بعد 4 ايام – قصر روبين

“روبين.. روبين!!” دخل بيلي مسرعا، و اخذ يصيح.

” انا هنا، لماذا تصرخ بهذا الشكل، هل هنالك جديد؟” بعد مرور 4 ايام فقط من إصدار اوامر التحرك لجيش كبير كهذا، الجينرال إدوارد بالتأكيد ما يزال لم يصل للحدود مع دوقية آيفرين بعد.

“مصيبة! ارسل لنا إدوارد رسالة الأن، يقول انه فريق الإستطلاع لديه رصد تحركات كبيرة على الحدود، و ان هنالك على الاقل 220 الف جندي ينتظرونهم، و الأعداد تتزايد!”

“ماذا؟!” وقف روبين منهدشاً، هذا لم يكن من المفترض ان يحدث، “سحقاً…”

قبض روبين يده، مواجهة مباشرة مع الدوق آيفرين لم تكن في حسبانه، انها مشكلة كبيرة لا يمكن اتخاذها عبثاً. ” هل لدى البطريرك رأي في هذا؟”

” انه مُجتمع الأن مع بقية القديسين، و أرسلني لأخبرك، و اجلبك، هيا بنا!!” ثم وضع بيلي يده على كتفه، و سحبه معه بسرعة.

————-

بعد ثوان – قاعة الإجتماع في مبنى البطريرك الخاص.

“ماذا الأن؟ أهى حرب اخرى؟”

“هل يمكننا فعلها حتى؟”

” جيش الدوق آيفرين قوي جداً، سواءً باعداد الفرسان، و القديسين، او العتاد، او أحصنة الحرب، او الخبرة العسكرية الكبيرة، جميعهم نخبة..”

“اقترح ان يعود إدوارد بالجيش مجدداً للأراضي الجديدة حتى نجد حل دبلوماسي مع دونالد آيفرين.”

“مستحيل!!” صيحة جائت من إتجاه الباب عند هذه النقطة، بعدها دخل روبين. ” لو تم إيقاف الجيش الأن فمن سيحسب لنا حساباً بعد اليوم؟ و ماذا نفعل بعدها اساساً؟ بالتأكيد سيفرض عقوبات على *محاولة تخطي حدوده.* و سيرفع الضرائب لـ 20%، او 30% على الاقل.”

“اه انت جئت.” إعتدل البطريرك الذي كان جالس على رأس الطاولة يفرك جبهته، ثم اضاف. “ألديك رأي بشأن ما علينا فعله؟”

“…حرب عائلتا برادلي، و ألتون في المياه الراقدة ستطول، يمكننا مهاجمة عائلتا تاوي و روفوس لاحقاً، او يمكننا غض البصر عنهم نهائياً، دعونا نتخلص من تهديد آيفرين اولاً.. تحت أي ظرف يجب ان يصل ذلك السلاح الذي مع إدوارد لمدينة يورا كاملاً، و في الموعد، و إلا فوعدنا الذي قطعناه للدوقين ألتون، و برادلي سيكون هباءً، و انا لا اخلف بوعدي!”

” انت لا تقترح حرب مفتوحة ضد اقوى دوقية في المملكة، صحيح؟” احد القديسين سأل بسخرية.

“ما يزال لديك بعض المحبة في قلبي عمي سميث، لا تجعلني اغضب عليك..” رد روبين بإبتسامة حادة مما جعل الكلمات تقف في حلق القديس، ثم اكمل بعد الصمت لبضع ثوانٍ. “… هل يعرف أحدكم متى سيتلاقى الجيشان؟”

” حسب سرعة تقدم الجيش الطبيعية، و بحساب المسافة، سيصل للحدود مع دوقية آيفرين بعد يومين.” رد البطريرك.

” يومين…” تمتم روبين، و عينه بدأت تتحرك على الحضور، 13 قديساً بالمُجمل، الـ 5 قديسين القدام لعائلة بورتون بالإضافة لـ 8 إرتقوا للقدسية مؤخراً.

بعد بضع ثوانٍ عقد العزم، و تكلم. ” لا بأس، سأنطلق فوراً إلى هناك مع الدعم.”

