اذكر الله//
“….” روبين التفت بجواره ببطء شديد، “عذرًا؟” ثم أظهر ابتسامة مستغربة على وجهه، “أعتذر، سمعي ثقيل أحيانًا، لما لا تُكرر ذلك الطلب مرة أخرى؟”
“لن أكرر كلماتي. قد لا تكون كارثة عالم حتى الآن، لكن أعتقد أن سمعك جيد بما يكفي.” هيدريك ابتسم بلطف.
“لا لا، هذا ليس تهكمًا، أعتقد أني سمعت خطأ فعلًا.” روبين لوّح باستغراب، “لأني أحسب أنك طلبت مني عتاد الإزاحة الكوكبي من الدرجة الرابعة… بشكل نهائي؟”
“هذا صحيح.” هيدريك أومأ.
روبين هز رأسه ثم عاد ليسأل بضحكة غير مُتفهمة، “لا لا، أنت لا تفهم، دعني أُعيد السؤال… هل تقصد نفس العتاد الذي اشتريته بـ 5.6 مليار، في حين أنك أخبرتني أنك لا تملك أكثر من مليارين؟ العتاد الذي تعلم جيدًا أني أحتاجه بشدة أيضًا؟ هل هذا هو الذي تريده؟”
“هو بعينه.” للمرة الثانية، هيدريك أومأ.
“ألا تريد نقل البذرة فقط عندما تصعد للقطاع المتوسط؟ أشتري لك واحدًا من الدرجة الثانية أو الثالثة، أليس لديك أحد تتنمر عليه غيري؟!” روبين لوّح.
هيدريك هز رأسه، “عندي خمسة عتاد كوكبي من الدرجة الأولى، ثلاثة من الدرجة الثانية، وواحد من الدرجة الثالثة، لكن أريد واحدًا من الدرجة الرابعة أو أعلى.”
“…” روبين أطال النظر في وجه الشخص الجالس بجواره، ثم هز رأسه وتنهد، “هيه~ ابدأ بسرد تهديداتك إذًا.”
هذه المرة، هيدريك هو من صُدم بالكلمة، “عفوًا؟”
“دعني أخبرك شيئًا حتى لا نُضيع وقت بعضنا: أنا لن أعطيه لك. حتى لو دفعت لي ثلاثة أضعاف ثمنه، لن أعطيه لك. انتهى.” روبين حدق في الشخص بجواره، “لذا، لو عندك تهديد، قُله. ثم أنا سأرد عليك بتهديدات عن رد فعلي إذا نفّذت تهديداتك، وليذهب كلٌّ منا في حاله. لدي أشياء مهمة لأفعلها حاليًا.”
“…؟” هيدريك رفع حاجبيه قليلًا، ثم — ولأول مرة منذ وقعت عينا روبين عليه — بدأ يضحك، “هاها، أنت شخصية مثيرة للاهتمام حقًا.” ثم أشار نحوه برأسه، “لكن، ألن تُحدث تهديداتي أي تأثير حقًا؟ أجد صعوبة في تصديق ذلك.”
“جرّب.” روبين رفع كتفه، “أنا لن أذكر أمر الشظية التي أحملها في نطاقي الروحي. ماذا لديك؟ تُدمّر يورا أو نيهاري؟ دمّرهم. أنا وأولادي انتشرنا في الكون، وبدل الإمبراطورية أصبح عندي ثلاث. ربما لم أصل إلى مستوى كارثة عالم، لكن عندي أتباع وعبيد، منهم الكثير. ربما جربوع أمام حالة وَصْل، لكني اشتريت منهم حفنة أيضًا. ربما أكون ذرة غبار أمام عاهل، لكني أحظى بحماية واحدة.”
عينا روبين لمعتا بثقة مطلقة، “في يومنا هذا، بماذا يمكن أن تهددني؟ آخر يوم أمكن إبادي فيه حقًا كان ذلك اليوم المشؤوم، وأختك فشلت. الآن أنا خالد. لقد قُضي الأمر.”
هذه واحدة من الأسباب الخفية التي جعلته ينشر إمبراطوريات ويفرّق بين أولاده.
فأكثر شيء خاف منه في ذلك اليوم، هو أن تُمحى حضارته برفقة أولاده كلهم، وألا يبقى منهم شيء.
أما اليوم، فهذا مستحيل.
أسوأ ما يمكن أن يحدث الآن، هو أن يُقتل هو نفسه؟ لا بأس. أولاده وأتباعه سينتقمون له عاجلًا أم آجلًا!
“هاها، هذا مقنع فعلًا، لا يمكن حشر نمر في نفس الزاوية مرتين.” هيدريك أومأ متفهّمًا، “وأنا لا أنوي فعل شيء كهذا.”
“…؟” روبين رفع حاجبًا واحدًا وعاد لينظر لجواره، “ماذا؟ هل تريد أن تتفق معي على خطة سداد مؤجل لثمن العتاد؟”
“بما أن الحل في يدك، فأنا أريد أن أعرِض عليك المشكلة، بعدها أنتَ أخبرني ماذا أفعل، ما رأيك؟ مختار حقيقة عظيم مثلك ربما يجد حلًّا وسطًا!”
