مر عام إضافي بسرعة..

كل شيئ هادئ بشكل مريب.. يمكن وصفه كالهدوء الذي يسبق العاصفة.

التحركات الكبيرة، و حشد الجيوش من الدوقيتين ألتون، و برادلي كانا واضحين جداً فجذبا أنظار المملكة بالكامل لهناك، لكن لم ينجح احد بفهم ما يحدث.. فقط شائعات تتطاير عن حرب قريبة جعلت الجميع في حالة ترقب.

عودة شيوخ عائلة بورتون من الأراضي الجديدة، و إختفائهم كلهم دفعة واحدة لم يمر مرور الكرام.. فالمدينة اضحت مليئة بالنبلاء، و الجواسيس، و ما حدث تم رصده بسهولة.

منذ عودة أولائك الشيوخ، و لأكثر من سنة الأن لم يرهم احد.. ما عدا بيلي، و البطريرك قد يخرج أحدهما على إستحياء كل شهر، او شهرين لأخذ القرارات المصيرية، و يعودا للإختفاء مجدداً.

حتى القائمين على المزادات هما قديس من عائلة برادلي و تساعده ميلا برادلي.. صرح بهذا الحجم لا يوجد به احد من عائلة بورتون يشرف عليه!

دوقية آيفرين كانت اكثر من تحرك على الأرض خلال هذه السنة..

فبعد تجاهل عائلة بورتون تهديداتهم بغلق الحدود مع الاراضي الجديدة، و إستمرار منعهم من المزادات جُن جنونهم، حتى انهم أغلقوا الحدود بينهم، و بين دوقية ألتون ايضاً كوسيلة للضغط… لكن بلا فائدة.

أرسلوا مبعوثين لعائلة بورتون انهم مستعدون للرجوع للـ 10% الأصلية، و نسيان زيادة الـ 15%، لكن لم يستقبل مبعوثيهم احد مهم… جلسوا مع فرسان عجائز من المستوى 12 بعدها رحلوا، وجوههم تشتعل ناراً من الغضب.
—————–

أما روبين، فبعد الانتهاء من إتمام تقنية تعديل الأساس، و تصليح التقنيات التي كانت مع شيوخ العائلة، روبين رجع لما كان يفعله قبلها..

التنقل بين المكتبة الكبرى، و مساعدة أسياد النقوش، و إلقاء محاضرات في الأكاديمية نهاراً.. و البحث ليلاً.

لن يكون مبالغة إن قال روبين انه قرأ اكثر من نصف المكتبة بحلول الأن، مع أن مكتبة عائلة بورتون لم تكن الأكبر من نوعها بأي شكل.. إلا ان معارفه العامة حول كل شيئ في العالم إزدادت بشكل كبير، و هذا هو المطلوب!

أما اسياد النقوش، حالياً وصل عددهم لـ 221 حتى بدون الـ 50 سيد نقوش الذين ذهبوا مع بيلي!

إلا ان السنة شهدت قِلة ملحوظة في عدد المتقدمين للعمل لدى عائلة بورتون، خاصةً بعدما أعلن روبين انه يحتاج للشباب الصغار ذوي الأرواح القوية فقط، و أوقف تعيين الفرسان كبار السن.

و مع ان عددهم الكبير كان مطمئناً لكمية النقوش التي يمكنهم الإنتهاء منها قبل بدأ الحرب.. روبين إنشغل اكثر في مساعدتهم.

هذا لأن بيلي أخذ تقريباً كل الإحتياطي النقدي من العائلة في زيارته الأخيرة إلى هناك، و ترك مخازن عائلة بورتون فارغة تقريباً..

لذلك بخلاف بعض الطلاسم الطبيعية التي تباع شهرياً، بدأ يبيع منتجات اخرى ليسد هذا العجز في الأموال، مثل.. لفائف نقل ذهني فارغة!

