بعد نصف يوم
*بززز*
بدأ خاتم روبين يهتز فمرر فيه طاقته ليسمع: ” أبي، لقد رصدنا الجيشان، الأكبر بينهم ذا الـ 300 الف جندي ستلتقوه بعد خمسة ايام إن مشيتم بنفس الوجهة، و الوتيرة الحالية، أما الجيش الثاني ذا الـ 60 الجندي انه يشتبك حالياً مع اول بارونية في شمال شرق دوقية ألتون، أخشى أنهم سينتصرون في غضون ساعة إضافية، و يكملون طريقهم نحو البارونية التالية.”
“.. حسناً، عمل جيد، تابع تحركات الجيش الصغير، و انتظر حتى نلتقي قريباً.” رد روبين، ثم أطفئ الإتصال.
اقترب بيلي. ” أهناك جديد؟”
“..يجب ان ننقسم مجدداً.” رد روبين ببطئ.
“هيه~ كنت اتوقع هذا..” تنهد بيلي، وجود جيشان يهاجمان في نفس الوقت يعد خطر كبير، لا يمكننا تجاهل الأخر، و إلا قد يلتف من الخلف.. كل ما في الأمر انهم كانوا يأملون ان الجيشان سينضمان لبعضهما بعد دخول اراضي دوقية ألتون.
“عمي ديفيد،” روبين تكلم. ” انت اكمل للأمام بالجيش الرئيسي، و انا سأخذ الخيالة، و القوات الخاصة، و القديسين معي للتصدي للجيش الأصغر، ثم سنعود من اجلك.”
“… انت تتكلم عن إجمالي حوالي 22 الف جندي فحسب، أهم سيكفوك حقاً؟” رد القديس ديفيد غير واثق.
“اها معك حق.. حسناً اعطني 3 الاف نشاب إضافي ليركبوا خلف الخيالة، هذا سيزيد الأفضلية.”
“ما يزال قليلاً!” صاح الجينرال.
” علينا الوصول لهم بسرعة قبل تدمير المزيد في الدوقية، او الإلتفاف حولنا، او ربما حتى التوجه ليورا، ثم نرجع لك قبل الإشتباك بعد خمسة ايام مع الجيش الأكبر، هذا هو الحل الوحيد..”
“هيه~ حسناً كما تشاء.” تنهد الجينرال، ثم رفع صوته، و بدأ يلقي الأوامر تباعاً لتقسيم الجيش مجدداً..
——————
بعد يومان… دوقية ألتون… بارونية ليفور
“اااااااااااه”
” انهم يتسلقون الأسوار!”
“بارون ليفور، أنقذنا!!”
الصرخات دوت حول المدينة الرئيسية في البارونية، لكن لم تجد مجيب.. فمن يستعينون به نفسه يخوض قتالاً قد يحدد حياته، او موته.
مرت بضع ساعات منذ وصل جيش من ناحية الشرق حاملاً معه رائحة الدماء، بعدما قام بتدمير بارونيتين بشكل متتابع تقلص عددهم لـ 50 الف فقط.. و مع ذلك الجيش متماسك، و تقدم بخطى ثابتة نحو البارونية الثالثة.
واضح انهم كانوا يحاولون تفادي التصادم بأي جيش كبير فيهزمهم، او يوقفهم، سلاحهم الرئيسي كان خفة الحركة، و هدفهم كان أحداث أكبر قدر ممكن من التدمير في دوقية ألتون..
” ارسلوا التعزيزات للجدار الشرقي، انه على وشك السقوط!!” صرخ أحد قديسي عائلة ليفور، و هو يقاتل مع نظيراً له في الهواء.
“هاهاها تعزيزات؟ انت فقط تؤجل المحتوم، مُت ايها العجوز!!” ضحك خصمه، و سدد عدة ضربات نحوه منعته من متابعة ما يحدث في الأسفل مرة اخرى.
