بعدما خرج روبين من خِلوته، و سلم زارا تقنية قانون الحياة الرئيسي، تركت كل شيئ في يدها، و ركضت إلى غرفتها الخاصة سعيدة… لقد كانت تنتظر هذه اللحظة منذ فترة طويلة!
أما الفراغ الذي تركته ورائها بين أسياد الطلاسم، روبين قرر ان يملأه.
من وجهة نظره ، كل المشاكل التي كانت تُعجز قوته في هذا العالم – عائلة بورتون – تم التعامل معها، بدأً من الاساس المالي لتوفير فرسان اقوياء، و حتى تقوية العجائز الحاليين… كل شيئ وُضع في مكانه.
عدد أسياد الطلاسم ايضاً جعل كل شيئ سهلاً، تقريباً كل الكمية الأولية التي يدين بها لعائلتا ألتون، و برادلي قد إنتهت بالفعل، و الأن اسياد الطلاسم يعملون على توفير طلاسم للعائلة، و من اجل البيع للعائلة الملكية.. فقط إنتهت السنوات الخمس حسب الإتفاق مع روبين، و جاء الوقت لبيع كميات كبيرة من الطلاسم لهم.
بإزاحة كل تلك المُهمات الإجبارية التي كان يضعها نُصب عينيه، و حتى توفير قوانين قوية لكل أبناءه، الأن حان الوقت للإسترخاء، و العمل من أجل المُتعة..
فضلاً عن ساعات التي يقضيها في المكتبة، و الأكاديمية يومياً، أضاف روبين ساعة من وقته يومياً للتمشي في المدينة ليرى وجوهاً جديدة، و يشاهد التغيرات في المدينة، و ايضاً ليتابع العمل الخيري الخاص به..
لكنه وجد انه اسبوع بعد اسبوع، شهر بعد شهر.. الأماكن المخصصة لتوزيع الطعام في المدينة بدأت تقل بدلاً من الزيادة.
و عندما سأل عن الأمر، وجد إجابة غريبة.. لم يعد هنالك فقراء في المدينة!
بعد إطمئنانهم على وجود الثلاث وجبات يومياً، خرج كل القادرون على العمل للبحث لقمة عيش غير خائفين على صغارهم، و زوجاتهم، فتوجهوا للعمل في المناجم، و مزارع الوحوش الجديدة، و حتى مصانع حاملات طلاسم الصوت التي أسسها بيلي.
اما النساء، و الغير قادرين على العمل الشاق بدأوا يعملوا مع العم تيم نفسه على انتاج الطعام للفقراء الأخرين، و يتقاضون اجراً على ذلك..
شيئاً فشيئاً، لم يعد هنالك احد في المدينة مُعدم بالكامل لدرجة ان لا يستطيع تأمين طعامه، و إحتياجاته الرئيسية يومياً…
بسبب هذا طلب العم تيم من القائمين على توزيع الحصة الشهرية بخفضها من 20 الف عملة ذهبية إلى اقل من ألف عملة ذهبية.
عندما سمع روبين هذا لم يقصد.. هذا كان تحول إقتصادي شامل على مستوى مدينة ضخمة، شريحة كاملة تم التخلص منها خلال وقت قياسي!
شيئ لم يقرأ مثيلاً له من قبل في المكتبة!
بعدما رأى ان النتائج افضل حتى مما كان يتوقع، أمر روبين بزيادة المساعدات لـ 100 الف عملة ذهبية شهرياً، و نشر العمل الخيري على كل أراضي السلف لعائلة بورتون، و ليس مدينة يورا وحدها.
“صباح الخير عمي روبين.”
“يوم جميل اخر في مدينة يورا هاها.”
“لقد تم تعييني كطباخ في عملك الخيري سيدي، شكراً لك!!”
“انت..!!”
روبين كان يستمتع بوقته، و يومئ لمن حوله مبتسماً كالعادة، حتى إستوقفته تلك الصيحة الغاضبة الأخيرة، عندما نظر لمصدرها وجد 5 شُبان في المستوى 11 من الفروسية، و الذي يقف في وسطهم ينظر لروبين كأنه قتل أباه… لقد كان شخص يعرفه روبين جيداً. ” اوه، صاحب مؤخرة المطرد! ما الذي تفعله في مدينتي؟”
لقد كان ريموس، إبن الشخص الذي أرسل المغال خلف روبين..
