1466 -حرب نهاية العالم

اذكر الله//

“…هل شهدتَ حربًا كونية من قبل؟”

“…كلا.” روبين عقد حاجبيه قليلًا، لا يعرف ما فائدة هذا السؤال، ولا لماذا يسير معه حتى حدود الغيمة؟

الغيوم القرمزية في الأفق، الشمس المختفية بين الغيوم، والشهب التي تندفع من الأسفل إلى الأعلى جميلة فعلاً، صانعةً مشهدًا شاعريًا أسطوريًا… لكن هل أشخاص بمثل مكانتهم بحاجة لأن يقفوا ويراقبوها عن قرب حقًا؟

هيدريك تجاهل نبرة روبين المستغربة، ثم تكلم بهدوء وهو يتقدّم، “الحروب تحدث يومياً في كل مكان. فقط عندما تتصارع الإمبراطوريات الألفية داخل القطاع الواحد يُسمى ذلك حربًا كونية، واحدة مصغّرة على الأقل، فتلك الحرب تجذب كل الإمبراطوريات والقوى الأخرى داخلها، من أكبرهم لأصغرهم، في مطحنة لحم ضخمة. الحروب بين الإمبراطوريات الألفية لا تترك أحدًا إلا وتأثّر، الاقتصاد العام في القطاع ينهار، والحيوات تصبح أرخص من التراب.”

“…و الأسوأ، تلك الحروب الكونية المصغّرة تكون بادرة لشيءٍ أكبر. فكل الأباطرة الألفيين لهم علاقات خارج القطاع، فيطلبون الدعم، فتقع ضحايا، فيأتي المزيد من الدعم مدفوعًا بالانتقام، وهكذا~ حتى تمتد لتكون حربًا متعددة القطاعات… حربًا كونية بالمعنى الكامل.”

“….”
روبين ضيّق عينيه، هل هذا وقت مناسب لبدء درس توعوي؟

“لقد اخترت هذا المشهد اليوم، روبين، ليس من أجل جماليته فحسب، بل لأريك شيئًا… شيئًا أراه كثيرًا، شيئًا ستراه بالتأكيد يومًا ما طالما لديك بذرة مجرة.”
عند هذه النقطة كانوا قد وصلوا لنهاية الغيمة، فأشار هيدريك للأسفل، “املأ نظرك بما تبدو عليه الحرب الكونية.”

ثم بدأت تُسمَع أصوات:

قعقعة

كلانج كلانج

“…؟” روبين نظر للأسفل بحاجبين معقودين، ثم بسرعة انتفض للخلف تلقائيًا، “ما..!!”

“مهلًا.” لكن يد هيدريك خلف ظهره منعته من التحرك، “نحن ما نزال في مجتمع الروح، هذه مجرد صور مُسجّلة.”

“صور؟” روبين عاد لينظر للأسفل بعينين مفتوحتين كما لم يفتحهما من قبل، وقلبٍ يدق بقوة بمزيج من الرهبة والحماسة، “ما… هذا المكان؟!”

روبين رأى حروبًا، قاد حروبًا، أشعل حروبًا، لقد فعل كل شيء له علاقة بالحرب، ورأى كل شيء… لكنه لم يرَ شيئًا كهذا أبدًا.

في هذه اللحظة، تحت الغيمة، كانت هناك حرب، وليست أي حرب… روبين كان يقف على غيمة على ارتفاع رهيب، ومع ذلك لم تقع عينه على شبرٍ واحد من الأرض ليس فيه جثة، ولا شبرٍ واحد من سماء ساحة المعركة ليس فيه جندي.

قمم الجبال تُدك، الأنهار تتبخر، المحيطات تتحول إلى اللون القرمزي.

تلك الأعداد لم تجعل الأمر يبدو كإحدى معارك حرب جارية، بل حرب إبادة ستتقرر اليوم. كم يوجد في الأسفل؟ ملايين؟ عشرات الملايين؟ …أكثر؟!

على الأرجح أكثر.

عدد الأعراق في الأسفل لا يمكن عده، وأنواع الدروع والأزياء الموحدة بالعشرات. كلهم يهاجمون مرتدي الدروع الفضية، ولطريقةٍ ما، هم يتمكنون من التصدي في مشهد ملحمي مهيب.