مع ان القتال كان ما يزال يدور امام الأسوار، إلا ان جنود مملكة المياة الراقدة لم يتدخروا جهداً في إستهداف ما وراء الاسوار، الأسهم المشتعلة تجاهلت الجنود، و نزلت على بيوت المواطنين الخشبية فأشعلت النيران في جزء كبير من المدينة.
هذا كان واحد من الأسباب الذي جعل مهمة المقاتلين اسهل، كل افراد جيش البارون كانوا خائفين على عائلاتهم من الحريق، و أذهانهم مشغولة مما قلل من فاعليتهم في أرض المعركة.
“ااااااه!! جلالته لن يغفر لكم، جميعكم ستنالون موتاً فظيعاً!!” بعد نظرة أخيرة حوله، لعن البارون خصومه بعلو صوته، كل شيئ قد انتهى..
حتى لو فاز على خصمه بطريقةٍ ما، ما يزال هنالك 4 قديسين غيره يقاتلون اثنان من قديسي عائلته.. خمسة ضد ثلاثة، أنها مجرد مسألة وقت قبل ان يموت ثلاثتهم.. هذا غير أن جيشه على وشك الإنهيار، و مدينته على وشك الإحتراق..
“هاهاها، ما تزال لديك القوة الكافية للصراخ؟ إذاً دعني اخذ حنجرتك!”
“ايها الكلاب!!” صد البارون المخلب الذي كاد يودي بحياته ” لن تخرجوا من مملكة الشمس السوداء احياء! لن تخـ… ايه؟”
“هاهاها هذا افضل ايها العجوز، أطبق على لسانك داخل فمك، و انتظر الموت، نخرج احياء قال! لا احد يعلم حتى اننا وصلنا هنا بعد، بعدما تنتشر اخبار تدميركم سنكون عند هدفنا التالي! هاهاها” ضحك القديس من المياة الراكدة بصوت عالٍ.
“اخي الكبير.. انظر خلفك..”
“هاه؟ ألا ترى اني مشغول؟ ما الذي يجب ان انظر نحـ…” رد القديس منفعلاً، لكن الكلمات سرعان ما وقفت في حلقِه
غيمة منخفضة من التراب تقترب من الجنوب بسرعة كبيرة نحوهم.
“ما.. هذا..؟” تراجع القديس بعيداً عن البارون حتى لا يوجه له ضربة غادرة، و اخذ يتفحص الغيمة بحذر.
*كلوب كلوب كلوب*
باقتراب الغيمة بدأت اصوات حوافر تصدى لأذان الجميع، حتى القتالات امام السور بدأت تهدأ، و ينظرون لغيمة التراب القادمة.
بعضهم يأمل ان هذه اصوات خيول فعلاً، و ان جنود، و جاؤوا للمساعدة، و الطرف الأخر يأمل انها فعلاً مجرد عاصفة رملية كما تبدو… و بينما الجميع في حالة ترقب، صدى صوت شق الهواء.
“فيلق النار، إستعدوا للإشتباك.”
“هورااااة”
صوت إنفجر من داخل الغبار، قبل ان يتمكن احد من إبداء أي رد فعل، كل شيئ تغير امام اعينهم..
فيلق النار كلهم رفعوا مطاردهم في حالة إستعداد، و أشعلوا اللهب الأبيض على نصلها.
و كأن عاصفة من اللهب الأبيض إندلعت فجأة، أحترق التراب الذي كان حولهم في لحظة، مظهراً مكانه بحراً هائلاً من الخيول، في مقدمته بضع صفوف من خيول الحرب.
“هذا… هذا..”
“أُكل هؤلاء.. فرسان؟!”
الكلمات حُشرت في أفواه الجميع، الضغط الذي أحدثه فيلق اللهب ألقى الجميع في حالة ذهول، سواءً ابناء الشمس السوداء، او مُهاجمي المياة الراكدة، سواءً القديسين، أو أولائك في المستوى الأول من اساس الطاقة.. الكل وقف يشاهد المشهد المرعب، و الخلاب في نفس الوقت بفمٍ مفتوح.
“لهب.. لهب ابيض! انهم عائلة بورتون!! لقد أُنقذنا!!!”