لكن هذه اللفائف كانت مُعدلة اكثر لتُصدر توهج بسيط على ختم فوقها طالما ما يزال محتواها سليم، و إن قرأها احدهم يبطل التوهج، و تتحول للفيفة عادية…

الرسائل بين النبلاء عالو المستوى، و بعضهم، و نقل المعلومات المهمة كانت دائماً ما تكون محفوفة بالمخاطر، و لفيفة كهذه تؤكد ان الرسالة لم تُفتح من قبل ستوفر عليهم مشاوير بنفسهم، لذلك بدأ روبين يبيع هذا النوع من اللفائف الفارغة بـ 5000 الاف عملة ذهبية للواحدة.

بدأ يبيع ايضاً تقنية نقل الخواطر ذهنياً داخل لفيفة ذات الإستخدام الواحد، بـ 30 الف ذهبة للفيفة الواحدة!

فـ بعدما يتم نقلها لذهن الشخص مباشرةً لن يتمكن من تعليمها لأحد آخر بسهولة، إلا إن كان باحث، و يمكنه إعادة كتابة كل شيئ من البداية، و تعليمها لمن يشاء.. و هذا سيلزم وقتاً، و سيكون روبين قد حقق ربحه المرجو منها، و وجد شيئ اخر يبيعه.

التقنية تُعد إعجاز بالنسبة لهذا العالم، و ثمنها اعلى بكثير من هذا، إلا انه باعها بهذا السعر، ولأنها مخصصة لشخص واحد، لذلك فالعائلة الملكية وحدها إشترت 30 لفيفة بمبلغ يقارب المليون عملة ذهبية من اجل إعطائها لأمرائهم، و الشيوخ عاليين المستوى!

أرباح هاذين المنتجين بالإضافة للزيادة ملحوظة في مبيعات ألواح القسم ذات المكان الواحد، خزينة العائلة إنتعشت مجدداً.. حتى بعد دفع 2.5 مليون عملة ذهبية للعائلة الملكية مقابل أحصنة الحرب.

أما ليلاً، فهو يعود لأبحاثه، تحديداً الابحاث عن قانون الحياة الرئيسي.

حتى بعد عام كامل من البحث، و بعد تطور عينه لم يستطيع الكشف عنه بالكامل، لقد توقع إيجاد مصاعب في طريقه نحو واحد من اصعب القوانين الرئيسية، لكن هذا ببساطة تخطى حدود تخمينه..

الحياة ليست شيئ كالنار يُرى، او كالظلام يمكن تحديد مواصفاته.. انه شيئ يوجد في كل الكائنات بلا شك، لكن لا يمكنك الإشارة نحوه، و تقول هذا هو قانون الحياة

البشر، و النبات، و الحيوانات احياء.. لكن ما الذي يجعلهم أحياء؟ ما الذي يُفقدهم هذه الصفة لاحقاً؟ أهى ضربات القلب.. النشاط العقلي.. الروح..؟!

خلال السنة جرب روبين الإختلاء بنفسه لبضع اسابيع مرة واحدة عندما كان يشعر انه على وشك احداث طفرة كبيرة، لكن في النهاية لم يحدث شيئ.. أمسك ببضع مفاتيح بالفعل للقانون بعد كل هذه المحاولات، لكن كلما حاول السعي وراء احدهم وجد الطريق مغلقاً.

حسب تقديره الحالي.. فهو يحتاج تقريباً 10 سنوات إضافية حتى يكمل تقنية الدرجة الأولى من هذا القانون العنيد..

أما اليوم تحديداً، و بينما هو مُختلي بنفسه يحاول إيجاد حلول للقانون كالعادة، سطع نور لامع في الغرفة.

خيوط من النور بدأت تخرج من رأس روبين، و تتشكل امامه على بُعد مترين في هيئة بشرية، كل شيئ إستغرق اقل من ثانية.

و في النهاية الشكل البشري فتح عينه مبتسماً. ” مرحباً يا فتى~.”

 

 

5 1 vote
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=