شيئ خطر في بال الجميع عندما رأوا سرعتهم.

“لو اكملوا بهذا الشكل سيصنعون فجوة كبير في الجدار!” تمتم القديس ديفيد، ثم صاح على يساره. ” فلتتقدم كتيبة أسود بورتون!”

800 شخص يرتدون زي موحد تقدموا بسرعة، و وقفوا أمام الجدار، جميعهم فرسان!

هؤلاء هم الفرسان الذي خرجوا من عائلات النبلاء الجدد في الأراضي الجديدة خلال السنوات القليلة الماضية، تم تشكيل كتيبة كاملة في الجيش منهم!

“إبتعدوا عن الطريق!!” صاح فارس المياة الراكدة الذي كان في مقدمتهم، بنظرة واحدة أمكن ديفيد تحديد مستواه.. فارس مستوى 20 … و من خلفه ايضاً، نصفهم تقريباً فوق المستوى 14

مع ان اعدادهم حوالي 800 ايضاً، إلا ان فارق الجودة بين الاثنان كبيرة جداً! “هذا سئ..”

*بووووم*

الإلتحام الأول وقع، و معه وقعت العديد من رؤوس كتيبة اسود بورتون…

هجمات المياة، و النار تتطاير في كل مكان، لكن المياة كانت دائماً ما تفوز، بسرعة، شق كبير بدأ يظهر بين صفوف كتيبة فرسان اسود بورتون.

“افعل شيئاً!!” رفع روبين صوته، و هو يرى المنظر امامه، لم يستطع التحكم بنفسه اكثر.

“تباً،” شتم ديفيد، ثم صاح، “قيصر، خذ رجالك و-”

“كلا!” قاطعه روبين، “اترك فيلق النار جانباً سنحتاجه في مهمة اخرى.”

“تحتاجه في ماذا؟ هذه هى معركة الفرسان! ثانياً إن تركته جانباً فماذا افعل إذاً؟!” صاح ديفيد عليه.

“ارسل فيلق الظلام بسرعة، و عين فيلق الريح للمساعدة من بعيد!”

” صحيح! ثيو، خذ رجالك، و اذهبوا، انتم تعرفون ما عليكم فعله… بيون، إصطادوا اولئك السفلة من الأعلى!”

“امرك!” انحنى الاثنان، و اختفوا.

 

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=