بعد اسبوعين – مدينة يورا
“أبي!” صيحة فرحة دوت داخل قصر روبين، حيث تسارعت خطوات قيصر و إرتمى في حضن روبين، لقد مرت اقل بقليل من ثلاث سنوات من أخر لقاء بينهم
“هاها اهلاً بعودتك ايها الإبن العاق، اوه؟ تركت لحيتك ها، تبدو جيد فيها..” لم يجد روبين ما يقوله في موقف كهذا فغير الموضوع
امسك قيصر بلحيته بعدما ترك والده،”هل هى جيدة حقاً؟ في البداية قررت تركها تكبر لانها افضل طريقة لإخفاء ملامح الطفولة المتبقية في وجهي، و بعد ذلك تركتها فحسب لأني لم اجد وقتها لتشيذبها.. ارى انك انت ايضاً قد اتتمت بلوغك ، هنيئاً لك هاهاها”
مرت 6 سنوات على إعادة تشكيل جسديهما، الأن اجسادهما الجديدة في الثامنة عشر من عمرها
كلاهما إكتسب طولاً و وسامة عن اجسادهما السابقة، و لو ان قيصر اطول بقليل.. نموهما إقترب على التوقف و ما تبقى من ملامح الطفولة قد إختفى بالكامل تقريباً، بعد سنتان او ثلاث اخريات سيتوقفا عن النمو جسدياً و تثبت ملامحهم لفترة طويلة جداً قبل ان تبدأ بالتغير مجدداً، فسيبدأ تقدم العمر بالتباطئ ليناسب مستوى قوتهما..
” اجل، اللحية جيدة عليك، اعتقد انه عليك تركها تكبر… هاي انتم، ما الذي تفعلانه في الخلف؟ تعاليا!” روبين تقدم نحو ثيو و بيون اللذان وقفا بهدوء في الخلف عندما وصلا
“نحيي مولانا.” إنحنى بيون و ثيو عندما وجدا روبين قادم
“مولى من ايها الاحمق؟ ألم اقل انكما أولادي الأن؟” لم يوقف روبين خطواته و ذهبت و احتضن الشابان ايضاً، ” اهلاً بعودتكما!”
نظر الإثنان لبعضهما ثم إبتسما و أومئا بإتجاه روبين، و رد بيون ” شكراً لك.. ايها الأب..”
قبل مغادرة الإثنان للحرب على الإرهاب كان ما يزال روبين طفلاً، اما الأن فهو في نفس طول ثيو و حتى انه اطول من بيون بفارق بسيط، على الاقل كلمة *ابي* لن تكون غريبة جداً الأن
ثم توجه بيون و إحتضن زارا التي كانت واقفة و عيناها تملأها الدموع على الجانب، بينما إنشغل روبين بتبادل اطراف الحديث مع بيلي، حتى..
لمح روبين شخص بطرف عينه كان يقف في الخلف و ينظر له بعينان لامعتان كأنه ينظر لإله، فقطع حديثه مع بيلي و سأل، ” ما الذي تفعله انت هنا؟!”