“مدينتك؟ لا تبالغ في تقدير نفسك، انا هنا من اجل الطلاسم بالطبع، و إلا ما الذي قد يجلبني لجحر القاذورات هذا؟ إسمع، كونك ما تزال تتنفس انت، و ذلك القيصر لا يعني أني نسيت ما حصل.. و يبدو ان القدر قد اختارك لتموت اولاً..” رد ريموس، و الشرار يُطلق من عينيه، و اخذ يتقدم هو، و اصحابه الخمسة، و يحاصرون روبين.
حتى لو قتله اليوم في منتصف الشارع، ماذا قد يحدث؟ انه إبن ماركوس! طالما لا يُحدث مشاكل في قاعة المزاد فلن تعبئ العائلة الملكية بشيئ اخر.
نظر روبين للخمسة، و هم يلتفون حوله، و تنهد، هذا لم يكن مضحكاً حتى…
ثم رفع وجهه للسماء، و صاح، ” انا روبين بورتون أتعرض لمحاولة قتل هنا، هل يوجد من يساعدني؟”
توقفت حركة الشارع…
في غمضة عين الفلاحون العابرون رفعوا المناجل، و العُمال شمروا عن سواعدهم، و الأطفال الصغار إلتقطوا الطوب، بضع اشخاص مارين في اساس الطاقة اخذوا وضعيات قتالية، و قفزوا نحو اقرب شخص لهم.
“يجب ان تقتلونني اولاً!!”
“لن يمسه احدكم!”
” إبتعدوا عن عمي يا اوغاد!!”
إندهش الخمسة مما يحدث حولهم، حتى هم لو واجهوا موقف كهذا في مدينتهم لن يتقدم احد لمساعدتهم، إلا ربما شخص اقوى ممن يهاجمهم..
“انتم الأربعة أبعدوا أولائك الأوباش عني، انا سأتكفل بذلك الروبين!” أشار ريموس لأصدقاءه، و بدأوا بدفع كل القادمين للخلف، و قتال المتدربين من أساس الطاقة لعمل حلقة حول روبين، و ريموس، الذي إبتسم نحو روبين. ” من سينقذك الأن.”
الشرار أخذ ينفجر حول يده، و قفز موجهاً ضربة نحو عُنق روبين، لكن تسمر في مكانه بعد خطوتين..
قوة ضغط هائلة إنسكبت فوق رأسه، قوة شخص اقوى حتى من أباه القديس ذا المستوى الـ 29….
الرعب تملكه للحظات بعدما شعر بهذه القوة، لكن صاحبها لم يظهر، بل إكتفى بضبطه في مكانه.
هذا الضغط ظل لبضع ثوانٍ، و لم يتبدد حتى ظهر شخص اخر وراء ريموس فجأة، و امسك بعنقه من الخلف، و ركله خلف ركبته جعله يركع، و باليد الاخرى أشعل لهب أبيض جنب وجه ريموس كتهديد له بعدم التحرك.
لقد كان احد ضباط فيلق النار، فارس مستوى 11، في مهمة دورية حول المدينة… عندها سمع الضوضاء جاء مسرعاً مع من كانوا برفقته، ثم تكلم إتجاه روبين. ” ماذا تريدني ان افعل به، معاليك؟”
“انت، ابعد يدك عن الاخ ريموس!!” احد الأربعة صاح، و كان على وشك التحرك مع البقية لإنقاذ اخاهم، لكن بضع فرسان آخرين من فيلق النار جاؤوا سريعاً، و فعلوا بهم مثل أخاهم.
” هممم هل نسامحهم؟ لا لا انا لست بهذا الكرم.. هل اقتلهم؟ كلا وقت هذا لم يحن بعد… اسمع، احرقوا ملابسهم، و علوقهم من سيقانهم على بوابة المدينة، و اخبر قيصر ان يأتي، و يضع مطرد آخر في مؤخرة هذا الشخص، لكن أخبره ان يفعلها برفق، و بطئ هذه المرة…”
“عُلم!” إبتسامة قاسية ظهرت على وجه الفارس.