عند سماع مطالب روبين، و كلمتا *دوقية بورتون.* كل فرسان، و قديسي العائلة أخذوا زفيراً طويلاً.. دوقية آيفرين هى اكبر دوقية في المملكة، و لو أخذوا منهم كل هذه الأراضي فسيكون لديهم اكثر مما يكفي لإعلان دوقية خاصة بهم!

لكن الدوق دونالد كان لديه رد فعلٍ اخر. “.. ماذا قلت؟ هل جُننت؟! انت قتلت 6 قديسين من عائلتي، و الان تريد إنتزاع ربع أراضي دوقيتي؟! من تحسب عائلة آيفرين بحق الجحيم؟”

” انت من بدأت هذا، و يجب ان تتحمل العواقب.” مد روبين يده ليمسح الدماء من جانب فمه، ثم اكمل. ” ان رفضت فسنكمل معركة اليوم، و امسح جيشك من على وجه الارض، و بعد ايام قليلة ستجد عمي براين بجيشنا الرئيسي يقف على أبواب مدينة آيفرا التي تفخر بها ليدكها فوق رؤوس عائلتك!”

أخذ الدوق يصر على أسنانه، لكنه لم يرد مباشرةً… بل اخذ يمسح مُحيطه بأطراف عينه.

هو يملك حالياً 400 فارس، هذا هو العدد الذي تمكن من جمعه بسرعة لصد جيش إدوارد، هذا العدد بالإضافة لوجود القديسين، سيتمكن من التصدي لفيلق النار المكون من 2500 فارس، و قديسي عائلة بورتون التسعة، و هو نفسه سيتمكن من قتل ألفاً منهم على الاقل..

لكن ايضاً الخسائر في جانبه ستكون فادحة، اثناء القتال سيموت بالتأكيد اكثر من نصف القديسين، و الفرسان من جهته.

هذا بغض النظر عن إدوارد الذي ينتظر فرصة لمسح الـ 250 الف جندي الواقفين وراءه!

و بالفرض ان حدثت معجزة، و استطاع هزمهم جميعاً اليوم رغم الخسائر الهائلة التي سيتكبدها.. سيكون عليه مواجهة جيش آخر اكبر من هذا في عاصمة دوقيته؟!

نظرة اخيرة ألقاها نحو القديسين التسعة لعائلة بورتون، 8 منهم كانوا قديسين جدد مستوى 21، لكن الضغط القادم منهم يفوق حتى كل القديسين بجانبه، ليس بسبب قوتهم.. بل بسبب ما يعنيه وجودهم.

ظهور هذا العدد من القديسين الجدد في عائلة واحدة بالتأكيد ليس صدفة، لو تم قياس هذا على كلام الحكيم ألبيرت، فسوف..

بعد حوالي دقيقتين بسط يده، و تنهد، ثم نظر نحو روبين، ” انت.. من تكون بالضبط؟”

إبتسم روبين. ” روبين بورتون، مجرد إبن إضافي لهذه العائلة لا داعي لتذكر اسمي.”

” مجرد إبن إضافي يحظى بحماية قديسين مستوى 30 ؟ هخه~ حسناً ايها الإبن الإضافي، انت تفوز… لكن تذكر ما حدث اليوم جيداً!” ثم إستدار ليواجه جيشه، ثم صاح. ” تحركوا نحو الجانب!”

“هاها بالطبع ساتذكر،” ضحك روبين، ثم نظر حوله، و هو يصيح. ” السيد جوستا، أرجو انك قد سمعت هذا، و ستكون شاهداً على كلامه!”

لم ينطق احد اخر بكلمه، بل وقفوا جميعاً ينظرون لجيش آيفرين الذي لا يقهر، و هو يتقهقر…

العملية أخذت ساعة تقريباً حتى غاب آخر جندي من جيش عائلة آيفرين عن الأنظار.

*بووف*

“أبي!!” قيصر فزع، و قفز نحو روبين.. مع مغادرة اخر جندي سقط روبين من فوق حصانه.