هيدريك صفق مرة واحدة بابتسامة خفيفة.
“….” روبين أطال النظر في وجه مضيفه لبضع ثوانٍ، بعدها أومأ.
أي شيء يُبعدهم عن الصدام المباشر، فهو شيء يجب تجربته.
ربما أحد أبنائه سينتقم له لو قُتل، لكن سيكون من الرائع إن لم يُقتل أصلًا!
“جيد، لعلها تكون محادثة مُجدية، يستفيد منها كلانا ونخرج بنتيجة ترضي الجميع.”
هيدريك ابتسم، ثم عاد لينظر أمامه نحو الغروب، نحو منظر الشُهُب الجميلة التي تندفع من الأسفل لأعلى، مخترقةً الغيوم.
ثم فتح فمه مرة أخرى:
“في تعامل الشخصيات الكبيرة من الحزام المتوسط مع حضارات الحزام اليافع، الكثير من التقلبات. فلا يوجد قانون ثابت يمنع التواصل معهم واستخدامهم، سوى أنه علينا عدم تدمير الكواكب نفسها.”
“…” روبين عقد حاجبيه، لا يفهم لماذا بدأ الكلام بتلك الطريقة.
“…عدد كبير من الملوك والأباطرة الكوكبيين يختارون أن يمتصوا دماء الحزام اليافع.
الأكثر فقرًا بينهم يفعلها عن طريق التواصل مع أهل كوكب معين، فيقنعهم أنه كيان سامٍ واجب الطاعة، ويجبرهم على إعطائه كل مواردهم.
الأكثر طموحًا ومواردَ يدعمون أهل الكوكب بالتقنيات ليصبحوا أقوى، ويغزوا المزيد من الكواكب فيجلبوا له المزيد من الموارد، وهلمّ جرًّا.
هؤلاء من يُطلق عليهم لقب السيد الأعلى.”
“…لكن هذا ليس كل شيء.
هنالك الأكاديميات النجمية الذين يطوفون الحزام اليافع للبحث عن أي بؤر كبيرة للطاعون ليقضوا عليها.
وهنالك اللوردات الكبار والطواغيت، أولئك يرسلون رسلًا أقوياء أو أساطيل من سفن الكشّاف النجمي للاستطلاع، لعلهم يجدون شيئًا جيدًا: ربما نيزكًا يحمل معدنًا نادرًا، جثة وحش فضاء، أو حتى قلب كوكب ميت.”
ثم هزّ رأسه،
“بالنسبة لنا، من لدينا قدرٌ معيّن من القوة والسُّلطة، هذا هو الطريق الأسلم.
فموضوع إنشاء إمبراطورية وانتظارها تكبر وتنتظر حتى يعطوك أهلها ما يتبقى بعد مصروفاتهم… ببساطة هو شيء مُرهق وغير مجدٍ.
لو أردتَ أن تدعم إمبراطورية كوكبية قوية بحق، بحجة أنهم سينضمون لك عند ترقيتهم، ستجد أنك صرفت عليها أكثر مما أخذت.
وإن تركتهم ضعفاء ينشغلون بالنهب، ستكتسب سمعة سيئة و تقل هيبتك!”
“…” روبين أومأ.
هو لم يعُد يذكر كم الأموال التي صرفها على البداية الحقيقية، والمهد، واللحد حتى الآن.
وفي المقابل، لم يظهر منهم أي عائد يقترب من تلك الأرقام بعد.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
معاذ خلف عواض الثبيتي
SA55 8000 0327 60801624 0281
دفع فيزا مباشر:
https://ko-fi.com/olympu
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 60 فصل شهرياً 10$
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 103/80
قولت روبين تهديداته هتكون فارغة بس طلع جامد
روبين حرفيا بقرة حلوب ل امبراطورياته 😂
فين الباقي🥲
هيدريك بيجر ناعم
شكرا علي مجهودك
يسلمووو على الفصل
شكرا على الفصل
لأ أنا💡
شكرا علي الفصل
الله يهديك و يغفر لك ويرحم والدك وجميع موتي المسلمين و يشفي جميع مرضى المسلمين و ينصر المسلمين في كل مكان
لكن هذا ليس كل شيء.
هنالك الأكاديميات النجمية الذين يطوفون الحزام اليافع للبحث عن أي بؤر كبيرة للطاعون ليقضوا عليها. كميه الرعب في حته دي
ربما نيزكًا يحمل معدنًا نادرًا، جثة وحش فضاء، أو حتى قلب كوكب ميت.” ما هو سر وحش الفضاء يا تري وهل ممكن يكون يمكن اخضاعه
شكرا
شكرآ كبير على الفصل ياابا احمد شافاك الله وغفر الله لوالدك
و القوة؟ الدعم