” جينرال إدوارد، هل تسمعني؟”
بعد بضع ثوان أجاب صوت. ” أهذا صوت النبيل روبين، أهناك ترتيبات جديدة؟”
“اريدك ان تبطئ حركة جيشك، و ان تصل للحدود بعد ثلاثة ايام بدلاً من يومين، و عندما تصل، و يبدأ الإشتباك خذ وضعية دفاعية، و لا تستخدم الطلاسم إلا في حالة الردع، حاول المماطلة قدر الإمكان، انا قادم، و معي الدعم، و سألتقي بك في الساحة بعد ثلاثة ايام.”
بعد بضع ثوان اخرى. ” لم يكن هناك حاجة للدعم ايها النبيل روبين، السلاح، و كمية الطلاسم التي املكها لدي ثقة بأنه يمكنني مسحهم جميعاً، كل ما احتاجه هو اوامرك.”
” و كيف تنوي التعامل مع القديسين؟ ألا تقول المعلومات ان الدوق شخصياً ينتظرك هنا؟ ألديك خطة يمكنك الفوز بها بخسائر قليلة؟”
“…” لم يرد إدوارد، لم يكن هنالك وسيلة لإيقافهم..
افضل شيئ يمكنه فعله هو تدمير جيش آيفرين سريعاً عبر إمطارهم بالطلاسم، و تفريغ فرسانه للدفاع امام قديسي عائلة آيفرين، لكن هذا بالتاكيد كان سينتج عنه خسائر فادحة…
لكن هذا افضل من الوقوف مكانه، او الرجوع، فهو يعرف ان عائلة بورتون تفتقر للقديسين، و الفرسان ولن يساعدوه بشيئ جديد، حتى مجيء روبين في نظره بلا فائدة..
“هذا ما ظننت.” تكلم روبين عندما لم يرد إدوارد مجدداً. ” افعل ما قلته لك، و إحفظ سلامة الجيش.. الى اللقاء!”
ثم وضع الخاتم المزدوج في جيبه، و مرر طاقته في الخاتم الجديد، و أرسل بروحه. ” مرحباً…. الحكيم ألبيرت، احتاجك في خدمه.”
” روبين؟ ماذا تريد؟” شعر روبين بكلمات تظهر في روحه.
“لابد انك تعرف الموقف عن الحدود من أراضينا الجديدة، و آيفرين؟”
“هيه~ اجل.. هذا سيعقد حرب ألتون، و برادلي قليلاً، أوقف جيشك، و انا سأتفاوض اكثر مع دونالد، و قد نصل لحل.” تنهد الحكيم.
“انا لن أوقف شيئ، المعركة ستبدأ فور وصول إدوارد للحدود، و انا جلبت معي الجيش المركزي من يورا، و متجه إلى هناك فوراً.”
“ر- روبين!! ما الذي تنوي فعله؟! هل جننت؟” اخيراً فقد الحكيم هدوءه.
لكن روبين لم يعر إنتباهاً لرد فعله، و اكمل. ” صاحب السمو، إن لم ترد بدأ حرب تحرق الأخضر، و اليابس، رجاءً إسمع ما سأقوله جيداً، و نفذه..”
———————————–
بعد يوم
“أبي، نحن نقترب من الحدود بين دوقية ألتون، و دوقية آيفرين، هنالك حوالي 200 جندي يحرسون هذه النقطة، و بينهم بضع فرسان، ماذا نفعل؟” إقترب قيصر من روبين، و أخبره بالتقرير.
“سنكمل بنفس الوتيرة.”
“هم بالتأكيد سيحاولون إيقافنا..” ضيق قيصر عينه.
“إن حدث فإقتلهم جميعاً إذاً.” تكلم روبين ببساطة.
“هاهاها هذا ما كنت اود سماعه.” ضحك قيصر بصوت عالٍ ثم نظر وراءه. ” الفرقتين التاسعة، و العاشرة، تقدموا امامنا، و اقتحموا نقطة التفتيش مباشرةً، لو أخبركم واحد منهم ان تتوقفوا، إفتكوا بهم جميعاً، هذا اول اختبار لكم فلا تصغروا رقبة قائدكم!”
“عُلم.”
———————————–
بعد نصف ساعة- داخل خيمة كبيرة على المنطقة الحدودية بين الاراضي الجديدة، و دوليفار.
دخل شخص مسرعاً، و إنحنى. “سيادة الدوق، هنالك اخبار جديدة.”
