اذكر الله//
“…خِلت أنك عيَّنت آمون متحدثًا رسميًّا بالنيابة عن جلالتك.” لمعت عينا روبين بغضبٍ لين، كانت نبرته ثابتة هادئة، لكن السخرية في كلماته كانت واضحة بشدة.
كان دخول ساكار رسميًّا كالعادة، لكنه لم يحاول السيطرة على الأجواء وتولّي مسؤولية الحديث كما يفعل دائمًا، بل لم يلتفت نحو روبين منذ جلس. الجو حوله كان مشدودًا، وكأنه يفكر بشدة أو يُمسك نفسه عن فعل شيء.
“لا أحد يستحق هذا اللقب غيرك، أيها المولى.” انحنى ساكار قليلًا أثناء جلوسه.
“ها ها،” ضحك آمون بصوته الخشن، محاولًا تهدئة الموقف: “لا تؤاخذه أيها المولى، فهو لم يكن في أفضل حالاته في آخر بضع أعوام.”
“وما المشكلة التي جعلتك لست في أفضل حالاتك، يا جنرالي الأعلى؟” ضيّق روبين عينيه قليلًا، “ألأنك تشعر أنك تفقد السيطرة على أتباعك؟”
“….” عاد ساكار للنظر أمامه وخفض رأسه.
حتى آمون تنهد، “…هل وصلتك الأخبار بهذه السرعة، جلالتك؟”
“لا أفهم ما الذي حصل بالضبط، كيف يُعقَل أن أوامري تُخرق بهذا الشكل المخزي لدرجة أن ملك عفاريت يضرب بها عرض الحائط ويعلن التمرد!” ضرب روبين على مسند كرسيه، “ألا تعرفون الأجيال الجديدة بمن أكون؟ ألا تخبرونهم أن أطلس الدم الذي يستخدمونه للتطور بسرعة كان من صنعي أنا؟”
“كارثة عالمٍ مغفل استخدم أرضي ليولد، واستخدم بواباتي ليغزو، وأسلحتي ليقتل، ومعرفتي ليتطور، وفي النهاية يتمرد ضد أوامري؟” اهتز صوت روبين في القاعة، ثم أشار نحو ساكار وآمون: “أسلطتكما لم تعد بلا وزن بعد الآن؟!”
“…..” حتى آمون خفض رأسه، “لابد أنك سمعت أيها المولى عن ردّة فعلنا، و… و…”
“وماذا بالضبط؟!” صاح روبين، “أنت أقمت معركة هائلة تسببت في مقتل كارثة عالم والملايين من أتباعي، حتى لو كانوا متمردين فهم ما زالوا جزءًا من قوتي، هذا التمرد ما كان يجب أن يحدث من البداية!” ثم ضرب على عرشه الصلب، “بدلًا من التلكؤ والبحث عن الوجبة التالية كان عليكم الاهتمام بما يحدث حولكم وزرع جواسيس في كل مكان لتلافي شيء كهذا قبل أن يبدأ!”
في الحقيقة، عندما دخلا قاعة العرش، حاول روبين تهدئة الأجواء والتوجه نحو مناقشة السيطرة على قوة العفاريت وأطقم الدروع وغيرها، لكن تصرفات ساكار المخزية جعلت الأمر مستحيلًا. بدا وكأنه يتحرق شوقًا لفتح الموضوع، أو يخاف من فتحه لدرجة أنه لا يمكنه التفكير في شيء آخر!
وفي الحالتين، لا يمكن لروبين أن يخيب أمله… إن كنت تريد أن تُحاسب، فتعال، سأحاسبك!
“وأنت!” أشار نحو ساكار بنفس نبرته العالية، “قرارك بعد تلك الواقعة كان تقييد تحركات بقية ملوك العفاريت؟” بعدها أمال نفسه قليلًا للأمام، “أتدرك معنى تلك الخطوة بالضبط، يا سيادة أفضل خبير استراتيجي في إمبراطوريتي؟”
“…” ظل ساكار صامتًا لثانيتين قبل أن يتكلم، “قراري يبدو كقرار أحمق غير مدروس، نابع من هلع، ويتضح فيه أني خائف من تكرار المشكلة نفسها، لكن لا حل حقيقي لدي.”
“طالما تعرف ذلك، لماذا اتخذته؟” تابع روبين بنفس النبرة، “هل يليق بجنرال أعلى أن يبدو أحمقَ، خائفًا، بلا حلول؟!”
“لأني فعلًا بلا حلول.” رد ساكار بنبرة ضعف.
“….”
الإجابة لم يتوقعها روبين أبدًا.
“يمكنني الذهاب الآن وقتل كل الملوك الذين أشك، ولو مثقال ذرة، في قدرتهم على حمل الأوامر.” برّر ساكار وهو يرفع رأسه ليواجه روبين، “لكنني أعلم أن هذا ليس ما تريده، أيها المولى، فلو استمريتُ بقتل كل من أشك في تحكمه في شهواته فلن يبقى أحد.”