“انا..؟! ..الاخ الكبير قيصر اخبرني ان أتي..” أجاب ألفريد و أمال رأسه للأرض
” الاخ الماذا..؟! قيصر، ما الذي يحدث هنا؟ لماذا تسحب سمو الأمير الصغير ورائك؟ كان يفترض ان ينتهي تدريبه خلال شهر واحد و يرجع للعاصمة، أتريد ان يقتلني الامير ويليام؟!” اخذ روبين خطوتين منفعلاً و امسك بأذن قيصر
” هذا ليس ذنبي!! جاء لي متعجرفاً في البداية و يطالب بأن انتهي من تعليمه بسرعة حتى يرحل، لكن منذ ان عرف انه على وشك تعلم قانون النار الرئيسي و لم يتمالك نفسه، إلتصق بي في كل مكان.. و بعد ان عرف ان القانون الذي تعلمه هو قانون رئيسي مثالي و افضل من الذي تمتلكه إمبراطوية اللهب، و ان ثيو و بيون لديهما قوانين رئيسية مثالية ايضاً، بكى ليومين ثم طلب ان يبقى بجانبنا، لقد قاتل معنا جنباً إلى جنب منذ أرسلته لنا و-”
” قـ قـ قـ..” ميلا فتحت عينيها على اخرهما و بدت و كأنها تحاول قول شئ، لكن لم يخرج صوت
” …هل قلت شئ لم يجدر بي قوله؟” سأل قيصر عندما رآها تتصرف هكذا
“تسك~ اتركها قليلاً و ستتحسن” روبين لم يكن قلقاً من وجود ميلا في محادثات كهذه بما انها -مثل ألفريد- اخذت قسماً ان تحفظ اسراره قبل ان تتعلم رسم الطلاسم من زارا، كما انها زوجته المستقبلية، ستبدأ بمعرفة اشياء كهذه عاجلاً ام اجلاً،
ثم اكمل كلامه و هو ما يزال ممسكاً بأذن قيصر، ” أتقول انك أشركت الامير الصغير في الحرب على المتمردين و عرضت حياته للخطر؟ انظر لوجه! انه ملئ بالندب!! أتريد من اخاه و عمه ان يقتلانني؟!”
” انا ايضاً وجهي ملئ بالندب لكنك علقت على ذقني فقط!” رد قيصر ممتعضاً
“اخرس! انت جينرالي المستقبلي و هذا دورك، إن لم يكن مليئاً بالندب دائماً فأنا من سأصنعها لك بنفسي!” شد روبين يده اكثر على اذنه
“عفواً.. معاليك.. انا شرحت لأخي الكبير اني من طلبت البقاء لأنها بيئة جيدة للتدريب، ارجوك لا ترحمني من البقاء معهم..” تكلم ألفريد
نظر لها الجميع بشكل غريب بعد هذه الجملة، أما قيصر فضحك بصوت عالٍ و نظر لروبين، “هاهاها أرأيت؟ ذلك الشخص كان يتصرف كملك و نحن في دورة الممالك الثمانية و واجه قديسين بشجاعة عندما كان بيون معتقلاً، كما انه قاتل معنا لشهور و يده غُزمت في دماء المئات من الرجال… إلا انه يصبح كالقطة عندما تأتى ذكراك،”
نظر روبين لأفريد مطولاً، ثم اعاد النظر لميلا التي ما زالت لم تفُق من صدمتها… هذا الإثنان كانا يعرفان انه أصل الطلاسم لكن لم يرمش لهما جفن
الأن و قد سمعا عن تقنيات القوانين الرئيسي المثالية إنقلبت ملامحهم بالكامل مع انهما يعرفان انه باحث عبقري، المفترض ان لا يحدث هذا، خاصةً ميلا التي درست الطلاسم بالفعل و يمكنها صنع معظمهم!
لقد إستخف بوقع القوانين الرئيسية كثيراً..
في النهاية ترك أذن قيصر و فرك جبهته قليلاً ثم تكلم، ” لا بأس، طالما بمزاجك و عائلتك تعرف، يمكنك البقاء معهم.. بالتفكير في الأمر، قد يكون لدي طلب منك اليوم.. تعال تعال اجلس، جميعكم ايضاً اجلسوا.. لدينا بعض الترتيبات الجديدة اليوم لنتحدث بشأنها!”
“حاضر!!” إبتسامة كبيرة علَت وجه ألفريد عندما سمع انه مرحب به
تقدم الجميع و جلسوا في اماكن، حتى ميلا سحبتها زارا و أجلستها بجوارها، ” البطريرك سيأتي بعد قليل، عندما يأتي سنبدأ حديث و قد نـ- …. بيلي تعال اجلس، لماذا ما تزال واقف؟”
” قـ قـ قوانين رئيسية.. قيصر قال ان اولادك الثلاثة لديهم… تقنيات قوانين رئيسية…” تمتم بيلي بصوت منخفض، ثم وقع على ظهره مغشياً عليه.
الموضوع التاليالموضوع السابق