“همم؟” رجل يبدو مسترخي المظهر، و يرتدي الكثير من الجواهر رد بهدوء. ” تكلم.”
“هنالك فرقة صغيرة من عائلة بورتون مكونة من حوالي 3000 شخص قادمة من شمال الدوقية على أحصنة حرب، لقد دمروا النقطة الحدودية مع دوقية ألتون، و بالكامل، و قتلوا المئات من جنودنا، حسب التقارير فهم قادمين مباشرةً إلى هنا.”
“هيه؟ هاهاهاها بدلاً من ان يرسلوا أشخاص عاقلين ليتفاهموا مع حضرتي، أرسلوا فرقة انتحارية؟” إستمر الدوق بالضحك بشكل هستيري حتى إنسكب الخمر من يده ثم، اكمل. “فلتخرج لهم حاميات المُدن على طول الطريق لقتلهم، و إن تمكنوا من الفرار فأأمر فيلق القديس جيرار ان يمزقهم إرباً عند مدينة يافا، لا اريد سماع شيئ اخر عنهم، او عن اي شيئ داخلي يحدث في الدوقية بعدها، حلو الموضوع بينكم.”
إنحنى الرسول، و تراجع، مجرد ذكر فيلق القديس جيرار انهى الحوار، انه احد فيالق الحماية المنتشرين للمشاركة في الحروب السريعة، و اخماد التمرد، فيلق متكامل مكون من 20 الف جندي نخبة، و 3 قديسين، و اكثر من 50 فارس!
—————————–
بعد يوم اخر..
“تسك~ كان ينبغي لإدوارد برادلي، و جيشه الوصول اليوم، ما الذي يؤخرهم؟ هل قرروا التعقل، و التوقف؟” تكلم دونالد آيفريد منزعجاً.
“كلا سيدي، كل ما في الأمر ان وتيرته تباطئت كثيراً، اعتقد انهم سيصلون غداً عند الغسق.” شخص بجانبه إنحنى، و تكلم، كان هذا إبن الدوق.
“غداً؟! يوم اخر في هذا المكان المقرف؟ ياللإزعاج…” رد دونالد، و شرب كأسه غاضباً.
“سيدي الدوق! سيدي الدوق!!” شخص دخل الخيمة مسرعاً.
“ماذا هنالك؟! ما هذا الإزعاج!؟ .. انت مجدداً؟ ألم اقل اني لا اريد اخبار عن اي شأن داخلي مجدداً؟!”
“سيدي، هذا لا يحتمل التأجيل، فرقة بورتون التي ذكرتها لك سابقاً فتكوا بحاميات عدة مدن في طريقهم، حتى وصلوا لمكان ثكنة فيلق القديس جيرار، هناك قُضي على الفيلق بالكامل، و القديس جيرار، و مساعديه الإثنان قد قُتلوا!!”
“ماذا؟!” وقف الدوق مسرعاً، حتى من حوله إعتدلوا في وقفاتهم، و إعتلت على وجههم نظرة جادة.
تقدم الدوق، و أمسك الرسول من رقبته. ” انت تقول ان 3000 شخص من عائلة بورتون التافهة فتكوا بفيلق القديس جيرار؟ نفس الفيلق الذي فيه 20 الف جندي؟! ماذا حدث بالضبط؟! هل معهم طلاسم جديدة.”
” كـ كلا، التقرير يقول ان اعداداً كبيرة منهم عبارة عن فرسان! لقد.. لقد تمشو عبر الفيلق من المنتصف… بدون إطلاق طلسم واحد…”
“فرسان؟!” ترك الدوق الرسول فوقع على الارض، و اخذ يتمتم، ثم سأل مجدداً. ” ماذا عن جيرار، و مساعديه؟ كيف ماتوا؟”
” هنالك 9 قديسين معهم، كان قتال من جانب واحد…” نظر الرسول للأرض، و رد.
“9 قديسين؟! منذ متى عائلة بورتون لديهم هذا العدد من القديسين؟ لابد ان عائلة برادلي تساعدهم!!” اخذ الدوق يصرخ. ” تلك القوات القادمة ليست فرقة انتحارية، و لا نزهة إذاً، انهم يريدون حرب حقيقية.. حرب ضدي انا!؟ انا سوف- ”
عندما وصل الدوق لهذه النقطة توقف، و لم يكن يدري ماذا يقول، هذا تخطى كل حساباته..
التهويش، و التهديد يتحول لحرب حقيقية، و هنالك بالفعل الآلاف ماتوا فيها، و بينهم قديسين.. هذا لم يكن ما يريده!!