“هاه؟ بماذا سيفيد هذا؟ هذا سيعطي آيفرين الوقت الكافي لجمع المزيد من الجنود، بينما نحن بعيدون جداً، لو تحرك جيشنا الأن سنصل إلى هناك في غضون عشرة ايام تقريباً..” بيلي هز رأسه، ، ” ألديك خطة حتى؟”

” لن نذهب جميعاً، سأخذ معي فيالق النار، و الريح، و الظلام، و سأخذ الـ 8 قديسين الجدد منكم فقط، سننطلق حالاً فوق أحصنة الحرب، اما بقيتكم، و بقية الفرسان فإبقوا هنا مع الجيش الرئيسي حتى لا يظل بدون حماية من اصحاب المستوى العُليا.

إن انطلقنا فوراً اعتقد اننا سنتمكن من الوصول خلال اليوم الثالث، اما بقيتكم احضروا بقية الجيش الرئيسي، و تعالوا ورائنا بأقصى سرعة ممكنة..”

“و ماذا سيفعل 3500 شاب، و 8 قديسين مستوى 21 في حرب كبرى كهذه؟” احد القديسين لم يعجبه الكلام.

“…سافكر في شيئ في الطريق لإيقافها، إن لم تقف، فالجيشان قادران على إحراق آيفرين بمن فيها، اريد ان ارى إلى متى يريد ذلك الدونالد ان يختبر صبري!!” رد روبين.

بدأ القديسين ينظروا لبعض، كان أحدهم على وشك التكلم، حين اشار له البطريرك ان يسكت، و تكلم هو ينظر لروبين. “كما تشاء.”

أومئ روبين، ثم خرج، و سحب بيلي في يده، و هو ينزل على السُلم قال له. ” ارى انك إخترقت للمستوى 23 مؤخراً، جيد.. انت ايضاً ستكون احد القادمين معي بما اني لا اعرف القديسين الاخرين جيداً، اذهب، و اخبر الأولاد الثلاثة ان يجمعوا رجالهم.

 

 

سننطلق خلال ساعة…. اها، احضر طرق للتواصل مع الجينرال إدوارد، و مع الحكيم ألبيرت.”

“لا مشكلة.” رد بيلي، ثم انطلق من نافذة قريبة.

في غرفة الإجتماعات بالأعلى….

“لماذا تتركه يفعل ما يحلو له يا براين؟ انه ما يزال طفلاً، لقد ورطنا في 3 حروب حتى الأن، و ما زلت تريده ان يفعل ما يشاء؟ لما لا نبقى في أماكننا نبيع طلاسم في المزادات، و نعيش على أرباحها فحسب؟” صاح احد القديسين بعدما تأكد ان روبين خرج من المبنى.

نظر له البطريرك بقرف. ” إعتدل في كلامك على روبين! أولم تخترق انت نفسك للقدسية قبل عام بسبب هذا الطفل؟ أين كنا، و اين اصبحنا بعد ظهوره لنا؟ قبل سنوات *ورطنا* في حرب ضد مملكة اخرى، معظمكم قال وقتها انه موهوم، و اني اخطأت بالإستماع له، و بعضكم كاد يرفض أوامري المباشرة بالمشاركة في الحرب، و ماذا حدث في النهاية؟ جلب لنا نصف دوقية، و لقب ماركوس.. دعونا نُسلمه الزمام مجدداً، و نرى ماذا سيحدث.”

————————

بعد ساعتين، على بعد عشرات الأميال عن مدينة يورا..

*دابوم دابوم دابوم*

2500 حصان غريب الشكل يقطعون طريقهم، و كأنهم ملوكه، أكبر حجماً من الأحصنة العادية، و وجوهم تبدو عليها الشراسة، و رقابهم، و بطونهم تغطيها دروع طبيعية… كانت هذه هى احصنة الحرب.

نصف الأحصنة تقريباً كانت تحمل شخصين على ظهورها، و مع ذلك كانوا يركضون بلا تعب، و كأنه يحملون ريشاً.

” بيلي، أعطني الخاتمين.” روبين الذي كان يركب في مقدمة الفيلق اخيراً تكلم، كانت هذه اول جملة يقولها منذ خروجه من الإجتماع العاجل.

ألقى له بيلي خاتم من النوع المزدوج، و اخر من النوع الجديد ذا بطاقة الروح، بنظرة واحد عرف روبين أيهما يمكن التواصل مع الشخص الذي يريده، فمرر طاقته الطبيعية داخل الخاتم المزدوج، و تكلم بصوت عالٍ. ” جينرال، هل تسمعني؟”

 

 

 

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=