“روبين؟!” بيلي ايضاً هبط بسرعة ليرى حالته، هو كان يعلم جيداً مقدار الضغط الذي وُضع تحته.

“لا بأس.. لا بأس.. انا بخير..” رد روبين بصوت ضعيف، بينما كان قيصر يسنده على ركبته، و يمسح الدماء من انحاء وجهه.

تنهد بيلي. ” من يراك تسبح بين الكتب، و الملفوفات لا يراك الأن، انت حقاً شخص غامض يا صديقي… إسترح الان، انت تستحق راحتك.”

لكن روبين لم يستمع لنصيحته، و اكمل كلامه. ” إذهب و نسق مع الجينرال إدوارد.. اترك هنا حامية من 50 الف جندي، و معهم 500 فارس نار و 3 قديسين من عائلتنا.. يجب ان يبقو حتى ننتهي من تسلم أراضينا الجديدة هنا، و لحمايتها، و حماية أراضي دوليفار ايضاً… اما البقية فقُدهم بإتجاه مدينة يورا… و اخبر البطريرك ان يوقف جيشنا الرئيسي عند الحدود مع آيفرين لعمل ضغط عليهم حتى لا يتباطؤوا في تسليم أراضينا..”

“حسناً، حسناً، سأفعل كل هذا، انت فقط إسترح و..” لم يكد بيلي يكمل كلامه، إلا ووجد روبين يشخر غارقاً في نومه..

فإبتسم، و هز رأسه، ثم نظر لقيصر. ” ضعه في احدى العربات.. سنعود ليورا.”

ثم طار بإتجاه الجينرال إدوارد ليبدأ الإستعدادات..

————————————————–

لاحقاً … مدينة يورا …

“هاااااااااه~” قام روبين، من نومه، و اخذ يتمطع لبضع ثوان، بعدها اخذ ينظر حوله. ” همم.؟ يبدو اني رجعت إلى المنزل… ميلا؟!”

اخيراً إستقرت عينه فوق جسد أنثى ممدد بجانبه على السرير في ملابس نوم كافشة.

“أممممم.. صباح الخير يا حبيبي، ارى انك استيقظت اخيراً.. كيف تشعر؟” ردت ميلا بصوت ناعس، و هى تتثائب.

“انتي.. ما الذي تفعلينه على سريري بهذه الملابس؟ هل.. هل قمتي بإغتصابي؟” تكلم روبين بجدية، و غطى صدره بكلتا يديه.

قطعت ميلا تثاؤبها في منتصفه، و نظرت له غاضبة، “… أهذه مزحة؟ من يسمع القصص المنتشرة في الشوارع عن مواجهتك لثلاثون قديساً، و إستخدام هجوم موحد من آلاف الفرسان لقتل 3 قديسين منهم، لا يراك الأن..”

“أهاهاها هاي يجب ان تضحكي اكثر، و انتي معي يا فتاة، الحياة لا تحتمل الجدية الدائمة.” ضحك روبين بصوت عالٍ، و مده يده فوضعها على صدرها الظاهر معظمه، و اخذ يضغطهم، ثم سأل بوجه خالٍ من المشاعر. ” منذ متى، و انا نائم؟ ماذا حدث بعد فقداني الوعي؟”

“….” لم تدري ميلا كيف يحافظ على وجهه المفرود هذا، و هو يقوم بشيئ بهذه الوقاحة.

” الحق علي اني قررت النوم هنا طوال فترة غيابك عن الوعي لأعتني بك، همف!” ثم قامت، و بدأت ترتدي ملابس اكثر إحتشاماً.

” هاهاها لماذا غضبتي، كنت اود مكافئتك على خدماتك فحسب!” ضحك روبين بصوت عالٍ، ثم رجع ليرقد على ظهره.

عادت ميلا للسير مجدداً، و قرصته روبين من فخذه. ” إلى اين تظن نفسك ذاهباً؟ ابعد مؤخرتك من السرير فوراً، لقد مر شهرين كاملين منذ فقدانك للوعي، و الجميع ينتظرونك، الحرب قد بدأت بالفعل على مملكة المياة الراقدة!”

 

 

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=