1458 – حلم إبن الدمار

اذكر الله//

هيدريك نظر بعيدًا وكأنه يرى تلك الفترة أمام عينيه،
“…في أحد تلك الأيام، أثناء فترة هيجاني، دخلت في معركة ضد عدة أشخاص في قمة حالة وصل من مجرة إشراق، الاسم المُنمق الذي أسمته كايليس لمجرتها.
لقد جاؤوا ليقضوا على التهديد الذي يعيث في قطاعهم فسادًا، لا أذكر جيدًا كم كانوا، عشرة أم عشرين، لكن لا يهم…
المعركة كانت كبيرة، وحصلت خسائر كبيرة، فطلبوا حضور الأوصياء.”

“…” عينا روبين انتفضتا للحظة.
قاتل عشرة أو عشرين شخصًا في قمة حالة وصل وهزمهم؟
هل كان هو نفسه وصيًا بالفعل وقتها؟!

“…لكن من حسن الحظ أن من جاء للمساعدة في قتلي، من جاء كانت كايليس بنفسها.”
هيدريك تنهد،
“تمكنت من إخضاعي بسهولة بعد بضع تبادلات، لكنها لم تقتلني مباشرة، بل سألتني عن سبب ما دفع أمير مثلي للتصرف بهذا الشكل.
في ذلك الوقت، انهرت… خلتُ أنها آخر فرصة يمكنني أن أفتح فمي فيها، آخر مرة يمكنني أن أشتكي لأحد فيها بمصابي، فأخبرتها بما حصل معي… ما فعله ذلك الرجل…”

ثم ابتسم،
“أعتقد أن قصتي كانت مؤثرة نوعًا ما، لأنها لم تقتلني بعد سماعها، بل عرضت عليّ أن تقوم بتنقيتي!”

“تقوم بتنقيتك؟ كيف يعمل هذا؟” روبين رفع حاجبًا واحدًا.

“هل تذكر عندما أخبرتك بمعارف كايليس والخدمات التي حصلت عليها، وأن طريقها كان سهلاً؟
هذا بسبب جلسات التنقية.”
هيدريك شرح بصدر رحب،
“بعد الوصول لقوة معينة، مستخدمو قانون ثانوي معين في مسار النقاء الجوهري يمكنهم تنقية الأفكار السلبية، وتنقية القلب من الحقد والكراهية، والأهم… يمكنهم تنقية هالة الكارما السيئة المحيطة بالأجساد!”

“حقًا؟” روبين عقد حاجبيه بقوة.

“أجل، هذه الخاصية جعلت كايليس وعددًا من سلالتها مشهورين جدًا، مهمين جدًا، وذوي احترام عالٍ في أي مكان يحضرونه.
فلا يوجد أحد لا يريد أن يُرجع هالته السلبية للصفر، ويحظى بفرصة أخرى!
بالطبع، الأمر مُكلف بدرجة مخيفة، وهو مصدر الدخل الرئيسي لمجرة إشراق، ومع ذلك… فهي ما تزال فرصة ثانية مؤكدة إن كان معك المقابل المناسب!”

ثم تغيرت نبرته،
“في ذلك الوقت، لم يكن معي المقابل لجلسة تنقية واحدة، بل لم يكن معي أي شيء، خاتمي وأسلحتي… كل شيء فقدته على طول الطريق، لكنها عرضت أن تقوم بالأمر على أي حال.
قالت إنها إما أن تقتلني، أو تُنقّيني وتُملي شروطها.”

ابتسامة غريبة، مُنهزمة، ظهرت على وجه هيدريك،
“حتى تلك اللحظة كنت أظن أن عزمي بلا مثيل، أني إن بدأت طريق الموت، سأمشيه للنهاية وأسحب معي أكبر عدد من المخلوقات للجحيم، لكن…
أمام الموت، أمام الفرصة، ضعفت… لقد خذلتها.”

“….!؟”

“تمت تنقية هالة الكارما السيئة المحيطة بي لدرجة كبيرة وقتها، أصبحت أضعف من أن تُسبب أي ضرر لشخص بمثل قوتي، ثم سمعت شروط كايليس البسيطة…
قالت إنها أعطتني حياة جديدة، والآن تتوقع أن أفنيها من أجلها، على أن أصنع قوة تحت إمرتها في القطاع 101 باستخدام ما أعرفه من مسار الدمار، وأساعدها في الدفاع عن القطاع لو حصلت حرب كونية.”

