“اااه.. ااااااااااااااااه.. هذا يكفي.. لا اريد المزيد..” للشهر الثاني على التوالي، ثم الثالث، صرخات قيصر لم تتوقف.

حتى، و هو يستريح في غرفته، و تعتني به زارا بطاقة الحياة كل بضع ساعات، يقوم فزعاً، و هو يصرخ.

هذا أجل عملية علاج ذراع بيون بعض الشيئ، لكنه لم يشعر بالسوء بخصوص هذا، النظر لنفسه في المرآة، و رؤية وجهه الوسيم عاد لما كان في السابق يكفي، و زيادة!

بطريقة، او بأخرى، زارا وجدت نفسها الأكثر إنشغالاً، و إرهاقاً حتى بعدما تم إعفائها من صناعة الطلاسم..

اما في الفترات بين صرخات قيصر التي تقطع قلوب كل سامعيها، وجد روبين الوقت الكافي لبدأ شيئ جديد.

إحتياج قيصر لشهر من الراحة بعد كل جلسة أعطى روبين وقت إضافي للرجوع لتصميم طلسم الريح الذي كان يخطط له من قبل.

الفكرة هى انتاج طلسم ينفع للحماية الشخصية، و في القتالات واحد ضد واحدة، طلسم إنفجار النار مداه واسع، و مخصص تقريباً للحرب، حتى لو سيد شاب من احدى العائلات معه طلسم من هذا النوع سيفكر ألف مرة قبل تفعيله حتى لا تصدمه الموجة حارقة ايضاً.

و في إجازة الجلسة رقم ثلاثة، روبين أتم التصميم بالفعل.. عند تفعيل الطلسم يخرج نصل رياح واحد مضغوط نحو الهدف فيقسمه نصفين!

لكن كطلاسم إنفجار النار، ظل طلسم نصل الرياح بمعدل قوى منخفض بسبب إحتياجه لطاقة ذهنية هائلة في صنعه، و طاقة طبيعية هائلة ايضاً لتفعيله، لذلك ظل بثلاث نسخ أولية، الاولى في المستوى السادس، و واحدة مستوى 8، و الأخرى مستوى 10، و تم إرسال التصاميم للأكاديمية، أما أي مستوى اعلى فظل حكراً على روبين..

لم يتبق سوى 5 اشهر على النفير..

كل شيئ يجري على قدم، و ساق، الجو المضغوط يزداد ضغطاً فوق مدينة يورا مع ان معظم الناس لا يعرفون شيئاً.

بدأ كبار الفرسان، و القديسين في عائلة بورتون بترك خلواتهم، و الخروج للإشراف على التدريب الأخير للجيش، و تجهيزهم قبل الحروب القادمة.

كلهم خرجوا في روح عالية تبدو عليهم إبتسامات الرضا، و الفخر، معظمهم اخترقوا لمستوى أعلى، و حتى من لم يخترق منهم بعد، قوته إزدادت بشكل مخيف بعدما أصلح دعائمه، و مستوياته السابقة، و أوصلها للشكل المثالي.

بعد مرور 3 اشهر..

روبين تمكن من الإختراق للمستوى الـ 12 من الفروسية، و على عَكس أمله.. لم يتغير الكثير عن المرة الماضية.

مجدداً ، بدت كل الطاقة و كأنها إختفت بعد الإختراق للمستوى الأعلى… عوضاً عن الزيادة المعتاد الطفيفة في سعة الطاقة، و قوة الروح، لم يحدث شيئ اخر..

المرة الماضي فسر روبين ما حدث بأن كل الطاقة توجهت نحو تطوير عينه، لكن ماذا عن هذه المرة؟

بعد بضع ايام من محاولة كشف أي جديد، وجد ان أنماط الدرجة الثانية من القانون أصبحت اكثر وضوحاً بشكل كاد ان لا يكون ملحوظا عن السابق.

مسيرة اضعف فارس في التاريخ ما تزال مستمرة..

*ربما اقوم بشيئ خاطئ؟ ربما علي ان أسأل المستبصر…* قال روبين في نفسه، لكن سرعان ما هز رأسه، و لطم وجهه.

لقد قام بكل شيئ بشكل مثالي، ما ذنبه إن كانت عينه تمتص كل تلك الطاقة؟ إن كان هنالك شيئ يمكنه لومه فهو هذا الكوكب لأن الطاقة فيه ما تزال شحيحة في الجو.

تشبيهه الشخصي بالأمر كالوعاء المملوء بالهواء، او الماء، مركز تجمع الطاقة في جسده يمكنه تحمل كمية طاقة معينة من الطاقة، لكن نوعيتها بالتأكيد عليها عامل… ربما لو كان في مكان أخر لتغير الوضع.

ثانياً حتى لو كان الإفتراض خاطئ، و هو بالفعل عمل شيئ بشكل خاطئ في طريقة اختراقه، فالصمت افضل من سؤال المستبصر عليها.. المستبصر يضعه في مقامٍ عالٍ، كيف يذهب له، و يقول له لا يمكنني الإختراق حتى؟!

بهذا وضع روبين موضوع الإختراقات في الفروسية جانباً مُتضايقاً، و بدأ ينظر إتجاه شيئ اخر يملئ به وقته.. الطلاسم.

خلال بضع ايام فقط تمكن من تصميم نوع آخر من الطلاسم، طلسم كرة النار، على نفس فكرة نصل الريح بأن يكون الهجوم مُوجه لشخص بعينه قام روبين بتصميم طلسم يطلق كرة من النار نحو الهدف.

أمام الخصوم الذين يرتدون الدروع القوية، او مستواهم اعلى من مستوى الطلسم، سيكون إستخدام النار ضدهم اكثر فاعلية، على الاقل سيلزمهم بعض الوقت لإطفاء انفسهم…

و كنصل الريح، قام روبين بتصميم ثلاث مستويات 6~ 8 ~10، و ارسلهم للأكاديمية ليتم صنع دفعة عاجلة منهم قبل بدأ الحرب.

أما جلسة تعديل الأساس على قيصر ذلك الشهر فلم تتم، روبين أخبره ان يركز على التعافي قبل بدأ الحرب، و انه سيكمل لاحقاً، بعد كل شيئ.. تبقى شهران فقط.

الأيام التالية شهدت تسارعاً كبيراً في الاحداث، قبل مغادرة الجينرال إدوارد كان قد جمع بالفعل جيش قوامه اكثر من 120 الف جندي.

حيث بدأت تتشكل الكتائب، و يتقسم الضباط، و الجينرالات على اختصاصاتهم، و بدأت عمليات التدريب الحر الأخيرة.

الأولاد الثلاثة ايضاً بدأوا بتجهيز فرقهم، و الضباط من تحتهم ليسهل التحكم في قواتهم الجديدة.

تم ايضاً تقرير ان القديس ديفيد – ذا المستوى 25- الأن هو من سيقود الحرب، و بدأ بوضع الخطط.

خلال ثلاث أسابيع، أصبح الجيش جاهز للقتال في أي لحظة.

في اخر الاسبوع الثالث، أي قبل بداية ساعة الصفر بشهر، و أسبوع.. توجه روبين لمكتب البطريرك، و أخبره. ” حان وقت إستلام أسلحتنا… ارسل لـ الجينرال إدوارد، و أخبره ان يبدأ التقدم نحونا، و ضع جيشنا هنا على وضع الإستعداد، فقط تحسبناً…”

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=