ثم ضغط يده، “…كما أنه لا يوجد ملك عفاريت ليس وفيًّا لك، جلالتك، حتى الأحمق الذي قتلناه كان ينادي اسمك ويطلب الحماية وقت موته، لا توجد لدي ذريعة لقتل أحد، وحتى لو زرعتُ وسطهم جواسيس فلن يفيدوني بشيء… المشكلة في الغريزة، الغريزة التي تشتد كلما أصبح العفريت أقوى وذاق المزيد من الدم. كيف يمكن أن تخبر السمكة أن تتوقف عن السباحة، أو تخبر الأرنب أن يتوقف عن القفز؟”
“…هل تخبرني أنه لا فائدة منكم بعد الآن؟” أمال روبين رأسه للجانب.
تدخل آمون بسرعة، “جميع العفاريت أوفياء لك يا مولاي، لو أصدرت أوامر الآن بأن يحاربوا فوق السماء أو تحت الأرض، فحتى الأطفال لن يترددوا!!”
“ولو ظهرت فرصة الحصول على المزيد من الطعام فسيتجاهلون أوامري، هذا ما يقوله صاحبك.” أشار روبين نحو ساكار، “ما هو الحل غير قتل كل الملوك، غيرك أنت وآمون؟ أعلم أنك فكرت كثيرًا في الأمر.”
“لا أرى حلًّا جيدًا في الأفق.” هز ساكار رأسه، “يمكنني قتل الجميع الآن، وحتى يصل العدد إلى مئة، يمكنني أنا وآمون وهيلجا وملكان آخران مقربان التعاون وقتل البقية لو حصل أي تمرد، لكن بعد الرقم مئة ستكون السيطرة التامة مستحيلة.”
رفع آمون يده لجذب الانتباه، “أريد القول هنا إن الأخ ساكار يبالغ في التفكير كعادته. التمرد يُقصد به مهاجمة كواكب الفئة (أر) مع تجاهل قوانين الحرب، وليس تمردًا على المولى، الجميع يعشقك بلا استثناء، مولاي!”
“لا داعي لتجميل الكلام يا آمون، نحن نتحدث عن شيء آخر.” هز ساكار رأسه، “لا يهم سبب التمرد، المهم النتيجة. لو فقدت طاعة عدد كبير من الملوك دفعة واحدة فستحدث انقسامات مهولة، وسيذهبون مع زمراتهم للعيش في كواكب خاصة بهم، مُشكّلين بؤر طاعون غير تابعة لنا، بؤر طاعون تتصرف بهمجية كطاعون قرمزي حقيقي!”
ثم تغيّرت نبرته للأسوأ، “تصرفاتهم ستجذب أنظار بقية الإمبراطوريات، خاصةً أنهم سيفقدون المورد الذي كان يمنحهم الدروع التي تخفي حقيقتهم. في النهاية سيتم التبليغ عن وجودهم في تلك الكواكب القريبة منا، وهذا سيلفت نظر الجميع إلى أن هناك وباء طاعون متفشيًا في القطاع اليافع 100، خاصةً في حقل النجوم الذي نحن فيه، وفي النهاية سيعثرون علينا نحن أيضًا.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
https://olympustaff.com/bank.html
دفع فيزا مباشر:
https://www.patreon.com/truth_teller/shop
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 60 فصل شهرياً 10$
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
تدقيق/ الشيخ جبتي
=============
فصول الشهر 49/20
ولا بزال يثبت لنا ان سكار افخم من جسد معنى جنرال حرب
اش دخلك
دس لايك
مفيش غير حل واحد وهو قانون الدم وما الى ذلك حيث يطور شيء يقمع غريزتهم…
ايوه فعلا دي حقيقة
انا قولت الكلام ده بيني وبين روبين لكن يبدو ان احدهم يتلصص علينا 🤔🤔🤔
العفاريت يعشقوا روبين 🐸
ممكن تستخدم كلمة اخرى 🙃
اول؟
دسلايك
لا
دس لايك +1
مشكلة عويصة يجب ان يحلها روبين و مشكلتنا قلة الفصول يا زيوس هههههه
شكرا علي مجهودك
بنشوف كيف روبين رح يتعامل مع هاذي المشكله المؤجله من مئات السنين
أنا لذيذ
يعم… بديش اوسخ كلامي , ليه التعليقات الي تجيب الشبهة والقرف ؟
المهمهم ماذا وضعه
احب ساكار ❤️🔥
شكرا على الفصل
ساكار تفكيره اعمق بكثير من امون يستحق منصب الجنرال بجداره لازم روبين يحل مشكله دم العفاريت
سؤال محيرني ساكار ليه مختلف ! كان من البدايه ما يجذبه القتل وهذا اتضح من ذكرياته بالكهف كان ذكي ويفكر كثير بالنجاه بالنسبة للعفاريت الذكاء مو صفه متعارفه عندهم