“…في ذلك الوقت كنت قد فقدت كل شيء، ونزلت من نظر نفسي بعدما ضعفت في آخر لحظة واخترت الحياة، فوافقت…
وافقت عقابًا لنفسي، لا يوجد عقاب لشخص مثلي أكثر من أن يتبع شخصًا آخر، وأنا أعرف أني كنت أستحقه.”
هيدريك ابتسم بخيبة أمل،
“مرت السنين على تلك الشاكلة، لا أذكر كم مرة… كوّنت قوة من بضع أتباع اخترتهم بنفسي ودربتهم، ثم صنعت إمبراطورية، ثم تمددت حتى أصبحت أملك إمبراطورية متعددة، ثم إمبراطورية مئوية، ثم ألفية!”

“عند تلك النقطة، عندما وجدت أني حققت شرط كايليس بالفعل، وأن حتى عقابي الذي أقنعت نفسي بالتنفس من أجله لم يعد له فائدة…
اعتزلت.
دخلت ذلك الكوكب العشوائي الذي دعوته بعاصمة إمبراطوريتي، وغرقت في العزلة والوحدة فيه لمئات آلاف السنين.
أحيانًا أُسلي نفسي بالتدريب، معظم الوقت أحدّق في السماء، أُعيد النظر في حياتي، في ماذا صنعت من أجل ذلك الرجل، وكيف ردّ خدمتي بأن أوصلني لتلك النقطة…”

“حتى جاء ذلك اليوم، عندما جاء إخوتي للاحتماء عندي، وأنا آويتهم بدون أي شروط، مستعد للمعركة التي أخيرًا ستضع حدًا لهذه المهزلة التي تُسمى حياة،
ثم جاء ذلك الشخص فعلاً، جاء قاصدًا التدمير…”

“…” روبين لاحظ تغييرًا مهيبًا في حالة هيدريك عند آخر جملة.
ابتسامته خائبة الأمل تحولت إلى واحدة كبيرة، عيناه المخفيتان لمعتا بالتحدي…
كانت هذه أول مرة يراه بذلك الشكل… أليس من المفترض أن تلك كانت أحداثًا حزينة!؟

والرد على سؤاله لم يتأخر:

“…لقد كانت أسعد أيام حياتي.”
هيدريك رفع رأسه ليراقب صفاء السماء، وضحك ضحكة خفيفة،
“لقد استخدمت قواتي عديمة الفائدة في إيقاف نخبة الآب، واستخدمت قوتي التي كنت أتسلى برفعها في إيقافه هو شخصيًا، حتى إني أصبته!!”

ثم لوّح بضع مرات،
“أعلم أنه تراجع من تلقاء نفسه بعدها لأسباب ملتوية في رأسه، لكن… أنا أصبته بلا شك!”
ثم بدا وكأنه لاحظ، فالتفت نحو روبين،
“آه، عذرًا، هل أظهرت نفسي بصورة سيئة؟”

“…قليلًا فقط.”
روبين لوّح بضع مرات لهيدريك بأن يُكمل، لكنه كان يصرخ بداخله ذلك الوغد يحتفل لأنه أصاب والده في قتال.

لكنه نوعًا ما تفهّم.
أيًّا ما حدث بينهما، ليس من النادر أن تجد خلافات بين الأب والابن الأكبر.
هو نفسه ما كان ليُمانع أن يعطي أباه لكمة أو اثنتين أيضًا.

الابتسامة اللطيفة عادت لوجه هيدريك،
“…بعد تلك الواقعة، أصبحت لقواتي، ولقوتي، قيمة مختلفة.
لم أعد أراهم كعبء، كعقاب، بل أصبح لهما هدف جديد…الانتقام.
الانتقام الذي لطالما ظننته أضغاث أحلام أصبح ممكنًا فجأة.”
ثم عاد لينظر بجدية نحو الغيوم الحمراء، حُمرة الغروب،
“فأعطيت الأوامر لقواتي بالانتشار أكثر، بضم المزيد من الكواكب، بزيادة الإنتاج.
أعطيت الأوامر بجذب الباحثين ودعمهم لصنع أساطيل أقوى، أعطيت الأوامر بنشر سفن الكشّاف النجمية في القطاع اليافع لأجمع كل ما يمكن جمعه من موارد…
حينها وجدت البذرة.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
معاذ خلف عواض الثبيتي
SA55 8000 0327 60801624 0281

دفع فيزا مباشر:
https://ko-fi.com/olympu

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 60 فصل شهرياً 10$

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 103/83

هذا هو الرقم القياسي القديم بالمناسبة