“رااااور–”
بجانب المطايا والوحوش التي تقاتل إلى جانب أسيادها، وحتى وحوش الدعم، روبين تمكّن من رؤية العشرات من الوحوش الضخمة بارتفاع عشرات الأمتار يتقاتلون، رآهم يأكلون الجنود أكلاً، رآهم يدمّرون بعضهم البعض.

روبين عرف على الفور أن تلك لم تكن وحوشًا عادية، فهناك وحش معين كان مكرّرًا في أكثر من مكان. لقد كان ثعبانًا ضخمًا، لونه يتمايل بين الفضي والأزرق الخافت، جسده نصفه قوي مليء بالعضلات المرنة، والنصف الآخر عبارة عن هيكل عظمي مملوء بالأشواك، حتى رأسه الضخم عبارة عن جمجمة.

ذلك الثعبان كان يوجد منه تسعة في مرمى البصر، متناثرين، يقاتلون جيوشًا بمفردهم… هذا له معنى واحد، هذا ليس وحشًا، إنهم أشخاص أقوياء لديهم دماء مكثفة من ذلك الوحش، مثل بايثور!

عندما لاحظ اهتمامه، أشار هيدريك نحو إحدى البقع التي يسيطر عليها الجيش الفضي، وفي وسطهم أحد تلك الثعابين الغريبة:
“هذا هو جيش إمبراطورية النيازك المتساقطة، وتلك دماء ملك الوحوش ناغاراث مستخدم قانون التحطيم، الذي وصل لقمة حالته قبل أن يُقتل. لقد أنفقت الكثير لأفوز بدمائه من أجلهم.”

“كل هؤلاء بقوة بايثور…” روبين فتح عينيه وتمتم، واضح أنهم يستخدمون قانونًا ثانويًا للدمار، ودماؤهم بهذه الكثافة…

لا، بل أقوى من بايثور. عدد كبير من الجنود في الأسفل يرتدون أطقم دروع، والأفاعي العملاقة محاطة بطلاسم وعتادات دعم على أجسادهم أيضًا!

أولئك التسعة يقاتلون حوالي 22 وحشًا عملاقًا أمام عينيه الآن، على الأرجح هم أيضًا متحوّلون، وصلوا للقمة المطلقة للمسار الثاني.

كلمة “مدمّر” لا يمكن أن تصف ما يراه الآن!!

اللون الأحمر في الغيوم لم يكن بسبب الغروب، بل بسبب تبخّر الدماء الكثيف. بخار الدماء الذي نافس بخار كل المحيطات والأنهار مجتمعين وصنع هذه الغيوم.

الشمس التي كانت تُقدّر نورًا من تحت الغيوم لم تكن شمسًا، لقد كان جبلًا من الجثث المشتعلة… كان هناك فريق يرتدي زيًا موحدًا يجمع الجثث ويلقيها في ذلك الجبل، لم يوقفهم أحد، كل الأطراف تركتهم يقومون بعملهم ليخلّصوهم من الرائحة النتنة والأمراض، ويفسحوا المكان للمزيد من الجثث.

“هذا…”
الشهب التي كان يتعجّب روبين من جمالها اتضح أنها طلقات من مدافع السفن الحربية الضخمة، تُوجَّه بشكل مُتعمد نحو الأعلى!

رفع روبين رأسه للأعلى حتى كادت رقبته تطق، وعندها فتح فمه وعينيه أكثر، “أأ.. أأأ..”

في الأعلى، فوق الغلاف الجوي، كانت هناك معركة أخرى صامتة. معركة هائلة بالسفن الحربية، معركة بين كوارث عالم وحالات وصل!

ماذا كان يحصل؟ كمّ السفن الهائل في الأعلى يجعل الأمر يبدو وكأن روبين ينظر نحو بِركة حمئة مليئة بالسمك الضخم، والقذائف المتبادلة التي لا تتوقف بدت كألعاب نارية أبدية تأبى التوقف.

تلك الطلقات التي يتم إطلاقها من الأسفل كانت تعمل كمدفعية، كل جانب يحاول مساندة قواته في الأعلى حتى لا ينهار.

فلو انهار جانب جنرالات هيدريك وسفنه، كوكب فيريليون سيتدمّر بهجوم واحد من أحد حالات الوصل المعادية!!

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
https://olympustaff.com/bank.html

دفع فيزا مباشر:
https://ko-fi.com/olympu

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 60 فصل شهرياً 10$

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 103/91